شهادتي لله

حزب (الولاة).. ومؤسسات (التدجين) !!

1
إذا كان (المؤتمر الوطني) هو قدرنا في إدارة وحكم البلاد في ظل وجود أحزاب حليفة ضعيفة و(مردوفة)، كل طموح قياداتها منصب وزير أو وزير دولة ومعتمد رئاسة، وأحزاب معارضة ناشطة في (النت) وصفحات (الفيس) وقروبات (الواتس)، فإن هذا الوضع السياسي المرتبك يستدعي أن يحسن المؤتمر الوطني من أدائه، ويطوِّر رؤاه ويشرك قياداته على نطاق واسع في التخطيط والتقدير والقرار، لا أن يتحوَّل إلى كتلة صماء، تصدر فيها القرارات فجأة ودون مقدمات، وقبل مدارسة ومناقشة عبر  أمانات وقطاعات الحزب المختصة .
2
ومما يؤكد تحوُّل الحزب الحاكم إلى (كتلة صماء) يديرها (الوالي) ومجموعة صغيرة حوله في كل ولاية، تزايد قرارات الإعفاء من المناصب (السياسية) بالحزب وتجميد العضوية، كما حدث قبل أيام في ولايتَيْ الخرطوم والجزيرة وقبلها البحر الأحمر التي يتجرأ واليها ” علي حامد ” ويدَّعي أن (انفصال الجنوب) هو أكبر إنجازات (الإنقاذ).. نستغفر الله العظيم له و لنا!!.
ما هذه المجازر السياسية التي يقوم بها السادة رؤساء الحزب (الولاة) بمعاونة نوابهم المدجنين؟!.
لماذا تم إعفاء ” عبد السخي عباس ” رئيس القطاع السياسي للحزب بولاية الخرطوم ؟!.
فقط لأنه قال على صفحات (المجهر) أو غيرها آراء في قضايا عامة لا تخرج عن السياق العام لموقف الدولة المعلن تجاه الحوار الوطني والتحوُّل السياسي ؟!. 
ماذا يفعل الأمين السياسي للحزب إن لم يتحدث في الصحف، و يخاطب الندوات والمؤتمرات، ويعقد الاجتماعات يا سعادة الفريق ” عبد الرحيم ” والأستاذ ” محمد حاتم سليمان ” ؟!.
هل تريدون (تدجين) الجميع، ليقبعوا (مكرفسين) و(مجمدين) مثل الفراخ المجمد بالشهور في ثلاجات مخازن السوق المركزي وبقالات الخرطوم ؟!.
لماذا يجمِّد الوالي ” محمد طاهر أيلا ” مستخدماً سلطة رئيس الحزب، عضوية قيادات مهمة بالحزب بتهمة (التفلت) من خط الحزب، بينما هو – نفسه – أول المتفلتين من الحزب والحركة الإسلامية، إذ ظل دائماً في مخاطباته ورسائله يطرح (قوميته) وأنه (والٍ) للجميع، ويردد هتيفته أنه أوقف الصرف على الحزب والحركة الإسلامية لأنه (لكل الشعب) !! يا سبحان الله .. وهل انتخبك شعبنا في الجزيرة يا سيادة الوالي .. أم أنك معيَّن من قبل رئيس الجمهورية ؟! وماذا يمثل السيد رئيس الجمهورية.. ألم يكن مرشح (المؤتمر الوطني) لرئاسة الجمهورية ؟!.
هذه الارتباكات الداخلية في الحزب الحاكم، تشير إلى ضيق مواعين الشورى داخل المؤسسات يوماً بعد آخر، ما يشير إلى تآكل مساحة الفعل السياسي، والنتيجة الحتمية القريبة ستكون (ضمور) الحزب الكبير ليصبح على شاكلة الأحزاب الحليفة له  .. مثل حزب ” الحسن الميرغني ” أو الحزب الاتحادي أو جميع أحزاب (الأمة) بمسمياتها المختلفة.
وهذا من مسببات (التعرية السياسية).. والدولة عندما           (تتعرى) تضربها الالتهابات وتصيبها أي (نزلة برد) في مقتل!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية