عز الكلام
يا عيون المها
أم وضاح
في كل المناسبات الرسمية والاحتفالات القومية تتراص الكاميرات في الصفوف وتتزاحم على المقدمة ويتبارى مصورو الكاميرات الناطقة تلفزيونياً والملونة فوتغرافياً في التقاط الصور التذكارية أو توثيق اللحظات النادرة ليكونوا شهوداً بالصوت والصورة والألوان، لكن التقاط اللحظة يحتاج إلى حس إبداعي قد يتفاوت من شخص لآخر، ويتحول في أحيان كثيرة واحد من الموثقين للحدث صاحب خبطة وانفراد، فقط لأنه التقط اللحظة الفارقة التي يصور فيها حدثاً ما قد يصير في كسر من الثانية، فيكون إحساسه الشخصي وحسه الصحفي هو الذي جعله يتميز عن الآخرين ويقوده إلى السبق والتفرد، وهكذا يتململ صاحب هذا الحس مثل ما فعل زميلنا الأستاذ “نوح السراج” رئيس قسم الفنون بالزميلة التيار، يوم أن كنا نجلس في احتفال تدشين فضائية الهلال وشاهد عناقاً ومصافحة حميمة بين الأستاذ “عبد العظيم عوض” والأستاذ “الطيّب مصطفى” ناشر صحيفة الصيحة، وقال لحظتها لي “نوح” وكان حاله كجندي فقد سلاحه في عز المعركة، قال ليتني كنت أحمل كاميرا لأوثق لهذه اللحظة، لأنه اعتبرها بحسه الصحفي أميز ما حدث في تلك الليلة، قلت هذا الحديث وهذه المقدمة لأشيد بالمخرج الفنان والمصور اللماح اللذين كانا ضمن طاقم نقل احتفال جهاز الأمن والمخابرات بافتتاح أكاديمية الأمن للدراسات الإستراتيجية، واللذان وثقا للحظة إنسانية عالية القيمة عظيمة الدروس وكل العيون كانت (مركزة) في اللحظة التي يقلد فيها السيد الرئيس نجمة الإنجاز للفريق “محمد عطا” ودائرة الاهتمام والمشاهدة يفترض أن تجعلها تحت قبضة زوم الكاميرا، وكان لحظتها سينتهي الأمر كما لو أنه أي تكريم نشاهد مثله العشرات في المتابعات القومية، إلا أن المصور الحريف حوّل اللحظة إلى لحظة وفاء وعطاء وحب وتقدير وقالب من الإنسانية مرسوم على شكل قلب محاط بالياسمين والفل وهو يلتقط عن قرب وجه السيدة “مها الشيخ” عقيلة الفريق “محمد عطا” وهي القيادية البارزة بالحزب الحاكم، ولحظتها تجردت السيدة من كل الوظائف وكل الألقاب ونسيت كل المهام وتذكرت فقط أنها زوجة الرجل الذي يقلده الرئيس نجمة الإنجاز وكل ما كان في وجهها من ملامح شعرت أنه يترجم ما في داخلها من مشاعر فياضة تحملها للرجل الذي قاسمته الحياة لحظة بلحظة، مؤكد مرا خلالها بمنعطفات كثيرة فيها الحلو والمر، الشقاء والسعادة، الحزن والفرح، لكن محصلتها قصة لرحلة وصل قطارها إلى محطة الوصول بسلام، لذلك لم تتمالك دموعها وعبرت عن عواطفها بشكل دافئ وعميق.
فشكراً للمصور الذي نقل لنا وفي عز الرسميات مشهداً نحتاج أن يلون حياتنا دائماً بالمعاني الشفيفة، والود المتصل، والعرفان والوفاء كالذي بثته الكاميرا على الهواء مباشرة من عيون زوجة رائعة اسمها “مها الشيخ”!
{ كلمة عزيزة
لا أدري كم تبقى من المهلة التي منحها الفريق “بكري حسن صالح” لإدارة التلفزيون في زيارته المفاجئة لهم لتوفيق أوضاع حال الفضائية الذي لا يسر عدواً ولا حبيباً، لكن الذي أدريه وأعلمه تماماً أن الحال يا هو ذات الحال ولم يطرأ على الشاشة جديد ولم تمس البرامج (حزمة ضوء) لينبري السؤال إلى متى يستمر الحال كما هو عليه؟؟.. ولماذا السكوت على سياسات “الزبير عثمان” ده أصلنا في سياسات واضحة؟؟ أين تلك الأصوات التي ظلت واقفة لي “محمد حاتم” في (تولا) وكأنه برحيل الرجل عن إدارة الفضائية ستصبح بين ليلة وضحاها فضائية الـ”إم. بي. سي” في المنوعات، والجزيرة في الأخبار!!.. أين الذين كانوا يتباكون على حال التلفزيون ويقودون الاحتجاجات ويحيكون الوقفات ويرفعون شعارات الربيع العربي وكل واحد عامل (بوعزيزة) الذي يريد أن يحترق من أجل التلفزيون وين هؤلاء؟؟.. وما الذي جدّ واستجد يا ربي بقوا يقبضوا باليورو وحوافزهم بتنزل بالدولار بعد رحيل “محمد حاتم” ومجيء السيد “الزبير”؟؟
{ كلمة أعز
بمناسبة الفضائية السودانية عادت إلى البلاد نجمة الأخبار المذيعة “هنادي سليمان” بعد غربة ليست بالطويلة، و”هنادي” مذيعة أخبار تشبه قناة الجزيرة والعربية لكنها تظل أسيرة قالب واحد لم يتم الاستفادة من إمكاناتها الرهيبة وهي الحاصلة على الماجستير والحاصلة على إشادات بالجملة من نجوم الجزيرة إبان تلقيها دورة تدريبية هناك، أمثال “هنادي” يحصرهم جدول بائس لقراءة الأخبار وتتمدد ناس قريعتي راحت في البرامج السياسية!!