"الترابي".. مؤسسة تعليمية قادمة باسمه ومسلسل تلفزيوني وسلسلة من الكتب وقاعة في جامعة الخرطوم
مواجهة فكرية بين تياري “التجديد” و”الحداثة” في ندوة السابع من يناير بقاعة الصداقة
الخرطوم – طلال إسماعيل
( مر، وهذا الأثر) عبارة وضعتها اللجنة المختصة بتقديم كتاب “حسن الترابي”: (توقيعات على كتاب الرحيل)، لعكس الاهتمام العالمي والإقليمي والمحلي بالمفكر الشيخ “حسن الترابي” من خلال الرصد التلفزيوني والإذاعي والمطبوعات وفي وسائط التواصل الاجتماعي خلال ندوة فكرية في مساء يوم (السبت) السابع من يناير بقاعة الصداقة لرموز إسلامية عالمية يتقدمها “محمد مختار الشنقيطي” حول مشروع التجديد ومواجهته مع مشروع الحداثة لـ”عبد الله علي إبراهيم” والمناشط المصاحبة له. والتقى في بيت فقيد البلاد “الترابي” مجموعة من الإعلاميين وكتاب الأعمدة ورؤساء التحرير حول الأثر الباقي لـ”الترابي” من خلال عدة أفكار طرحت، أبرزها تأسيس مؤسسة فكرية باسم الراحل وترفيعها إلى جامعة في المستقبل، وبناء قاعة في كلية القانون داخل جامعة الخرطوم باسم “الترابي”، وإخراج مسلسل تلفزيوني لإبراز جهود “الترابي”، وإصدار سلسلة من الكتب حول أفكاره وممارسته العملية في الحياة. وكشف “صديق حسن الترابي” عن إنشاء مركز لفقيد البلاد في المرحلة المقبلة سيعلن عنه من خلال الندوة.
وقال رئيس لجنة التوثيق “عثمان الكباشي”: (فكرة التوثيق نشأت في الأيام الأولى لوفاة الشيخ حسن. لقد اتضح من خلال حجم ونوع الكتابات أنه نشاط للترابي غير طبيعي). وكشف “الكباشي” عن أن اللجنة لم تستطع أن ترصد كل المقالات والمنشورات التي كتبت بعد انتقال “الترابي”، بعد أن وصل عدد صفحات الكتاب (623) صفحة ولم تشمل ما كتب باللغة الإنجليزية والفرنسية.
ونوه “الكباشي” إلى أن الهدف من ندوة “الأثر الباقي” في قاعة الصداقة هو التفكير في إنشاء مؤسسة فكرية. وقال “عصام حسن الترابي” إن العالم الإسلامي يعج بالمفكرين والمبدعين والمفسرين للقرآن الكريم، لكن النموذج المتحرك المتماسك للمجتمعات لم يقدمه احد في العالم غير شيخ “حسن الترابي”.
ودعا رئيس تحرير صحيفة (التغيير) السابق “إمام محمد إمام” إلى أن لا يكون مهرجاناً خطابياً وينتهي بانتهاء الفعالية، وقال: (لازم الناس يتعاملوا مع هذا الأمر بتفكير مختلف لأنه سيكون مدخلاً لمشروع آخر، لذلك لابد أن يكون هنالك تفكير ينبثق من تلكم الليلة، مثال لذلك ونحن نسمع بعض الأشياء، لكن مشكلتنا في السودان ، هي ان في البداية يكون هناك كلام جميل لكن لا يعرف أحد هل ينفذ أم لا، فدعونا نبدأ بشيء إنساني ونحن حريصون أن يُعرف هذا الشيخ معرفة حقيقية داخل السودان فكراً وسياسة وثقافة ومن طرف المراكز البحثية في العالم).
{ “عثمان ميرغني” يقترح فيلماً تلفزيونياً لـ”الترابي”
من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة (التيار) “عثمان ميرغني”: (خطرت في ذهني خاطرة لأن هذا المكان زرناه من قبل، الترابي ظلم مرتين، ظلم في حياته لأنه قضى وقتاً طويلاً في السجون وكان يمكن أن ينتج الكثير في المجال الفكري بالتحديد والذين سجنوه حرموه من ممارسة ما كان سينتجه داخل السجون، والآن سيظلم مرة أخرى بالطريقة التقليدية في محاولة تأبينه). وأضاف: (الترابي واحدة من ميزاته أنه إنسان متجدد في تفكيره وأنا أقول دائماً إنه يفكر بعقل 25 سنة، وكان يفاجئ الناس بتفكير سابق لأوانه، الترابي الآن فكره عالمي ولكن جهات كثيرة قلصت دوره المباشر، أنا أقترح أن يفكر الناس بصورة مختلفة.. يجب إعادة رسم شخصية الدكتور الترابي في الواقع السوداني بصورة تطابق الحقيقة فعلاً). وزاد: (لابد من إعادة إبراز شخصية الترابي لأن تأثير الكتب محدود جداً، من خلال تبني فيلم تلفزيوني وليس وثائقياً مثل شخصية عمر المختار وجمال عبد الناصر، يعيد تقديم الشخص بصورة أخرى).
وقال رئيس تحرير صحيفة (رأي الشعب) السابق “الطيب فراج”: (اللجنة تداعت بشكل تلقائي وهي مبادرة يفترض أنها تقدح في زناد مرحلة قادمة، وتستدعي أفكار الناس إلى كيف يمكن أن تمتد سيرة الدكتور الترابي، واحد من الأشياء المهمة أن أهم ما ميز مسيرة الترابي هو المنهج التوحيدي وهو في آخر سنوات حياته تكلم بالمنهج التوحيدي)، وزاد: (إذا مررت على جملة من كتابات الترابي: المرأة والشورى والفقه السياسي، هذه المسألة كلها منظومة في منهج الأبعاد التوحيدية المتعلقة بالرسالة الإسلامية)، وأضاف: (واحد من الإشكالات عند بعض الناس أن دكتور الترابي كان يفترض أن يتفرغ للعمل الفكري ويترك العمل السياسي، لكن فات عليهم أن العمل الفقهي لا يتجلى إلا في تحديات مع واقع المجتمع، ولم يكن إنتاج الترابي سيصدر إذا لم يكن داخل إطار العمل السياسي الاجتماعي الفعلي).
وقال “تاج الدين بانقا” مدير مكتب “الترابي”: (واحد من إشكالاتنا عدم متابعة المبادرات، وأشكر الإخوان الذين أطلقوا هذه المبادرة، لم يتركوها تموت في مرحلة الإعداد حتى خروج هذه الندوة، جاءهم عدد من الأفكار لتطوير هذه التجربة أو تجارب أخرى)، وقال: (شيخ “حسن” ما حق زول، وهنالك مبادرات من خارج السودان أكثر من داخل السودان، وشيخ حسن يُعرف بالخارج أكثر من الداخل، ولو جاء شخص حلل المقالات، فمرة واحد مسيحي أمريكي كتب عن مسيرة شيخ حسن في التجربة الإنسانية على مدى التاريخ، وهنالك مبادرات ومجموعة من إخواننا لديهم مبادرة عن ما كتبه شيخ حسن ولم ينشر، والشيخ كتب عدداً من الرسائل في مناسبات خاصة وعامة حاولوا تجميع هذه المادة وعملوا بها شغل كبير جداً وقاموا بتصنيفها، ويمكن الظروف لم تساعدهم ومبادرتهم لم تصل مرحلة التنفيذ، وهنالك أفكار كيف تطور هذه الأشياء.. وحقيقة أكثر ناس كتبوا عن شيخ حسن المغاربة والأتراك).