عز الكلام
أم وضاح
رفع العقوبات هيَّج الروح الشريرة!!
أكثر ما كان يغيظني في بعض المؤتمرات الصحفية التي تشهدها الصحافة أنها إما تشوبها شائبة عدم التنظيم أو أن المتحدثون فيها يظهرون بمظهر أنهم تفاجأوا بالمؤتمر نفسه، وجاءوه على عجل بدلالة الإجابات غير الوافية أو ضيقهم وتبرمهم من الأسئلة والتي غالباً ما تكون الإجابات عليها من المسؤول وبقية الفريق يجلس مستمعاً وكأن الرجل هو اللاعب والحكم والكورة والعرَّاضة، إلا أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد وزير الخارجية البروف “إبراهيم غندور” عن قرار رفع العقوبات الأمريكية على السودان، حيث كان واضحاً تماماً أن “غندور” وهذا ليس غريباً عليه قد جاء (حافظاً لفرضه) وعارف إلى أي قبيلة يتجه، وكان الأوضح أكثر الهارمونية للمشاركين في المؤتمر، بدءًا من وزير الدفاع ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات ووزير المالية، وجميعهم تحدثوا بمعلومات مبنية على وقائع وثوابت وحقائق ولم يجنحوا للجمل الإنشائية الفضفاضة، بل كان حديثهم أقرب للحساب وأن واحد زائد واحد يساوي اثنين، لأول مرة أشعر أننا دولة مؤسسات تعمل بروح (التيم ويرك) زينا وزي باقي دول كثيرة المؤتمرات الصحيفة فيها تؤكد وتعضد روح المؤسسية والهرمية والعمل بناءً على أسس وخطوات محسوسة ومدروسة، لكن المؤسف أن الحالة سكنت روح الأجواء بعد رفع الحصار كانت للأسف روح شريرة من بعض الذين بدأوا في إفراغ الأمر من محتواه السياسي إلى أبعاد أكبر وأخطر، وأهمها محاولة إظهار الأمر وكأن الحكومة قد أحنت ظهرها لأمريكا، وشدت الأخيرة السرج وأحكمت اللجام.
ولتكن مصيبة الحكومة هذه مصيبتين، ومصيبة الشعب السوداني عشرين مصيبة بمثل هذه الدعاوى التي لا تحسن قراءة المشهد ولا تحرص على رفع الظلم عن الإنسان السوداني، أما الأخطر من هؤلاء، فهم إما الذين بدأوا في محاولة (دق أسفين) في مركب الحكومة نفسها بإشاعة سؤال، أنا شخصياً لا أرى له ضرورة أو أهمية له مقارنة بالمكسب نفسه، والسؤال هو أو من هم وراء رفع الحظر الأمريكي، هل هو الفريق “طه” أم أنها لجنة “غندور” أو أنها عفو أمريكي هدية شجرة الميلاد، ولا أدري ماذا يعنينا أو يعنيهم في ذلك سوى لفت الأنظار لمعركة في غير معترك! أما الروح الشريرة الثالثة فمن تسكنهم يدعو حالهم للرثاء، إذ أنه وعلى حسب أشواقهم وظنونهم روَّجوا أن أمريكا وضعت السودان تحت الاختبار، يعني كما تفعل الشرطة الأمريكية بما يسمى (إطلاق السراح المشروط)، وأي إخلال بهذه الشروط يعيدنا إلى المربع الأول، لذلك هم يجلسون وفي يدهم الحسابة تحسب، لأول هفوة وأول خطأ يهرولون به إلى أمريكا ويقولوا (أمانة ما وقع راجل)، وفي ستين داهية الشعب السوداني في أن تعود العقوبات أو حتى تتضاعف بشكل آخر!!.
(الدايرة أقوله) أنه وكما في هذا البلد المخلصون الأوفياء هناك أيضاً من يحملون ملفات وأجندة تخصهم، أنا شخصياً أتمنى أن (يهتدوا) و(يتهدوا) ويعملوا لما فيه خير الشعب الصابر المحتسب الذي أكدت المواقف والأحداث والشواهد أنه أوعى وأفخم وأعظم مما كنا نتصور.
{ كلمة عزيزة
طالما أن القرار الأمريكي برفع الحظر الاقتصادي عن السودان جاء وفقاً لسياسات وترتيبات تنصب في خانة العمل المؤسسي والواجب الذي ومن صميم الحكومة، أرجو أن لا تشهد سلسلة من الإعلانات مدفوعة الأجر لتهنئة هذا وذاك، بالاسم والصورة وفق تصنيفات وأهواء ومصالح المهنئين، هذا العمل عمل دولة وإنجاز مؤسسة (فل أستوب).
{ كلمة أعز
السيد وزير المالية قال إن وزارته تعكف على وضع خطة شاملة لمراجعة السياسات المالية والنقدية في أعقاب قرار واشنطن برفع العقوبات الاقتصادية عن الخرطوم، وهذا حديث أقرب للواقع والمنطق بضرورة مراجعة السياسات وفقاً للتحول الجديد، لكن في سياق تاني قال “عبد الرحمن حسن” محافظ البنك المركزي السابق: إن هذا القرار (سيحس به المواطن من أول أسبوع وفي كل حياتنا) أها عرفتوا كيف بتجيبوا لي روحكم الهواء!.