تقارير

"جون كيري" يهاتف "بكري حسن صالح" والمبعوث الأمريكي يتهم الحركات المسلحة

قبل يوم واحد من وداع إدارة “أوباما” للبيت الأبيض ..تداعيات اللحظات الأخيرة
الشركات الأمريكية تشارك في معرض الخرطوم الدولي
الحركة الشعبية قطاع الشمال: “دونالد بوث”.. إذا أنت تقول هكذا فماذا تركت للمؤتمر الوطني؟
الخرطوم – طلال إسماعيل
حرَّك الحجر الأمريكي مياه السياسة الساكنة في الخرطوم، بعد قرار البيت الأبيض في عهد الرئيس “باراك أوباما” رفع العقوبات الاقتصادية على السودان، قبل أن يودع “أوباما” اليوم (الجمعة) الرئاسة، ويتلقى النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري “حسن صالح” أمس (الخميس) اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، لينقلب المشهد السياسي في البلاد رأساً على عقب، ويجعل المعارضة في حيرة من أمرها بعد أن وجه إليها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وجنوب السودان ” دونالد بوث” رصاصة الرحمة الأخيرة قبل أن يغادر هو الآخر موقعه. وجلبت تصريحات “دونالد” غضب الحركات المسلحة وقطاع الشمال، بعد أن التقى بقيادات الحركات المسلحة في العاصمة الفرنسية باريس، لتعيد قيادات ” قوى نداء السودان ” موقفها مرة أخرى وتضع خياراتها في ظل الواقع الجديد الذي أفرزته تحالفات دولية وإقليمية مربوطة بملفات عديدة ومصالح شتى.
وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” عبَّر للنائب الأول الفريق “بكري حسن صالح” عن خالص شكره وتقديره على جهود الحكومة السودانية التي وضعت علاقة البلدين في مسارها الصحيح، مؤكداً استمرار جهوده في سبيل ترقيتها لخير البلدين.
ولم يجد النائب الأول لرئيس الجمهورية سوى أن يرد التحية الأمريكية بأفضل منها، وجدد شكره وتقديره لما بذله “جون كيري” شخصياً في سياق رفع العقوبات وتطوير العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، وتبادل ” بكري وكيري” وجهات النظر حول بعض المسائل العالقة في غضون ترتيبات اللحظات الأخيرة لإدارة “أوباما” التي تنتهي فترتها اليوم (الجمعة).
المبعوث الأمريكي: الحركات المسلحة تقدم مصلحتها على مصلحة السودان
في فجر يوم أمس (الخميس)، نشرت وكالة “رويترز” تصريحاً مفاجئاً من واشنطن للمبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان ” دونالد بوث ” يدعو المجتمع الدولي الى توخي الحذر في التعامل مع جماعات المعارضة السودانية المسلحة التي قال إنها تضع مطامحها السياسية فوق مصلحة الشعب. وقال المبعوث “دونالد بوث” قبل يوم واحد من تركه منصبه تزامناً مع انتهاء فترة ولاية إدارة “باراك أوباما” إنه تحدث في الآونة الأخيرة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال بشأن مقترح أمريكي لتوزيع الغذاء والدواء على مناطق الصراع التي تسيطر عليها هذه الجماعة المسلحة، لكنها رفضت العرض.

وقال “بوث” في مؤتمر في واشنطن: “وجدت أن بعض زعماء المعارضة السودانية -خاصة المسلحة منها- على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة”.
وأضاف: “ينبغي أن نحرص على ألا نضعهم في مكانة رفيعة ليست محل شك. من المهم أن نتوخى الحذر تجاه من نتعامل معه” مشيراً إلى الحكومات الأجنبية والجماعات التي تدعم المعارضة.

وقال المبعوث الأمريكي: إن رفض الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال العرض الأمريكي بتقديم مساعدات إنسانية خلال اجتماع في باريس كان “إهداراً لفرصة كبيرة لإحداث تقدم في مفاوضات السلام ومساعدة الناس الذين يزعمون أنهم يقدمون لهم يد العون”.
وتابع: “حتى ونحن نطالب الحكومة بالوفاء بالتزاماتها إزاء السلام علينا أيضاً أن نطالب المعارضة بأن تنحي المطامح السياسية الشخصية جانباً وتعطي الأولوية لشعبها.” وقال “بوث “: كما أن هناك متشددين داخل الحكومة السودانية يتمسكون بأفكار خاطئة بأنه يمكن تحقيق نصر عسكري.. هناك أيضاً زعماء الجماعات المسلحة الذين يعتقدون أن من الصواب أن يواصلوا القتال مهما كانت التكلفة بالنسبة لشعبهم”.
“أردول” يرد بصفته الشخصية في (الفيس بوك)
تلك التصريحات الأمريكية لم تجد الرضا من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال، وعلى الرغم من أنها لم تصدر بياناً رسمياً، إلا أن المتحدث باسم وفدها المفاوض “مبارك أردول” عبَّر عن رأيه الشخصي في صحته على (الفيس بوك)، وقال “أردول” :” على خلفية تصريح المبعوث الأميركي “دونالد بوث” في معهد السلام الأمريكي (كما نقلته رويترز)، وقبل يوم واحد فقط من مغادرته لمكتبه، واتهامه لقادة المعارضة التي تتبنى الكفاح المسلح بأنها تسعى لمصلحتها الخاصة فقط، دون مصالح الشعب السوداني، طبعاً مصلحة الشعب السوداني التي يعبِّر عنها المبعوث، محتاجة لوقفة وتعريف عن من يقصد بهذا الشعب وما هي مصلحته التي أخبروه  بها أقول له: وهو يعلم وبالضرورة ولكنني أذكره بأن هذا النظام الذي يبادله الود والغرام (في مرحلة شيخوخته)، هو النظام الذي انقلب على سلطة الشعب وقوَّض إرادته قبل (27) عاماً، وعليه أن يعلم دور إدارته المنتهية اليوم وسيطاً (باعتبار ما كان) لحل المشكلة السودانية، والوسيط دوماً يتمتع بالحكمة والكياسة والتأني في التعبير عن الأحداث التي يتوسط فيها بدلاً عن تصعيد المواقف وتأجيج الصراع والانحياز والميول لتبني آراء أحد الأطراف وتصدُّر المشكلة كأنها مشكلته ونسيان دوره، فإذا أنت تقول هكذا، فماذا تركت للمؤتمر الوطني.
ببساطة بهذا يكون قد أنهى دوره في الوساطة وقرر الدخول في حلبة الصراع لصالح أحد الأطراف، لا أدرى كيف يتحسب لرؤية الطرف الآخر من الصراع في تلك اللحظة، المهم وحسناً إنه كشف موقفه وعبَّر عنه الآن، وكنا سنخسر كثيراً إذا ما ظهر هذا الموقف بعد ما قبلنا مقترحه وتبيَّن لنا لاحقاً إنه حليف لطرف وليس وسيطاً”.
معرض الخرطوم الدولي يستقبل الشركات الأمريكية
توقع وزير التجارة السفير “صلاح محمد الحسن” مشاركة واسعة أجنبية وأمريكية في فعاليات معرض الخرطوم الدولي في دورته القادمة عقب قرار رفع العقوبات الاقتصادية التي  كانت مفروضة على البلاد، وأضاف وزير التجارة:  إن القرارات الاقتصادية كان لها آثار سالبة على الاقتصاد السوداني ومناحي الحياة، منوِّهاً إلى أن رفع العقوبات سيساهم في زيادة الصادرات السودانية إلى  الأسواق الغربية والأمريكية، بالإضافة إلى دخول تكنولوجيا متطورة في جميع المجالات إلى البلاد.
وكشف الأستاذ “يوسف محمد كرار” المدير العام للشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة عن اتصالات عدد من الشركات الأمريكية والأوربية بعد قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بهدف المشاركة في فعاليات المعرض الحالي، مؤكداً فتح المجال واسعاً لكافة المشاركات الأوروبية والأمريكية خلال الدورات القادمة لمعرض الخرطوم.
وقال: إن الشركة تعمل على إنشاء عدد من المناطق الحرة بولايات (جنوب دارفور، النيل الأبيض، النيل الأزرق، القضارف، شمال دارفور)، مشيراً إلى دور الأسواق الحرة الكبير في الاقتصاد الوطني، معرباً عن أمله في أن تسهم الشركة ممثلة في كوادرها المؤهلة في الاستفادة من إمكانياتها خاصة بعد قرار رفع العقوبات الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد الوطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية