رأي

عز الكلام

دا شنوا يا ناس “أنغام”؟؟
أم وضاح
 
لعبت الإذاعة السودانية دوراً كبيراً ورائعاً وتاريخياً في رفد وإثراء المشهد الغنائي السوداني بأسماء لامعة وأعمال عظيمة، ودورها لم يكن قاصراً على أن تكون المسرح أو الفرصة التي تطل من خلالها هذه الأسماء للمستمع فقط، لكن الإذاعة وبالعمالقة الذين كانوا يمثلون ركيزتها ومؤسسيتها، ومنهم الراحل “محمد صالح فهمي” والراحل “محمد خوجلي صالحين” والراحل “محمود أبو العزائم” وحتى جيل “ذو النون بشرى” و”علم الدين حامد” وكل الأسماء التي شكلت خارطة برامجها ولجان نصوصها وألحانها مثل هؤلاء الغربال والفلتر الذي لا تمر من أخرامه الناعمة موهبة ناقصة أو أداء مشوه أو صوت ضعيف ونشاز، لذلك كان كل هذا الجيل الذي أفرزته الإذاعة من فنانين هو جيل ينافس النخيل طولاً وتمراً وبقاء، وحتى التلفزيون القومي لعب هذا الدور المهم في تقديم أسماء طرزت صفحات تاريخ الفن السوداني بالمدهش المبهر الرائع، وبالتالي أكدت هذه الحقبة التاريخية أنه ليس دور الأجهزة الإعلامية أن تتيح الفرصة للمواهب فقط، لكنها أيضاً تلعب دوراً آخر أكثر أهمية وخطورة وهو دور تنقيح وتشذيب وتوجيه المواهب قبل تقديمها، والنصح لمن لا يملك الموهبة (يشوفلو) شغلة تانية.
وبالمناسبة، كثير من الفضائيات وعلى رأسها النيل الأزرق قامت بهذا الدور وما زالت تقوم به وهي تقدم للساحة الغنائية مجموعة من الأصوات الشابة عبر برنامج (نجوم الغد) وبرامج أخرى منحت هؤلاء الصيت والمال وأصبحوا نجوماً على صفحات الصحف.. وكما بقية الفضائيات دخلت فضائية “أنغام” لهذا المجال وقامت بإعداد برنامج بعنوان (نجم الموسم)، هو في موسمه الثاني الآن، والموسم الأول للأسف لم يقدم للمشهد الفني أسماء وضعت بصمة أو نافست في الساحة، لكن على الأقل ومقارنة بالموسم الثاني الذي تجري فعالياته هذه الأيام يعدّ الموسم الأول ناجحاً، لأن الثاني كارثي بكل المقاييس ويمثل (سقطة) لا تغتفر لقناة “أنغام” التي تقدم نفسها تحت مسمى سحر الموسيقى السودانية لتقدم عبر برنامجها (بعاعيت) الموسيقى السودانية (ومسوخ) جمع (مسخ) مشوهين فُضليات الأغاني السودانية العظيمة بأداء مهتز وإحساس منعدم وخروج عن الوزن والقافية، وبعضهم أكاد أجزم أنه جاء للحلقات المبثوثة على الهواء مباشرة، وهذه كارثة أخرى، أكاد أجزم أنه جاء من الحمام مغنياً مباشرة إلى المسرح، فقط الفرق أنه في الأولى كان بلا فرقة موسيقية، وفي الثانية تصحبه أوركسترا عظيمة أشفق عليها أن تكون شريكة في هذه الجريمة، والفرقة هي من تستحق لقب نجم الموسم وليس أي شخص آخر.
ودعوني أقول متسائلة هل هذه الأصوات مرت بتجارب أداء وأجيزت ولو بالحد الأدنى الذي يمنحها جواز المرور للإطلالة على المشاهد؟ أم أن المسألة خاضعة لرسوم يدفعها المشترك لتمنحه “أنغام” صكاً بموجبه يؤذي مشاعرنا بصوت وإحساس مشروخ وطلة مشروخة؟!
وأنا والله في هذه المأساة لست حزينة إلا على السادة الأفاضل في لجنة التحكيم الذين وضعوا في هذا المأزق، وأربعتهم ما كان يجب أن يجلسوا ليستمعوا لهذا العبث وهذه الفوضى وكأن هذه الأصوات جميعها تحالفت على أن تشوه الذوق العام وتخدش حياءه مع سبق الإصرار والترصد.. وأنا واثقة أن أفضل صوت في هذه المجموعة ما كان ليفلت من قبضة “بابكر صديق” ليمنحه الرخصة بالإطلالة على المشاهد.. ويا “حسن بري” يا أخوي الناس دي جبتوها من وين؟؟
{ كلمة عزيزة
عشرات إن لم يكن مئات من المبدعين في المجالات كافة مسرحاً ودراماً وتشكيلاً ينتظرون أن توليهم وزارة الثقافة قدراً من الاهتمام والاستماع، لكن يخيب مسعاهم من استجابة، يحدث هذا في الوقت الذي يجلس فيه “سيد هارون” وزير الدولة بالثقافة من الساعة ثمانية حتى الواحدة صباحاً ليستمع لـ(مصائب الموسم) لمرتين متتاليتين، ولا أدري كم من المرات القادمات سيكون ضيفاً للشرف.. شنو المدهش أو المبهر أو الدافع الذي يجعل الوزير حريصاً على الوجود كل تلك الساعات في برنامج تلفزيوني.. صحيح الفاضي يعمل قاضي.
{ كلمة أعز
في مناسبة خاصة لم أفوت فيها الفرصة بسؤال السيدة “ليلى” حرم النائب الأول لرئيس الجمهورية عن آخر جهودها كرئيس لجمعية (بت البلد) فيما يخص مستشفى السرطان، حيث طمأنتني السيدة “ليلى” أن كل ما هو مخطط له يسير على قدم وساق، وقالت: (ندخر لكم مفاجآت في هذا المشروع العملاق)، الذي أعتقد أنه سيكون هدية للأطفال الذين ابتلاهم المولى بهذا الامتحان الصعب لهم ولأسرهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية