تقارير

مساعد رئيس الجمهورية "إبراهيم محمود" في لقاء مكاشفة مع قادة الإعلام

* هناك تعقيدات في توزيع نسب المشاركة في الحكومة القادمة
* التعديلات الدستورية الخاصة  بالحريات ستناقش في الدورة المقبلة للبرلمان
* مسألة التطبيع مع إسرائيل لم تناقش داخل المؤتمر الوطني
* قطاع الشمال يستغل القضايا الإنسانية بطريقة غير أخلاقية لتحقيق أهداف سياسية 
* المبعوث الأمريكي فضح موقف الحركات المسلحة من العمل الإنساني
الخرطوم – محمد جمال قندول
رفع العقوبات، ترتيبات ما بعد قرار رفع الحظر الأمريكي، تجاوزات الحركة الشعبية في العمل الإنساني واعترافات المبعوث الأمريكي، موقف الوطني من منصب رئيس الوزراء، ترتيبات تشكيل الحكومة المرتقبة، صحة رئيس الجمهورية وغيرها من المحاور، تناولها بالحديث مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني المهندس “إبراهيم محمود حامد” خلال لقائه مع رؤساء التحرير والكتاب وقادة العمل الإعلامي، وذلك  بقاعة الشهيد “الزبير” ظهر أمس (الخميس)، وقد أدار اللقاء وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف. 
}بعد الانفصال
مساعد رئيس الجمهورية أوضح في بداية حديثه، أنه من الصعب وضع إستراتيجية للعلاقة مع دولة الجنوب، في ظل استمرار إستراتيجية الجنوب في إيواء الحركات المسلحة السودانية، وأشار إلى أن إستراتيجية الحكومة بالخصوص كانت واضحة منذ الانفصال، بأن تعيش في جوار آمن مع جنوب السودان، غير أن الأخيرة عملت بخلاف  ذلك، وعلى النقيض من ذلك، ظللنا نؤمن بأهمية الاحتفاظ بجوار آمن مع جميع الدول، مشيراً في ذات السياق إلى وجود اتفاقيات مع الجنوب موقعة منذ العام 2012 فيما يتعلق بتأمين الحدود وفتح المعابر وغيرها، وقال نحن ملتزمون بها ونريد إنفاذها، ولكن الطرف الأخير لا يريد إنزالها على أرض الواقع بتنفيذها.
وفيما يتعلق بعودة رئيس حزب الأمة القومي السيد “الصادق المهدي”، قال “محمود” إنهم يريدون عودته إلى الخرطوم، وإن القرار بأن يبقى جزء من الحوار الوطني متروكاً لحزبه، ليس هنالك ما يمنع، والحكومة ليس لديها مانعاً في المعارضة بالداخل، بشرط أن لا تكون معارضة مسلحة.
ورأى “محمود” أن شهادة المبعوث الأمريكي “دونالد بوث” بشأن مواقف الحركات المسلحة قبل أن يودع منصبه، تجسد خروقاتها فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية. 
وأضاف “محمود” أن حديث المبعوث “بوث” والذي قال فيه إنه يجب على العالم أن يتوخى الحذر في التعامل مع الحركات المسلحة السودانية، وأنهم ينظرون إلى مطامعهم، فضح هذه الحركات، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى فضحها ليعرف الناس حقيقتها.
 وعدد “محمود” مخالفات الحركة الشعبية فيما يخص نقل المساعدات والعمل الإنساني، كان أولها عدم الالتزام بالمبادرة الثلاثية في العام 2012، وقرار مجلس الأمن (2046) في ذات العام، ومذكرة التفاهم الثلاثية في نفس العام، وتسليم الخطة التشغيلية من الآلية الثلاثية في (أكتوبر) من ذات العام، ورفضها خطة تحصين الأطفال في المنطقتين في (أكتوبر) 2013، والخطة المشتركة للتحصين في (نوفمبر) من ذات العام، ومبادرة التحصين الحكومية في 2014م والمسار السريع في أكتوبر 2014 وأخيراً رفضها المبادرة الأمريكية لتوصيل المساعدات الإنسانية في (يناير) 2017.
}تحسين علاقات السودان
وفي معرض رده على سؤال حول تداخل الصلاحيات فيما يتعلق بإدارة الملف الأمريكي، وما يثار عن تعارض ما قال به مدير مكتب الرئيس الفريق “طه عثمان” في حواره مع (اليوم التالي) مؤخراً، وتركيزه على دور بلدان الخليج، قال إنه لا يرى تناقضاً وإنه لا مانع في أن يتقدم “طه” بالشكر للسعودية ودول الخليج لأنها ساعدتنا بالفعل، ولكن “إذا في تنافس بينه وبين ناس تانين دي حاجة تانية”، على حد قوله، وأشار في حديثه إلى أن السياسة الخارجية شغل الرئيس في أي دولة يساعده فيها آخرون، وأردف بالقول: نحن نشكر الرئيس لجهده المقدر في تحسين علاقات السودان بالكثير من الدول، ودوره الكبير في هذا الشأن.
“محمود” نفى في حديثه أن يكون هنالك أي نقاش دار بالحزب فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.
}معايير مشاركة الأحزاب في الحكومة
 وقطع “محمود” في حديثه بوجود اتفاق بأن يجد أي حزب أو حركة شاركت بالحوار، نفسه عبر واحدة من آليات المشاركة، مع تأكيده بأنه ستكون هنالك معايير للأحزاب للمشاركة في الحكومة المرتقبة، وستخضع بعدها للتشاور برضا المشاركين.
وأوضح أن منصب رئيس الوزراء سيكون للحزب الذي يمتلك الأغلبية، والذي يمثله الآن المؤتمر الوطني وهو شيء طبيعي، وأن من يتبوأ هذا الموقع سيكون له دور سياسي، مع التأكيد بأن التوافق السياسي سيكون بالآلية الأخرى، وهي المتعارف عليها باسم الآلية التنسيقية العليا، وهم الذين يتشاورون مع الرئيس.
وأكد “محمود” جاهزيتهم لأي مفاوضات، ونبه إلى أن دعوة “أمبيكي” لجمع آلية الحوار مع قوى نداء السودان، مطروحة وفق الوثيقة الوطنية التي ستظل مفتوحة مع حرصنا على السلام.
}صعوبات التشكيل
وأشار نائب رئيس الوطني إلى اجتهادهم الشديد للإتيان بحكومة قوية تلبي طموحات المواطنين، مشيراً إلى أنهم كانوا يتمنون بحسب الحوار، تشكيل الحكومة في (3) أشهر، ولكنهم اصطدموا بصعوبة الأمر وتعقيد تشكيل الحكومة، ونبه “محمود” إلى أن إعلان الحكومة الجديدة سيكون الشهر المقبل، وعزا ذلك إلى المشاورات الخاصة مع القوى السياسية التي قال إنها تحتاج إلى وقت ليس بالقصير، وقال: (تقريباً النسب التي تشارك فيها القوى السياسية بالبرلمانات في مرحلة النقاش، أما بالنسبة للحكومات فبصدد تحديد النسبة العامة)، وأكد أن التعديلات الدستورية التي طالب بها حزب المؤتمر الشعبي فيما يتعلق بالحريات ستناقش في الدورة المقبلة للبرلمان.
ورأى “محمود” أن الحرب في دارفور وجنوب كردفان فعلياً قد انتهت، ولا مبرر لأي  شخص أن يحمل السلاح ضد الدولة، واعتبر أن السلام بالبلاد ودولة جنوب السودان مرتبط ببعضه، لذا يجب أن نتجه نحن مع الجنوب، نحو هذا الهدف.
}انتقاد مواقف المعارضة
انتقد نائب رئيس الحزب “إبراهيم محمود حامد” أمس، المعارضة المسلحة وقال: (رفع العقوبات عن السودان وجد ترحيباً داخلياً وخارجياً عدا قلة ما زالت لا تفرق بين عداوتها مع الوطني ومع الدولة)، وأبدى أسفه بأن بعض أحزاب المعارضة غير سعيدة برفع العقوبات عن السودان، بل تعنتت في رفضها للمقترح الأمريكي بتوصيل المساعدات الإنسانية للمنطقتين، وقال إنهم يتاجرون بالقضايا الإنسانية بطريقة غير أخلاقية لتحقيق أهداف سياسية، في وقت كشف فيه عن تشكيل لجان بالحزب للاستفادة من المناخ السياسي الجديد لتحقيق السلام في المنطقتين.
وقلل “محمود” من ربط رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بستة أشهر، وقال: (ليس المقصود بها السودان وإنما القانون الأمريكي ينص أي عقوبات تُرفع، تُلغى بعد 6 أشهر)، مؤكداً أن تنفيذ رفع العقوبات تم.
}صحة الرئيس
وكشف “محمود” تفاصيل عن عملية القسطرة التي أجراها رئيس الجمهورية وقال إنها استكشافية، وأكد أنه بخير وأن الفحوصات أظهرت نتائج طيبة، ولا توجد أي مشاكل في القلب ونصحه الأطباء بالخلود للراحة، ولكن ربما يسافر للمراجعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية