مسألة مستعجلة
(الشعبي في الحكومة)!
نجل الدين ادم
قبل أيام قليلة، حدد حزب المؤتمر الشعبي المعارض وجهته في أمر المشاركة في الحكومة المرتقبة بعد حالة شد وجذب كبيرة بين المؤيدين للخيار من العضوية والرافضين، فكانت الغلبة لصالح المشاركة، رغم الشروط التي وضعها الحزب للدخول في الحكومة والتي تأتي وفقاً لمقتضيات الحوار الوطني وتنفيذاً لمخرجاته، (المؤتمر الشعبي) اشترط الدفع بالتعديلات المتعلقة بالحريات للبرلمان ومن ثم يمكنه الدخول في الحكومة.
أهمية مشاركة المؤتمر الشعبي تأتي في أنه واحد من أكبر الأحزاب السياسية المعارضة التي شاركت في الحوار الوطني، وكان على علاقة ندية مع حزب المؤتمر الوطني، بجانب قوة الدفع التي أعطاها لبداية المشوار والشيخ الراحل الدكتور “حسن الترابي” يخطف الأضواء في تدشين الحوار الوطني، لذلك تتبدى الأهمية في أن هذا الحزب يعبر عن رأي بعض الأحزاب التي لا تتسق أفكارها وأطروحاتها ورؤاها مع حزب المؤتمر الوطني وتعاطيه مع بعض القضايا، وتتباعد نقاط التلاقي معه.
على أي حال وضع حزب المؤتمر الشعبي شرطه في أمر المشاركة، وكلنا يعلم أنه لم تتبقَ لدورة البرلمان الحالية بعد تمديدها إلا بضعة أيام، بات تحدياً، فالأمر يحتاج لرؤية ثاقبة من حزب المؤتمر الوطني في التعامل مع شرط واحد ضمن القضايا المجازة أصلاً في توصيات الحوار الوطني، وليس شرطاً إضافياً خارج أطره.
حزب المؤتمر الوطني الحاكم حسبما ساق الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي، وافق على تضمين الشرط في التعديلات الدستورية والدفع بها قبل انقضاء مهلة التمديد، ولكن الموافقة شيء والتنفيذ شيء آخر، لذلك المهم أن تتعاطى الحكومة مع هذا الطرح حتى يشارك حزب المؤتمر الشعبي في الحكومة وتحفز في ذات الوقت الآخرين.
يبدو واضحاً أن المؤتمر الشعبي مهيأ لأمر المشاركة من واقع ما أقرته الأغلبية في اجتماعها، وهذا بالضرورة يعني أنه أعد خطوطاً عريضة للمشاركة ووضع الخيارات الأولية.
تكليف الهيئة القيادية للحزب لوفد منها لمقابلة القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي د.”علي الحاج محمد” واصطحابه إلى الخرطوم، هي مؤشر للترتيب والنظام الدقيق الذي يتمتع به الحزب، ما يعني أن الرجل سيكون لاعباً أساسياً في ميدان التحولات المرتقبة للحزب وهو ينتقل من مربع المعارضة إلى مربع المشاركة في الحكومة. (الوطني) يحتاج أن يتعجل أمر هذه الترتيبات والتدابير سيما وأن دورة البرلمان شارفت على النهاية، ينبغي أن يكون قرار الرئيس الأمريكي أيضاً حافزاً لكي يسرع الخطى في مسألة التحولات السياسية الداخلية وإيصال رسالة للذين يجلسون في الرصيف بأنهم جادون وحريصون على التوصل إلى توافق مهما تعقدت الأمور والقضايا.. والله المستعان.