رأي

عز الكلام

مستشفى المعلم ضربة معلم
ظلت النقابات على طول التاريخ السوداني المدوَّن والمكتوب واحدة من منارات النضال والحراك السياسي المؤثر، وكتبت بأحرف من نور، صفحات ناصعات بمواقف مشرفة وقرارات مصيرية حوَّلت مجرى الأحداث وقلبت الموازين، إلا أن نقابة عمال التعليم العام في دورتها السابقة والحالية قررت كتابة التاريخ بشكل مغاير وجديد، حيث انحازت بالكامل للمعلم وقضاياه وهمومه، وأصبحت الأقرب لمشاكله ومسؤولياته، فحققت إنجازات يعترف بها، ويشيد بها من هم بالخدمة ومن ترجلوا من القاطرة إلى محطات المعاش، لكن وفي خضم الحراك والنشاط تضئ نجمة في سماء المعلمين، بل وسماء الإنسان السوداني على وجه العموم بافتتاح واحد من أكبر الصروح الطبية بالبلاد مستشفى المعلم الطبي، هذا المستشفى العملاق الذي وبكل المقاييس يعتبر هو الآن الأحدث على مستوى التشخيص والخدمة والرعاية الطبية، وهو مبنى يعتبر واحد من الأعمال الجبارة التي تتثاقل نحو كمالها حكومات ناهيك عن نقابة تحدت الصعاب وجعلت الحلم واقفاً يمشي بين المعلمين، فكان هذا المستشفى العملاق الذي سيقدم خدمات صحية متكاملة لجموع المعلمين من كل أنحاء السودان، مستفيدين من الأجهزة المتطورة التي ستغنيهم شر التنقل والتجول بين المستشفيات هم وأسرهم في أكبر تكريم لهذه الشريحة التي تشعل أصابعها العشرة شموعاً علماً ومعرفة، فتحترق لتضئ للآخرين. ودعوني أقول إن ما قامت به نقابة عمال التعليم هو بلا شك دافع ومحرِّض لبقية النقابات لتتدافع صوب الإنجاز والإعجاز، وتتباري في إنشاء صروح خدمية لمنسوبيها تظل عنواناً للعطاء والعمل الصالح الذي ينفع الناس، ويبقى شاهداً على عظمة شخوص نذروا أنفسهم لخدمة الآخرين، فالتحية لنقابة المعلمين وعلى رأسها شيخ العرب الأستاذ “عباس حبيب الله” وأركان حربه فرداً فرداً من أعضاء نقابة الإعجاز والإنجاز، وحق لهم أن يفتتحوا  المستشفى بمباركة السيد رئيس الجمهورية، شاهداً ومباركاً ومشاركاً في هذه اللحظة التاريخية التي ستظل وساماً على صدر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وتذهب الأسماء ويذهب الشخوص وتمضي النقابات إلى زحمة الماضي، ولكن تبقى الأعمال الخالدات الباقيات. فألف ألف مبروك وعقبال جامعة المعلم، وهي ليست عصية ولا صعبة أن صدقت النوايا وتكاملت الأهداف وتكاتفت الأيادي.
كلمة عزيزة
كشف مولانا “عوض الحسن النور” وزير العدل أمام البرلمان أمس الأول أن البنك المركزي قام بتسويات مع بعض الشركات المخالفة للتمويل قبل إحالة القضية والملف إلى وزارته، وهذا معناه وتفسيره أن البنك المركزي قد اكتشف حالات التلاعب والنصب التي تمت من قبل بعض الشركات، فيما يخص تمويل البنوك، وبدلاً من أن يثور لشرفه وشرف المواطن (لبدو الحكاية ودسدسوها) وقاموا (بتسوية) مع المخالفين، وعلى فكرة التسمية دي هي الابن غير الشرعي التاني للفساد بعد الابن البكر (التحلل)، وبالتالي السؤال الذي يطرح نفسه، هل من حق بنك السودان القيام بهذه التسوية، وبالتالي مخارجة مرتكبي المخالفات من التقديم للمحاكمات العادلة؟ هل جزء من صلاحيات البنك أن يقوم بهذا الفعل، أم أنه تبرع من تلقاء نفسه بذلك؟ وهل لو أن مواطن عادي (ساي أغيش زينا كده) خالف شرطاً من شروط أي تمويل، إن شاء الله الأصغر أبو خمسين ألف، دا يربت على كتفه ويعملوا ليه تسوية، ولك الله يا بلد.
كلمة أعز
إن لم يكن الأمر بغاية الأهمية والخطورة لما أفرد برنامجين كالعاشرة مساء على قناة (دريم) ومع “منى الشاذلي” في قناة (سي بي سي) الحوار كاملاً لموضوع الكاتشب الفاسد الذي أكدت المعامل المصرية على حد الخبراء هنالك أنه مطبوخ من الطماطم الفاسد، إضافة إلى احتوائه على مواد مسرطنة تسبب الموت القاتل. ما علينا منهم إذ أن الذي يعنينا هو وصول هذا المنتج إلى أيدي أطفالنا والمطاعم السودانية المليئة بالكاتشب المصري ماركة هينز بالعربية (HEINZ) بالإنجليزية، فيا حضرات السادة المسؤولين عن صحتنا جايبين خبر ولا في الطراوة ولَّا إيه؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية