عز الكلام
أحمد وحاج أحمد
ام وضاح
لم تخل مجالس الخرطوم أمس الأول من الأحاديث العاصفة همساً وجهراً حول إقالة محافظ البنك المركزي السيد “عبد الرحمن حسن” وتعيين خلف له بسرعة لم تحدث من قبل، وكثير من المناصب ظلت شاغرة لفترات طويلة حتى تم تعيين قادم جديد فيها، ومعظم من تناولوا الخبر تناولوه من زاويتين، الأولى محاولة تفسير هذه السرعة في التسليم والتسلم خاصة وأن القرار جاء في نهاية سنة مالية والمحافظ في ذات الصباح كان يمارس مهامه بشكل طبيعي، مما يضفي مساحات من الفجائية والدهشة والغموض لقرار مهم وخطير مثل هذا القرار الذي تأخر كثيراً برأيي بعد كارثة شركات الدواء الوهمية التي (انغمس) فيها بتك السودان بشكل أو بآخر، والزاوية الثانية وهي برأيي الأهم والأكثر ضرورة وخطورة وهي الخطوة نفسها باعتبار أنها تأتي في سياق شعار الإصلاح الذي رفعته الحكومة في ما يخص أجهزة الدولة، وخاصة الجسم الاقتصادي المنهك ليس بسبب فقر كوادرنا ولا عجز أيادينا، ولكن بسبب سياسات متخبطة وفاشلة وغير مدروسة، طيب ومن باب حسن الظن بالخطوة نقول: شكراً، لكن كمان يجب أن يكون الإصلاح بفهم ورؤية ومنطق وخارطة طريق، وأقول ليكم: كيف وبريطانيا مثلاً الدولة العظمى عندما أرادت تعيين محافظ لبنكها المركزي طرحت الوظيفة للتنافس المكشوف ولصاحب الفكر والقدرة والأحقية بالشهادات، ليكون ذلك هو الفيصل والمحك لاختيار الوظيفة، وفي النهاية (رست) الوظيفة على كندي الجنسية وليس شخصاً بريطانياً، لأنه قدم من الدفوعات المهنية ما جعله جديراً بالمنصب رغماً عن أنف العشرات إن لم يكن المئات من الخبراء الإنجليز، وقلت الكلام ده ليه؟ لأنه غير معقول وبلادنا في هذا المنعطف والتحول الاقتصادي الخطير وكل المهددات المحيطة بالموازنة يتم اختيار خليفة للمحافظ القديم من نفس المدرسة ومن تلاميذ ذات المنهج، ومع كامل احترامي العميق لشخص الدكتور “حازم عبد القادر”، إلا أنه ليس الأحق بالخلافة ولن يخلق التحول الذي ننتظره جميعاً، والرجل تشرَّب سياسات وفكر أيديولوجية اقتصادية منذ عهد المحافظ “صابر محمد الحسن” الذي كان مديراً لمكتبه وحتى عهد “عبد الرحمن الحسن” والمرحلة بمنتهى الأمانة تحتاج لقادم جديد يملك الجديد من جرأة في القرار وجرأة في السياسات وجرأة في المعالجات وجرأة في التنفيذ، لذلك أقول لست متفائلة بإحداث أي ثورة في البنك المركزي، ولا أتوقع أن يتنزل انفراج في المشهد الاقتصادي، لأن ما حدث هو ببساطة ذهاب أحمد وحضور حاج أحمد.
كلمة عزيزة
الصفة وحدها قادتني حتى غرفة التحكم المركزية للمرور، وللأمانة لم أتخيل ولو للحظة أن إدارة المرور تملك هذه التقنيات المتطورة في مراقبة الطرق والكباري لاكتشف أن العاصمة بأكملها في قبضة رجال المرور مراقبة ومتابعة بالدليل والبرهان، وطوال لحظة وجودي كانت الغرفة عبارة عن غرفة عمليات تعطي من خلالها الأوامر بشكل مباشر وسريع لفك الاختناقات والضائقة المرورية.. فالتحية للسيد العميد “أحمد المصطفى” الذي يتابع سير الحركة ليلاً ونهاراً في الخرطوم الولاية موجهاً ومتابعاً ومراقباً وجاهزاً بالخطط والخطط البديلة، والتحية للعقيد الرجل الخلوق “عمار هاشم” الذي يتجسد فيه نبل رجال الشرطة وطولة بالهم وصبرهم على المكاره، والتحية لرجال المرور في كل السودان الذين يهزمون الطقس والمناخ ويتحملون تقلباته من أجل انسياب الحركة وسهولة الطريق.
كلمة أعز
أرجو أن تكون إقالة محافظ البنك المركزي هي مقدمة لإقالات تصحح الحال المائل وتعدل الصورة التي ظلت مقلوبة، وظللنا نقول إنها مقلوبة والحكومة تصر على غير ذلك حتى بتنا نشك أن بعيوننا خطب ما.