الجنسية والرياضة
حسناً أمسكت رئاسة الجمهورية عن منح التصاديق العشوائية لأندية الهلال والمريخ بالجنسية السودانية لتمنحها لبعض الفاقد الأفريقي من ملاعب القارة، وبعض المحترفين السابقين في الأندية الصغيرة في أوروبا ممن يتسولون في دول الخليج بحثاً عن المال. ويأتي بهؤلاء سماسرة التسجيلات الذين يعيشون على جيوب (جهلاء) الساحة الرياضية من أثرياء الغفلة الذين أفسدوا الرياضة.. وتدحرجت بسوء إدارتهم الأندية الكبيرة إلى أسفل.. رئاسة الجمهورية رفضت هذا العام أن تجعل من الجنسية السودانية شيئاً بلا قيمة.. تمنح للنيجيريين والغانيين والكاميرونيين والماليين والأحباش مجاناً، بل بعض من هؤلاء يمانعون ويساومون في مبدأ منحهم الجنسية السودانية (الهاملة).. لأن السلطات في السنوات السابقة كانت تمنح الجنسية لإداريي الهلال والمريخ ويضعون التصاديق في جيوبهم الكبيرة في انتظار وصول لاعب من بلاده.. ومثلما تخدع إدارات الأندية الرياضية البسطاء والسذج من المشجعين (المساكين) بأن تطلق الأوضاع والصفات على لاعبي (الفوتوشوب) ولقطات (السيديهات) بأن اللاعب الفلاني هو صخرة دفاعية.. والمهاجم المرعب المولود في منطقة الجزاء سيمزق شباك الخصوم.. وإن الهلال سيظفر بـ”ميسي” والمريخ يكسب لاعباً لا مثيل له إلا “رونالدو”.. فإنهم يخدعون المسؤولين في الدولة بأن (تجنيس) لاعبين أو ثلاثة من شأنه أن يحقق للسودان بطولة تأتي من وراء الحدود.. ويصدق المسؤولون مزاعم وادعاءات إدارات الأندية وتمنح الجنسية بكرم سوداني، حتى بات كل لاعب يأتي من أفريقيا يمكنه الحصول على الجنسية السودانية حتى لو كان بدون جنسية في بلاده.. ولكن السلطات هذا العام رفضت منح الجنسية عشوائياً للأندية.. حتى استيأست إدارات الأندية وسجلت محترفين على (قدر) ما يسمح به القانون، وذلك من شأنه تقليل عدد الأجانب في أندية القمة وقد بحث المريخ عن لاعبين حصلوا على الجنسية من قبل مثل النيجيري “كلتشي” والآيفوري “باسكال” لسد حاجته من الأجانب، ظناً منه أن هؤلاء يحدثون الفارق والتفوق على الآخرين، وإذا ما صمدت رئاسة الجمهورية في موقفها وأغلقت باب التجنيس ولم تستجب لضغوط ورجاءات وتوسلات أندية الهلال والمريخ، فإنها بذلك تحافظ على سمعة الجنسية السودانية واحترامها.
نعم دول عديدة تمنح جنسيتها للمبدعين من لاعبي كرة القدم والشعراء والأدباء والنوابغ.. ولكن بشروط إقامة محددة.. دولة مثل تونس حينما منحت اللاعب البرازيلي “دوسانتوس” الجنسية التونسية حتى يساعد المنتخب التونسي وليس من أجل الترجي أو النجم الساحلي، وأبلى “دوسانتوس” بلاءً حسناً في الدفاع عن قميص المنتخب التونسي في المنافسات الأفريقية.. ولم تمنح تونس جنسيتها للاعب “دوسانتوس” وهو قادم من بلاده البرازيل في مطار تونس العاصمة.. بل تشددت في تطبيق القانون الذي ينص على منح الجنسية لمن أقام في تونس لمدة خمس سنوات. وهناك أسباب تجعل من منحه الجنسية تعود بالنفع للبلاد.. وكل أوروبا تمنح جنسياتها للمهاجرين ولكن بشروط وضوابط.. وفي عصر العولمة الحالي أصبح البرازيلي “كوستا” لاعب شلسي يدافع عن ألوان المنتخب الأسباني، واللاعب الكردي الأصل التركي الجنسية “أوزيل” أهم لاعب في المنتخب الألماني بل للاعبين أشقاء غاني وألماني تواجها في كأس العالم الأخيرة.. ولكن كل ذلك بضوابط صارمة ووفق القانون وليس مثلما يحدث في وطننا السودان، حيث يتشدد البعض في منح الجنسية لمن هو سوداني بحجة أن الشخص أمه جنوبية أو والده جنوبي يحرم هذا السوداني من جنسية وطنه الأصل أو الأب إن كان جنوبياً كامل الانتماء، وتمنح الجنسية للأحباش والفولانيين.. والأشانتينيين وبقية مكونات غرب أفريقيا وجنوبها وغربها.. ومن المؤسف أن لاعباً عربياً كان يلعب في إحدى الأندية حينما انتهت فترته قذف بالجنسية السودانية في وجه رئيس النادي الذي منحه هذا الشرف، ورفض آخر أن يحمل جنسية بلادي.. شكراً.. “فضل عبد الله” وزير رئاسة الجمهورية وشكراً الفريق “عصمت عبد الرحمن” وزير الداخلية على هذا الموقف حتى الآن.