رأي

عز الكلام

الرقم غير صحيح.. والصندوق فاضي!!
أم وضاح

قبل أن ندخل كبري شمبات بحوالي الكيلو، لفحتنا من الخلف (عجاجة) عربة ترحيل من التي تملأ شوارع الخرطوم تحت مسمى (استايركس)، وقائد السيارة كان مسرعاً بالدرجة التي كاد أن يتسبب في خروجنا من مسارنا، هذا إن لم يكن قد فعل بسبب السرعة الزائدة وإصراره على تخطي العربات التي أمامه، وبعد أن أفقت من صدمتي انتبهت فجأة، أن خلف السيارة ديباجة كبيرة مكتوب عليها رقم بالبنط العريض وتحته عبارة اتصل على هذا الرقم إن رأيتني أقود باستهتار، ولأن السائق كان يمارس قمة الاستهتار سجلت الرقم وبدأت في محاولة الاتصال به، لكن للأسف أول ما لامس أذني كان صوت الهاتف وهو يخبرني أن هذا الرقم غير صحيح، وحاولت أكثر من مرة ولم أتحصل على نتيجة ليتضح لي أن الرقم المكتوب مجرد وهمة)، ليس إلا، وعلى هذا القياس دعونا نقيس مؤسسات كثيرة ووزارات أكثر تنبِّه المواطن إلى وجود صندوق للشكاوى مخصص لتلقي ملاحظاتهم ومقترحاتهم، وكثيراً ما يقوم الغاضبون أو الحادبون بالفعل ويجتهدون في كتابة تعليقاتهم ويرمون بها داخل الصندوق، خاصة في المستشفيات الكبيرة، ولو أن أحداً بالفعل ألقى نظرة على ما هو موجود بالداخل، فهذا بلا شك، كان سيكون سبباً في إصلاح الحال المائل، وقفل الثغرات الواضحة التي ما كانت حتى تحتاج لصندوق شكاوى، لو أن كل (زول شايف شغله وقائم بالعليه)، لكن موضوع الشكاوى (ده) فتح عليَّ جرح ثاني، ما عندنا فيه يد نحن معشر الصحفيين، إذ أن معظم، إن لم يكن كل من يطرق بابنا ويحمل مظلمة أو اقتراح أو شكية لوجه الله يكون قد طرق كل الأبواب ويمم وجهه شطر أكثر من جهة وأكثر من مسؤول، فلا يجد ملجأً أو منفذاً لفش غبينته سوى صفحات الصحف التي تفرد مساحاتها لهم، لكنني دائماً ما أسأل نفسي، هل في الحكومة (دي) في زول يرصد هذه الشكاوى ويوجهها إلى حين ينبغي أن تذهب، بل ويتابع من يعنيه الأمر بها حتى يتأكد أنه قد قام بما يمليه عليه الضمير والواجب والإنسانية حتى يصبح لها معنى وفائدة وقيمة وتكون رسائل معلومة العنوان والوجهة والهدف.
(الدايرة أقوله) لو أن كل هذه المساحات المفردة كانت تؤدي دورها، كما ينبغي أن يكون، لما وجدنا قصوراً ولا إخفاقاً ولا فساداً، لكن واضح أنها مجرد تقليد أعمى ورتيب وممل، أو أنها مجرد قشرة أو (غشة) للمواطن أن لرأيه قيمة وأهمية، والحاصل عكس ذلك تماماً.
{ كلمة عزيزة
تتجدد هذا المساء الذكرى الرابعة لرحيل أسطورة النغم “محمود عبد العزيز”، والحواتة، كما العادة، مصرون على أن تظل أغنيات “محمود” حصرية عليه والفرقة الماسية للراحل ستعزف ويغني محبوه وعشاقه أغنياتهم وجميعهم حواتة بالعشق والهوى والانتماء لهذا الفنان الذي شكَّل حالة إبداعية وإنسانية مرسومة في قلوب كل السودانيين الذين اجتمعوا على عشقه وحبه بتفاوت أعمارهم وثقافاتهم، فكان الحوت هو المورد الذي يلتقون عنده، يشربون حد الارتواء من جميل الكلمات وجميل الألحان لتصبح ذكرى “محمود” مناسبة وعيداً يلتقي فيه شعب الحواتة، كما كل عام على الحب والجمال، والأهم على الوفاء العملة النادرة هذه الأيام.
{ كلمة أعز
استعدت مدينة ود مدني لاستقبال ليلة التراث التي اختيرت لها الفنانة “ميادة قمر الدين” والتي هيأت نفسي لحضورها من داخل فعاليات المهرجان، لكني فاجأتني “ميادة” بإلغاء الحفل لأسباب غير معلومة لديَّ حتى الآن، وسؤالي للسادة في مهرجان الجزيرة لماذا تم إلغاء الليلة التي تم الإعلان لها منذ زمن، في حين استمر البرنامج كما هو عليه لبقية الفعاليات، وبالتأكيد لي عودة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية