تقارير

"البشير" يوجه بمراجعة قرار إلغاء العقوبة بالمدارس

قال (انجلدت 60 جلدة ولم أحقد على المعلم)
تقرير- فاطمة عوض
احتشد المئات من المعلمين منذ وقت مبكر بصالة المعلم، في انتظار قدوم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، وتعالت أصوات المعلمين بالتكبير والتهليل عند دخوله الصالة التي خصصت للاحتفال بافتتاح مدينة المعلم الطبية ولم يخيّب الرئيس ظن المعلمين وهو يخاطب الحشد قائلاً إن لديه رأياً في إلغاء عقوبة الجلد بالمدارس، وهنا ضحت القاعة بالتكبير مجدداً وبالتصفيق الحار معبرين عن فرحتهم، خاصة وأنهم كانوا يتعرضون لعدم احترام وإهانة وضاعت هيبتهم حسب همهمة معلمين كانوا يجلسون بالقرب منا. وقال “البشير”: (زمان كان التلميذ بودوهو الخلوة ويقولوا للأستاذ ليكم اللحم ولينا العظم والتعليم ليس قراية وكتابة وإنما تربية وأي تربية وتعليم لازم يكون فيها جزاء وعقوبة)، مستدركاً: (كنا طلبة وكانوا يجلدونا ويدقونا وأنا في يوم واحد انجلدت “60” جلدة، لكن ما حقدت على المعلم لأنو ما عندو حاجة معاي)، موجهاً بمراجعة قرار إلغاء العقوبة الجلد في المدارس، مشيراً إلى أن التعليم ليس قراية وكتابة أضاف قائلاً: (وهو تربية وأي تربية او عمل لابد أن يكون  فيه جزاء وعقوبة والله سبحانه وتعالى ألطف بالمخلوقات أنزل الجزاء والعقوبة).  وزاد: (نحن لا يمكننا أن نكون مقلدين مثل القردة ولا نقلد الغربيين بتحرير المرأة). وأضاف: (الأمة دي كلها عبيد للمعلمين وأنا عندي رأي في إلغاء العقوبة في المدارس). وشدد الرئيس على ضرورة دراسة عودة التعليم التكافلي، وقطع بإمكانية مراجعة مجانية التعليم والبحث عن بدائل لإرجاع التعليم إلى النظام التكافلي، لافتاً إلى أن إيرادات المدارس لا تذهب لوزارة المالية وإنما تخصص لتحسين البيئة المدرسية والنشاط الثقافي والرياضي حتى تكون المدارس مؤسسة تربوية بحق وحقيقة وليس حشراً للعقول، وزاد “البشير”: (التعليم ليس عملية تجارية ونحن نبني مستقبل السودان بالتعليم). وأكد على تخصيص الفترة المتبقية من2017_2020م لبرامج متخصصة لمحو الأمية، مشيراً إلى تخصيص الخدمة الإلزامية لبرامج واضحة لمحو الأمية بحلول عام 2020م، ورهن مستقبل البلاد بالمعلمين، لافتاً إلى أنهم يشكلون قادة المجتمع ومنهم السياسيون والأطباء والمهندسون.
وقال “البشير” إن افتتاح مدينة المعلم ليس للمعلمين فقط وإنما خدمة تقدم للمواطنين ودعماً لخدمات الصحة في الدولة وتوطين العلاج بالداخل، مؤكداً تسجيل الأرض التي قامت عليها المدينة والتي حولها باسم النقابة العامة لعمال التعليم بالسودان، وأضاف: (نحن ندعم كل مطلوبات مدينة المعلم الطبية ومساهمته في دعم بطاقة التأمين الصحي للمعلمين).
وحيا “البشير” المعلمين باعتبار المعلم مربياً وقائداً اجتماعياً في كل قرية، وأضاف قائلاً: (ما سمعنا بالمعلم قال مناطق شدة). وأكد دعم الدولة لسد أية فجوة في البطاقة العلاجية للمعلمين بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، لافتاً إلى الحاجة لبرنامج واضح يتم إنفاذه خلال ثلاث سنوات ليتم من خلاله القضاء على الأمية، مشيراً إلى أهمية توطين كل ما يحتاجه المواطن من خدمات، وأكد الالتزام بسد أية فجوة في البطاقة العلاجية للمعلم والمصادقة على أي طلب لمصلحة المعلم لدوره وحاجة المعلم، وأكد الوزير أن عقوبة الجلد لابد منها وأن شعار مجانية التعليم شعار كاذب، مشيراً أن (50%) يدرسون بأموال باهظة بالمدارس.
من جهتها، وصفت وزيرة التربية والتعليم العام “سعاد عبد الرازق” افتتاح مدينة المعلم الطبية بأنها المعجزة وتصب في مصلحة المعلمين، مشيرة إلى وجود (250) ألف معلم في (18) ألف مدرسة أساس وخمسة آلاف مدرسة ثانوي، مؤكدة أن المستشفى إضافة حقيقية للمعلمين.
وهاجم وزير الصحة ولاية الخرطوم البروفيسور “مأمون حميدة” من وصفهم بالمشككين في تقديم الخدمات الصحية ويتحدثون عن انهيار الخدمة الصحية، قال إنهم لم يروا ولم يسمعوا بل يتعاطون مع الـ(واتس آب)، ودعا الذين يسودون الصحف بما سمعوا ولم يروا عليهم النزول للمستشفيات الحكومية ليروا حجم الرقعة الكبيرة التي تمت تغطيتها بالخدمات الصحية خلال الخمسة أعوام الماضية، وأضاف إن الذين نادوا بالتوقف عن العمل منهم بعض ثوار الكيبورد لن يجدوا شيئاً، وإن الوطن يبنى بمثل هذه المشاريع الكبيرة مثل مدينة المعلم الطبية. وجدد “حميدة” سعي وزارته لتقديم خدمة جيدة لمواطني الولاية قائلاً: (رغم كل المضايقات فلا تعبأوا بالذين يقذفوننا بالحجارة  سنحترم من يقومون بالبناء طوبة طوبة) وأردف: (الذين يتحدثون عن انهيار الخدمة الصحية سمعوا به من الواتساب)، وأكد أن الولاية غطت أكثر من (82%) من مواطني الولاية، فيما زاد عدد الأسرّة إلى (7) آلاف سرير، مشيراً إلى أن المراكز الصحية بلغت (652) مركزاً، وزاد عدد أسرة العناية المكثفة إلى (250) سريراً، والتأمين الصحي غطى أكثر من (70%) من مواطني الولاية. وأشار “حميدة” إلى قيام مركز الخرطوم للتدريب ويضم كل المستشفيات والسلاح الطبي ومستشفيات الشرطة والأمن، وأكد أن الصحة مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الدولة أو المنظمات الطوعية، وأشار إلى الذين يزرعون الفتن عبر مواقع التواصل ويسودون الصحف ضد السياسة الصحية للدولة.
من جهته، دعا رئيس النقابة العامة لعمال التعليم “عباس حبيب الله” أبناء السودان بمخرجات الحوار الوطني الذي انطلق من الوزارة، وطالب أبناء السودان باللحاق به، وأكد أن مشروع المدينة الطبية مشروع حكومي وليس نقابة، وهو فكرة قديمة من القرن الماضي ولم تتحقق إلا بوحدة الحركة النقابية، واكتمل بمساهمات العاملين بالتعليم إضافة إلى مساهمة بنك العمال الوطني بمبلغ (40) مليون جنيه، والمتبقي (15%) سيتم سدادها لاحقاً، مؤكداً أن جملة الإنشاء بلغت (256916)، وقال إن تقديم الخدمات الصحية عبر التأمين الصحي أكد التزام وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بالتعاون مع النقابة في التكلفة الحقيقية للخدمات المقدمة، مؤكداً أن المستشفى مجهز بالأجهزة الطبية الحديثة كافة التي تقدم خدمات طبية في المجالات الصحية كافة.
وقال رئيس الاتحاد المهني للمعلمين “يوسف علي” إن الدعم يذهب لمستحقيه، ولأول مرة تصرف علاوة الأطفال وبدل الوجبة، معلناً عن صرف علاوات أخرى مطلع يناير المقبل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية