ز عيم حزب الأمة الإمام "الصادق المهدي" في بوح خاص لـ( المجهر) (1-2)
= نعم .. “مبارك الفاضل” طاقة ولكن طاقة مدمرة .. وعليه أن يعتذر …
= حزب الأمة غير منشق .. الفي الحكومة ديل ناس عاوزين يعيشوا .. هم بقولوا لي كدا
= (الاتحاديون) والمنشقون عن الحركة الإسلامية ومن اليسار الشيوعي يمكنهم أن يتوحدوا معنا في حزب واحد
= حكومة الحوار المقبلة ستكون فاشلة إذا لم يحدث اتفاق سياسي ووقف للحرب
حاوره في القاهرة – الهندي عز الدين
ثلاث سنوات مرت .. لم ألتقِ خلالها زعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي”، قبيل أن يغادر الوطن مغاضباً، قائداً ومحركاً للمعارضة بالخارج عبر كيان قوى (نداء السودان) .. حديث عابر قاله السيد “الصادق” في ندوة سياسية بإحدى قرى ولاية الجزيرة عن قوات الدعم السريع قاده إلى المعتقل بسجن كوبر، ثم توقف الحوار الوطني، وتحركت بعده المياه في قنوات المعارضة والحركات المسلحة !!
في شقته الرحيبة بمدينة “نصر” بقاهرة المعز، وعند صباح باكر .. كنت هناك الأسبوع الماضي، أزور السيد “الصادق” للتحية والمجاملة فبيني والزعيم مودة واحترام، وبيني وسكرتيره الراقي المهذب الذي لا يشبه سكرتيري قادة ووزراء (الإنقاذ) الشاب “محمد زكي” محبة وتقدير، فكان تحديد الموعد سريعاً، وعندها .. كنت هناك.
عندما دخلت على الصالون الفسيح، كان بعض شباب (الجزيرة أبا) يلتقطون الصور التذكارية مع إمام الأنصار، فلا تخرج كما يشتهون، فيعيدون التصوير بكاميرا الموبايل، ويستجيب الإمام لهم دون ضجر .. !!
فيما يلي ننشر بعضاً مما يصلح للنشر، أما ما لا يصلح من أسرار، فنحفظها للتأريخ وندخرها للتحليل والمعرفة .. وللوقت المناسب:
{ السيد الإمام .. مرحباً بك على صفحات (المجهر السياسي) ..
– مرحباً بك …
{ أطلقت مؤخراً دعوة لتوحيد الأحزاب والكيانات السياسية في السودان في ثلاثة أحزاب أو جبهات .. لماذا الآن؟
– شوف يا ابني .. التجربة الديمقراطية عندنا مقيدة جداً .. في يوم 2 أكتوبر 1989م، جوني وأنا مسجون في بيوت الأشباح، نقلوني لبيت في الخلاء .. في الطريق إليه وكنا في عربية مغطاة بورق جرايد، البيت فيهو لمبة حمراء وما عندو جيران .. هناك قالوا لي أنت حتتحاكم محاكمة ميدانية لكن ممكن تنفد منها إذا اعترفت إنو التجربة الديمقراطية فاشلة .
قلت ليهم: النظام الديمقراطي عندو مشاكل لكن ما فاشل وقلت قولتي المشهورة (الديمقراطية راجحة وعائدة) وعملتو كتاب صدر عام 1990م .
بعد تجربة (الإنقاذ) بديت أفكر في كيفية الاستفادة من التجربة الديمقراطية، في قضايا يجب أن تحل ؛ الدين والدولة، الإثنيات، الأقاليم وغيرها .. دي قضايا مفروض تحسم حسم .. فوق الدستور .
المشكلة الثانية هي الحزبية .. فما زالت هي الحزبية التي خرجت من (مؤتمر الخريجين). وبدل نعمل (إعادة إنتاج) لتنظيمات تلك الفترة، حقو نعمل (إعادة تطوير) لها. هناك مشروعية لثلاثة تيارات :
1 / تيار تأصيلي .. وهذا يجمع القوى التي خلفيتها إسلامية .
2 / تيار تحديثي .. وهؤلاء علمانيون يريدون إبعاد الدين عن الدولة ..
3 / تيار يجمع ويوفق بين التحديث والتأصيل .
فلنتفق على ثلاثة تكوينات أو جبهات أو أحزاب، فحزب الأمة وأحزاب الاتحاديين أصلاً كانت (جبهات).
{ أين موقع حزب الأمة بين التيارات الثلاثة ؟
– بفتكر إنو حزب الأمة يقود التيار الثالث الذي يجمع بين التأصيل والتحديث .
علينا أن ننشئ تكوينات جديدة بالاختيار ونمنح الشعب السوداني خيارات جديدة، على آن نتفق على موضوعات الدين والدولة في مواثيق .
{ هل يمكن اعتبار المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ضمن التيار التأصيلي التحديثي ؟
– المؤتمر الوطني يبحث عن راية جديدة، الراية القديمة انتهت . والله .. إذا اختار الخط التحديثي سيتقارب معنا، وإذا اختار الخط التأصيلي فإنه يكون حليفاً طبيعياً للحركات السلفية والإخوان المسلمين .
أنا مجتهد إنو كل التيارات (الاتحادية)، والمنشقون عن الحركة الإسلامية، والمنشقون من اليسار الشيوعي، وعناصر من المؤتمر الشعبي والوطني، وعناصر من المؤتمر السوداني، ممكن جميعهم معنا، يكونوا التيار التأصيلي التحديثي في حزب واحد .
كل الكلام دا دروس من التجربة الديمقراطية القديمة .
{ البعض يمكن أن يعتبر أن الدعوة نفسها حالمة وغير واقعية، باعتبار أن حزب الأمة القومي صاحب المبادرة منشق إلى عدة تيارات وأحزاب مشاركة حتى في الحكومة ؟
– حزب الأمة غير منشق .. الفي الحكومة ديل ناس عاوزين يعيشوا ..دي ما أحزاب .. دي (مشروعات إعاشة) .. هم ذاتهم لما نتكلم معاهم بقولوا لينا: (خلونا نعيش) !!
الحزب الأساسي ما فيهو مشكلة.
{ وماذا عن تيار السيد “مبارك الفاضل” .. هو طاقة كبيرة لماذا لا يستفيد منها الحزب ؟
– نعم هو طاقة ولكن طاقة مدمرة .. ومشكلتنا معه .. أزمة ثقة .. هو تعود أن يجير الحزب لمصالحو الشخصية .. منذ أن كان في التجمع الوطني الديمقراطي .. أمثلة كثيرة .. ومنها موقفه من ضرب مصنع الشفاء .. أنا انتقدت الاعتداء .. هو كان يرى أنني أخسر سياسياً وأفقد الأمريكان وقال هذا الكلام لزوجتي المرحومة “سارة” ولأبني “عبد الرحمن”، وتحدثوا معي، أنا قلت ليهم: أخسر سياسياً .. لكن ما بخسر موقفي الوطني .
{ سيد “مبارك” يعتقد أن مؤسسات حزب الأمة القومي غير شرعية وفقدت صلاحياتها لعدم انعقاد المؤتمر العام لعشر سنوات؟
– ديل ناس بره الخط .. نفرض إنو الزمن فات على المؤسسات أنا بلغي المؤسسات دي .. بلغي الحزب ؟ .. ولا برتب لعقد المؤتمر العام ؟
{ تيار “مبارك” يقول إن رئيس الهيئة التنسيقية العليا لحزب الأمة القومي معهم؟
– رئيس الهيئة العليا للحزب هو رئيس الحزب بالإنابة “فضل الله برمة”، رئيس المؤتمر العام هو الشيخ “محجوب جعفر”، رئيس الهيئة المركزية هو الأستاذ “علي قيلوب”، رئيس المكتب السياسي “محمد المهدي حسن”، رئيس الجهاز التنفيذي (الأمين العام) “سارة نقد الله” .. دي رئاسات منتخبة.
{ وماذا عن الهيئة أو اللجنة التنسيقية العليا التي يرأسها د. “يونس مختار”؟
– دا صاحب “مبارك” .. ألقاب مملكة في غير موضعها ….
“مبارك” بعد حل حزبو .. قال عاوز يرجع لحزب الأمة .. وافقنا .. وكونا لجنة برئاسة “صديق محمد إسماعيل”، وقلنا لناس “مبارك” عينوا زول من طرفكم، فعينوا “يونس مختار” .. اللجنة المشتركة دي ما عندها علاقة بمؤسسات الحزب . اللجنة قدمت مقترحات حول كيفية ضمهم للحزب .. المقترحات عرضت على المكتب السياسي ووافق عليها، وتبقى كيفية التنفيذ.
من ضمن المقترحات أن يكون عندهم نائب رئيس الحزب، وعندهم مواقع في الأمانة العامة .. الأمانات، وليس المؤسسات المنتخبة . جاء “مبارك” وقال إن الذي يجيز كل هذه المقترحات مؤتمر استثنائي !! الحزب رفض .. والمشروع كلو سقط .
{ ما المطلوب – الآن – من “مبارك” ليعود للحزب الكبير مشاركاً وفاعلاً تحت قيادتكم ؟
– أن يقر بأخطائه ويعتذر عنها .. منذ ترشحه في انتخابات 2010م، بإيعاز من الحركة الشعبية ليشتت أصوات حزب الأمة .. والأمثلة كثيرة على الولاء لجهات خارج حزب الأمة .
{ ما رأيك في ترشيح “مبارك الفاضل” رئيساً للوزراء في حكومة الحوار الوطني المقبلة؟
– يعينوه ناس المؤتمر الوطني؟ على كيفهم .. المؤتمر الوطني يعين حلفاءه .. كل الإجراءات ستكون من طرف واحد .. وهي باطلة .
{ تقييمك لحكومة من هذا القبيل؟
– ستكون حكومة فاشلة .. الحرب لم تتوقف بعد .. والمشاكل ما زالت مستمرة .
{ الحكومة المقبلة مفروض تحل هذه المشاكل؟
– ما بتقدر تحلها دون اتفاق سياسي .. أما إذا حصل اتفاق فيمكن تسوية الكثير من المشكلات ووقف الحرب ..
حكومة بالوضع الحالي ستكون تحت إمرة المؤتمر الوطني ولا جديد فيها.