حوارات

النائب البرلماني الاتحادي "أحمد الطيب المكابرابي" لـــــ(المجهر) :

* الحديث عن مشاركتنا في الحكومة المقبلة لم يتقرر بصورة رسمية
* مولانا “الحسن” يشعر بالغبن لكنه يقدم المصلحة الوطنية
*ليس صحيحاً أن “إبراهيم الميرغني” سيحل محل “الحسن” في رئاسة الحزب
* “علي السيد” سيحصل على منصب رفيع حال مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة
*  ليست هنالك خلافات بين “الحسن الميرغني” و”أحمد سعد عمر”   
حوار – محمد جمال قندول
لا تهدأ الخلافات داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، إلا لتنشط وتثور من جديد. وتشهد أروقة الحزب هذه الأيام، جولة جديدة من التراشق والتجاذب كالذي دار بين تيار “الحسن” وتيار أمبدة على خلفية إعلان تيار “الحسن” انضمام القيادي “علي السيد” له، بجانب العديد من الأحداث، والتي يحتدم حولها الجدل بين الحين والآخر، خاصة ما تعلق بطبيعة العلاقة بين “الحسن الميرغني” و”أحمد سعد عمر”، بجانب الموقف المتجدد هذه  المرة بشأن المشاركة في الحكومة المقبلة، والكثير من القضايا الخلافية التي أثرناها مع النائب البرلماني الاتحادي “أحمد الطيب المكابرابي”، في الحوار التالي :-
*هل اتضحت معالم مشاركتكم في الحكومة المقبلة ؟
ـــــ لا زال الوقت مبكراً للحديث عن هذا الأمر، ولكن نحن من خلال مشاركتنا الحالية غير متحمسين للمشاركة بالحكومة المقبلة، لأسباب كثيرة ولدى قطاعات عريضة لدى الاتحاديين.
*قطاعات عريضة ؟
ــــــ نعم، يا أستاذ من خلال مشاركتنا بالتجربة الحالية اكتشفنا بأنها لم تكن مفيدة سواء على مستوى الوطن الذي لم نقدم له شيئاً، أو على مستوى الحزب الذي حدثت به خلافات كثيرة، قادت إلى انشقاقات داخله من قبل الرافضين والمؤيدين للمشاركة، بالإضافة إلى أننا اكتشفنا أن الوطني غير جاد في الشراكة. لذا هنالك اتجاه عام يرفض المشاركة.
*هل هنالك قيادات رفيعة داخل التيار المشارك تتبنى فكرة عدم المشاركة ؟
ــــــ لا، المسألة حتى الآن مجرد رأي عام موجود داخل الحزب، ولكنه لم يشكل بصورة رسمية ومع الأيام القادمة ستتضح الرؤية أكثر.
*متى ستحسمون شكل المشاركة وتجلسون مع المؤتمر الوطني ؟
ــــــ كما قلت لك الوقت لا زال مبكراً  للحديث عن هذا الأمر وسابق لأوانه.
*راج في الأنباء الأسبوع الماضي، خبر رفض الكتلة البرلمانية المشاركة بالحكومة المقبلة. ما مدى صحة ذلك ؟
ـــــــ كتلة النواب البرلمانيين الاتحاديين باعتبارها تياراً رسمياً، وفي جلسات رسمية تعبَّر عن عدم رضاها بالاستمرار في المشاركة.
*هل أبلغتم السيد “الحسن” برأيكم هذا ؟
ــــــ مولانا “الحسن” على علم بكل ما يجري. وبالمناسبة هو أكثر إحساساً  بالغبن. ولكنه يمد حبال الصبر ويقدم المصلحة الوطنية.ولكن للصبر حدود إذا لم يقابل الأمر بالتفاهمات.
*ما مدى صحة ما يثار بأن “الحسن” لن يبقى على رأس الحزب الاتحادي حال المشاركة في الحكومة المقبلة؟
ـــــــ الشيء الطبيعي إذا تمت مشاركة سيتم الدفع بالسيد “الحسن”، كأرفع منصب سياسي لحزب يعد الأكبر والأعرض للمشاركة في الحكومة. واعتقد أن “الحسن” أهل لأن يقود الحزب في المرحلة المقبلة.
*ولكن هنالك أنباء تأخذ حيزاً كبيراً بوسائط الإعلام بأنه سيتم الدفع بالسيد “إبراهيم الميرغني” ليحل محل “الحسن” ؟
ـــــــ هذا الحديث غير سليم، وليس لديه أي أساس من الصحة، ومن أثار مثل هذا الحديث يبحث عن إثارة وبلبلة. بجانب أنه حتى الآن لم يطرح أي شيء رسمي فيما يتعلق بهذه الناحية، وكما قلت لك: إن الحديث في هذا الأمر سابق لأوانه.
*هل صحيح أن هنالك خلافات بين السيد “الحسن الميرغني” و”أحمد سعد عمر” ؟
ـــــ لا اعتقد ذلك.
*متى سيصل رئيس الحزب والغائب عن البلاد لأربع سنوات “محمد عثمان الميرغني” إلى الخرطوم ؟
ــــــ قريباً بإذن الله، وبحسب آخر المستجدات فإن السيد “محمد عثمان” سوف يغادر إلى المدينة المنورة لأداء فريضة العمرة، ومن ثم يعود إلى الخرطوم وهو بصحة جيدة ومتابع دقيق لكل ما يجري، والسيد “الحسن” سوف يغادر في غضون ساعات أو اليوم (الأحد) إلى القاهرة،  لاطلاعه على آخر المستجدات التي طرأت بالساحة السياسية وشؤون الحزب.
*كيف تقيِّم فترة “الحسن” ؟
ــــــ ناجحة بكل المقاييس واعتقد بأنه ظهر كقيادة شبابية وفرض نفسه بالساحة واستطاع أن يتخطى كل العقبات التي واجهته.
*خلافاً لما ذكرتموه من قبل، أعلن    القيادي “علي السيد” في تصريح لــ(المجهر) يوم (الجمعة) الماضية، بأنه لا زال مع تيار أمبدة. ما تعليقكم ؟
ـــــــ اعتقد بأنه يرسل رسائل تطمينية لتيار أمبدة كالتزام أخلاقي، مع تيار كان معه، ولكن الحقيقة الماثلة أن “علي السيد” بات جزءاً مهماً من منظومة التيار المشارك بالحكومة، وساهم معنا بفعالية في مناقشة التعديلات الدستورية التي أودعت بمنضدة الهيئة التشريعية القومية. وأنا تعاونت معه بصورة شخصية في هذا الأمر. وحال شارك الحزب بالحكومة المقبلة، سوف يحصل على منصب رفيع.
*متى سينعقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي؟
ــــــ حين تكون الظروف مهيأة فالآن الوضع غير ملائم. وتركيزنا ينصب نحو الوطن وما يعانيه من قضايا.
*ألا ترى أنه من المثير للتساؤل ألا يعقد  حزب عريق مثل الاتحادي (الأصل) مؤتمره العام منذ أكثر من (45) عاماً؟
ــــــ كل القوى الوطنية لديها نفس الظروف والإشكاليات عدا الوطني.
*لماذا باستثناء المؤتمر الوطني ؟
ـــــ لأن المؤتمر الوطني لا يريد حزباً آخر بالساحة غيره.
*ما دخل المؤتمر الوطني بالمؤتمر العام الخاص بكم ؟
ـــــــ تنافس طبيعي، حتى لا يتفوق عليه الآخرون والذي قد يأتي بالتأكيد خصماً على المؤتمر الوطني.
*ولكن الوطني على شراكة معكم ؟
ــــــ المؤتمر الوطني حزب لا يفي بالالتزامات والوعود، وهذه واحدة من أسباب خلافنا معه. 
*هل هنالك خلافات على مواقف محددة بينكم وبين المؤتمر الوطني ؟
ـــــ كما ذكرت لك الوطني لا يفي بالتعهدات، ويتخذ القرارات الحاسمة بالأضابير المغلقة. وبعيداً عن الحزب الاتحادي.
*رأيك بالمعارضة في وضعها الراهن ؟
ــــــ المعارضة تعبِّر عن حالة الرفض العام التي تمر به البلاد، وموجودة وتبعث رسائلها باستمرار للحكومة.
*كيف تنظر إلى تفرُّق القوى المعارضة في شكل تكتلات ؟
ـــــــ يكفي المعارضة شرف الموقف،  بغض النظر عن ما تعانيه من تشتت.
*ما تقول فيما عرف بالمجزرة التي تمت بالحزب في وقت سابق وقضت بإعفاء قيادات تاريخية وفصلهم على يد “الحسن” ؟
ــــــ هو لم يكن إقصاء، وإنما اختارت هذه القيادات بمحض إرادتها التنحي والابتعاد لرفضها المشاركة.
*ولكن تم فصلهم في واحدة من أبرز المشاهد السياسية خلال العامين الأخيرين ؟
ــــــ في تقديري أنه تم فصلهم بعد أن جاءوا بفعل مخالف للحزب ومساره.
*هل السيد “محمد عثمان الميرغني” كان على علم بما جري ؟
ــــــ في النهاية هي تقديرات نائب رئيس الحزب الاتحادي (الأصل) “محمد الحسن” وتمت قرارات الفصل بعد مشاورات واسعة مع السيد “محمد عثمان الميرغني”، ومن غير المنطق أن يتخذ مثل هذه القرارات بدون علمه.
*ولكنه بمجرد عودته إلى القاهرة ألغى كل القرارات السابقة مما يوحي بأنها قرارات تمت بصورة فردية ؟
ـــــ  هذا غير صحيح، وهو أرجع القيادات بتقديراته، رئيساً للحزب، ولكن أي شيء تم بعلمه ومشاورته .
*ألم يحن الوقت لأن تكون هنالك مبادرة لجمع صف الاتحاديين ؟
ـــــ من أجل الوطن والحزب يجب أن يعود جميع الاتحاديين إلى الحزب، ويتوحد الجميع، خاصة وأن البلاد تمر بظروف استثنائية، ونحن نعشم وأملنا كبير في أن تعود وحدة الاتحاديين في أقرب فرصة، ونسعى لذلك من خلال النظر بعمق لمستقبل الراهن السياسي للسودان.
*كيف تقيِّم الحوار الوطني ؟
ـــــ الحزب الاتحادي شارك بفعالية كبيرة بالحوار الوطني والذي اعتبره الحل الوحيد لمشاكل هذا البلاد، وهو صيغة مهمة قد تساعد في حلحلة جميع مشاكل السودان حال اتفق الناس على موجهاته، وتم تنفيذ مخرجاته على أرض الواقع، ولكن كان لدينا العديد من التحفظات على المخرجات التي خرج بها.أو كان يجب أن يتفق الناس على جميع المخرجات لا الاختلاف حولها، بجانب أن الحوار لم يأت بالحركات المسلحة الأمر الذي جعله  منقوصاً بعض الشيء .
*ما هي المخرجات التي تقصد بأنكم اختلفتم حولها ؟
ـــــ نحن حزب راجعنا جميع المخرجات، والآن أخضعناها محل الدراسة، وقريباً سنخرج نتائج تلك الدراسة على الملأ حتى يعرف الناس رأي الحزب الاتحادي بصورة واضحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية