رأي

عز الكلام

يا ناس الفضائيات أفتحوا العلبة!!
أم وضاح
شاهدت أول أمس (الجمعة) برنامجاً يحمل اسم حوار خاص تقدمه الإعلامية “لميس الحريري” مع لاعب كرة مصري يبدو أنه محترف في أحد (الدوريات) الأوروبية على حد ما فهمنا من سياق الأسئلة والإجابات، لكن موضوعي ليس عن محتوى السهرة بقدر ما أن الذي لفت نظري بشدة وهو ما جعلني أتوقف عند المحطة كان (اللوكيشن) أو الموقع الذي سجلت فيه المقابلة على غير العادة. وبرنامج “لميس” دائماً من داخل استوديوهات (سي.بي.سي) والتصوير الذي تم بشكل احترافي كان من على سطوح منزل في منطقة الهرم مقابل تماماً لأكبر الأهرامات في المنطقة، وكل ما كانت توحي به اللوحة يضج بالجمال والإبداع وكأنها قطعة من الجنة، إذ أن التصوير عصراً باكراً والشمس لا زالت (تتمنع) في أن تغادر مكانها ومنظر النخيل الأخضر، أضفى على المشهد مهابة وجلالاً، ولولا أنني زرت تلك المنطقة لعشرات المرات وأبنائي يصرون على زيارة الهرم وركوب الخيل هناك ونتبعهم أنا ووالدهم بالحنطور للمراقبة والحيطة والحذر ويدخل (سياسها) بأزقة ما أنزل الله بها من سلطان وهي عبارة عن (عِزبة) حدادي مدادي يسكنها أغلب العاملين في منطقة الأهرام من الفقراء، ولولا أنني أعرف تلك المنطقة تماماً لقلت إنها قطعة من الفردوس لكنها كذلك عند من لم يشاهدها على الطبيعة. ولهذا الفهم قصد منتجو ومخرجو الحلقة أن يبعثوا برسالة للعالم الذي يشاهدهم أن بلادهم آية من الجمال والسحر ليقلبوا علىَّ المواجع ومعظم فضاءاتنا أسيرة العلب لا تخرج عن الاستوديوهات إلا نادراً وفي مناسبات تعد على أصابع اليد، رغم أن السودان يعتبر (لوكيشن) مفتوح تتعدد فيه المناظر والمشاهد بالحد الذي يجعلها في كل مرة تقدم الأجمل وتدخر الأروع. وبالمناسبة مع خالص تقديري لمجهودات الأفلام الوثائقية التي يجتهد فيها كثير من الحادبين والحريصين على التسويق للسياحة السودانية، إلا أنها تبقى أفلام مشاهدات تحفظها ذواكر من شاهدها أو قد يسمع بها من لم يسعفه الحظ لمشاهدتها. لكنني أتحدث عن الفضائيات التي تدخل البيوت يومياً بخرط ممتدة للبرامج والسهرات والفترات المفتوحة، لماذا لا تستضيف فنانينا وشعراءنا وحتى ضيوفنا في أماكن سياحية وأثرية لتصبح مادة يشاهدها ويستوعبها من هم بالداخل، وللأسف لدينا جيل بأكمله (فاقد وطني) قبل أن يشاهدها أو يستوعبها الذين يشاهدوننا من الخارج!!
الدائرة أقوله إنه وبعد أن رفعت عنا أمريكا بأسها وظلمها فقد دخلنا مرحلة جديدة تحتم علينا أن نسوق لسياحتنا ولثقافتنا وإرثنا الإبداعي استقطاباً لقوافل السياح الذين لو استثمرنا بس تعدد مناخنا حندخل دهباً ولولي وياقوت، بالله عليكم فكونا من أسر الاستوديوهات الباردة وانطلقوا في أرض السودان وغاباتها ووروهم حاجة!!
كلمة عزيزة
رغماً عن أنف المنطق والمعقول والمقبول لا زال وفي كثير من المناسبات يمارس إطلاق الرصاص عشوائياً لمشاركة الأفراح لتتحول المشاركة إلى صناعة الأحزان والرصاص الطائش لا يفرق للأسف بين دموع السعادة ودموع الحزن والعزاء .. أمس تجددت واحدة من المآسي برحيل شاب ليلة زواجه وصديقه يرديه بالرصاص دون تعمد وقصد لكن (النوايا) للأسف لا تهون هول المصيبة على من يتهاون بأرواح الناس ويتجرأ عليها للحد الذي يسلبها حقها في أن تعيش، وبالتالي فإن تشديد العقوبة لمطلق الرصاص قبل أن يتحول الأمر لجريمة هو خط الدفاع الأول للحيلولة من هذا العبث وهذه التصرفات الغوغائية المتفلتة!!
كلمة أعز
وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” وعقيلته يودعان الرئيس السابق “أوباما” وزوجته حتى سلم الطائرة في باحة البيت الأبيض، سرحت ببصري وتمددت جواي الأسئلة عن متين سنصل إلى هذا المستوى من الرقي والقناعة بتداول المسؤولية والسلطة  متين حيقتنع بعضهم أنها لو دامت لغيرك لما آلت إليك؟!! لمتين سيظل بعضهم (عشمان) يحكمنا مش بأطروحاته وبرامجه وسياساته، لكن إما بالزند أو بالكيد أو عطفاً على (ولاء) منخور عضمه بالسوس!!

 
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية