خيط رفيع
{ هل ثمة خيط رفيع يربط بين حادثتي اغتيال “بلندية” في جنوب كردفان واغتيال معتمد محلية كتم “عبد الرحمن محمد موسى”؟؟ في كلتا الحادثين المتهم الثابت تورطه القوى المعارضة بالسلاح ممثلة في الجبهة الثورية بمكونها الدارفوري والكردفاني!! والاغتيالات السياسية لم يألفها الشعب السوداني من قبل في كل حقب الصراع السياسي المسلح والمدني، ولكن شيئاً ما انتاب السودانيين، وأطلت حقبة جديدة بدأت في جبال النوبة بمحاولة اغتيال “مكي علي بلايل” رئيس حزب العدالة، وثلاث محاولات لاغتيال مولانا “أحمد هارون”، وإطلاق نار مباشر لاغتيال وزير الشباب السابق وسفير السودان في ليبيا “حاج ماجد سوار”. وبلغ الجناة مقاصدهم باغتيال الشهيد “بلندية” ورفيقيه “د. فيصل” و”علي مطر” بعد تدبير (ماكر) لعناصر في داخل المدن خططت لعملية الاغتيال بدقة متناهية، ونفذتها عناصر تحمل السلاح في الغابة، و(امتحن) ضمير الحكومة وأجهزتها الأمنية والاستخبارية ومباحثها، وتمّ إلقاء القبض على عناصر شاركت في الحادثة، من بينها عناصر كانت على مقربة من الشهيد “بلندية”، وقال الوالي “هارون” إن الجناة المتورطين في الحادث سيواجهون بالقصاص جراء ما اقترفت أيديهم من جريرة، وحتى اللحظة الشعب في انتظار كشف الحقائق كاملة للرأي العام و(القصاص) من الجناة. وقبل أن يجف دم “بلندية”، سال دم معتمد كتم ليروي أرض دارفور العطشى لدماء أبنائها في كل حين، وتعهدت الحكومة أيضاً بالقصاص وكشف ملابسات حادثة الاغتيال التي شهدها سوق المدينة وفي شهر رمضان، الذي كلما حلّ في دارفور أفطر أهلها على استباحة ما حرّم الله. وفي المشهد الدارفوري قضية سوق (تبرأ) ما أدارك ما تبرأ.. واليوم قضية اغتيال سياسي لمسؤول كبير في الدولة، فهل اختارت الجبهة الثورية (درباً) غير معهود من قبل وممارسة جديدة وخلقاً آخر لم يعهده السودانيون؟؟ وهل الاغتيالات السياسية حينما تزرعها المعارضة المسلحة في (تربة) السودان تضمن لنفسها طوق نجاة؟؟
{ غرقت من قبل بلدان مثل لبنان والعراق وفلسطين في دماء الاغتيالات، ولم تكسب عافية من المرض إلا بعد عمليات اغتسال سياسي مرير جداً.. والاغتيال السياسي كسلوك تعافى منه العالم أجمعه، فهل استحضرت الحركات المسلحة والمعارضة المسلحة من مقابر التاريخ أسوأ أنواع الممارسات؟؟ وما السبيل لاقتلاع بذرة العنف التي أخذت الآن في التنامي وأخبار الموت والنهب والسلب والاعتداء على المصارف تصدرها دارفور، وآخرها حادثة أمس الأحد حينما اعترضت عصابات نهب سيارة وسط مدينة نيالا ونهبت الأموال؟ وهل الذين يغتالون القيادات بالاصطفاء والانتقاء ويمارسون النهب في رابعة النهار ووسط المدن الكبرى لهم قضية ويستحقون التفاوض معهم؟ أم هم عصابات ينبغي اجتثاث جذورهم من تربة السودان حتى لا تنبت عليها فطريات تقضي على المجتمع كله؟!