نوافذ

أبشرك بالنسيان..

نضال حسن الحاج
قبل أعوام مضت لم تكن ضمن خارطة طريقي للسعادة.. والآن أنت كذلك..
إذن شكراً لك لأنك أعدت الخطو للوراء..
شكراً لأنك أضفت للروح جرحاً آخر.. غير أنه مفيد لصحة القلب..
إذ ثمة دماء في القلب تتجمد بفعل الغدر لا تخرج إلا عبر النزف..
لذا فللجرح فائدة..
ثمة دمع تصلب واتخذت في العين ركناً قصياً.. يحتاج لموج حزن مثل الذي اجتاح مدائني كي تجئ..
شكراً لميلادي مرة أخرى.. وأنا أنقى من ظنون هشمت خاطر الروح..
وما أتفه ألم المخاض أمام روعة المولود..
ستظل ألماً استصحب ميلادي.. لتنسى مع أول شهيق لي..
اطمئن..
أنت الآن لست سوى ماضٍ مثله مثل (خيال المآتى).. شبح لشيء (لا يهش لا ينش) لا يطارد  ذاكرتي.. ولا يقاسمني نبض القلب..
أشعر بالهدوء.. وأتنفس الصعداء كلما تذكرت أنك لا تقتطع جزءاً من تفكيري..
أعزي نفسي بوجعي القديم كلما ارتطمت عصا الماضي بجدار الذاكرة فانفلقت ذكرى لك..
أنا الآن لا أخشاك.. تماماً كما وجدتني.. أستنشق الهزيمة لأخرج من رئتي دخان المتربصين بانتصاراتي..
الآن لم تعد أوصالي ترتجف عندما يجئ اسمك.. ولم أعد أبكي على استحياء في عمق الليل..
أنا الآن أقوى.. لأن ما لا يكسرك من المحن يمنحك القوة..
وأنا أبشرك بنسيان لم تعرف له الذاكرة مثيلاً.. ولم يضع له اختصاصيو المخ ميزاناً مثل (رختر)..
لأنك الأكثر قدرة على الخذلان..
لذا.. ستستحق ذاكرتي نيشان النسيان.. بجدارة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية