رأي

ربع مقال

عمر يقضي وقتيبة ينفذ
خالد حسن لقمان

.. بدأت المحاكمة..
نادىِ الحاجب:
يا “قتيبة” (هكذا بلا لقب)،
فجاء “قتيبة” وجلس وهو قائد
جيوش المسلمين
قال القاضي:
ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال:
اجتاحنا “قتيبة” بجيشه،
ولم يدعونا إلى الإسلام ولم 
يمهلنا حتى ننظر في أمرنا.
القاضي: ما تقول في هذا يا “قتيبة” ؟
“قتيبة”: الحرب خدعة، وكل من هم حول هذا البلد 
قاوموا ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية.
القاضي: يا “قتيبة” هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟.
قتيبة : لا، إنما باغتناهم كما ذكرت لك.
 القاضي:
أراك قد أقررت.
وإذا أقر المدعى عليه، انتهت المحاكمة.
يا “قتيبة” ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل.
ثم قال:
(قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك). لم يصدِّق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة  
سوى دقائق ونفذ الحكم وانسحب الجيش،       
  وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا وقد خلت طرقات 
سمرقند وصوت بكاءٍ يُسمع في البيوت على خروج تلك 
الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم، حتى خرجوا أفواجاً وكبير
 الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون
شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ).
ملحوظة: اسم القاضي: “عمر بن عبد العزيز”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية