المشهد السياسي
رئاسة “ترامب” مصحوبة بالقلاقل
موسى يعقوب
في (24) يوليو الماضي وقد بدأ المرشح الجمهوري “دناولد ترامب” حملته وتصريحاته المعدية المنفرة التي أعلن فيها (نحن حليفنا الأول إسرائيل.. وسنعمل مع حلفائنا على عدم قيام دولة إسلامية في المنطقة تهدد أمن إسرائيل). قلت أنا في (المشهد السياسي) وبالخط العريض (فال الله ولا فالك يا “ترامب”!) أي نسأل الله أن يقينا شرك ولا تفوز..!
ونظراً لما تم فقد كان الثامن من نوفمبر الجاري يوم إعلان فوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تفجر الغضب عند الكثيرين في الولايات المختلفة وبعضها حول البيت الأبيض والبرلمان، أي مجلس الشيوخ، وذلك رغم وصول التهاني للرجل من الدول الكبرى كالاتحاد الروسي والأخرى العربية والأفريقية وهو إجراء تقليدي دبلوماسي تقريباً.
وبالرجوع إلى الداخل الأمريكي الغاضب على فوز السيد “ترامب” وأطروحاته التي بدأ في التراجع عن بعضها وأظهر بعض السماحة والعقلانية، نجد أن حركة (نعم كاليفورنيا) وهي إحدى الولايات الأمريكية الكبرى التي انحازت إلى المرشحة الديمقراطية “هيلاري”، قد دعت إلى أن تصبح كاليفورنيا دولة مستقلة بعد الانفصال السلمي عبر استفتاء!
إنها أكبر صدمة احتجاجية رافضة توجه إلى الرئيس الجمهوري المنتخب بعد صدمات أخرى قد تأتي من الخارج كالاتحاد الأوروبي الذي يحرص على سلامة اقتصاده، وعلاقاته مع الآخرين التي يخشى عليها من سياسات وقرارات وإجراءات الرئيس “ترامب”.. الذي أعلن أن بلده في عهده ستخصم من كل الذين قدمت إليهم ما تظنه معروفاً كالدول العربية والخليجية التي ذكر بعضها بالاسم.
الرئيس الجمهوري المنتخب الذي تحسبنا لوصوله للرئاسة مبكراً وقلنا (فال الله ولا فالك يا “ترامب”!)، لا يبدو أن ما يواجهه من متاعب وتحديات هو ما تطلعنا إليه منذ وقت مبكر، أي في 24 يوليو 2016م، وكفى وإن ما جرى ويتوقع له أن يجري.
فالعرافة البلغارية العمياء “فانقا” أعلنت قبل أيام في الصحف أن السيد “ترامب” نهايته قبل العشرين من يناير القادم، حيث يتعين أحد يستلم مفاتيح البيت إجرائياً من الرئيس السابق “أوباما”.. والعرافة “فانقا” لها سمعتها وشهرتها في مجال التنبؤ.. وكثيراً ما يؤخذ بما تقول أن يتحقق.. وإن كنا نعلم في شأن التنجيم والتخمين (كذب المنجمون ولو صدقوا).
إن هذا كله لم يكن ليكون لولا أن رئاسة “دونالد ترامب” ولدت مصحوبة بالقلاقل والمفاجآت، فمن كان يصدق أن ولاية أمريكية كبرى ومعتبرة مثل ولاية كاليفورنيا، يمكن أن تعلن نيتها في الانفصال سلماً وعبر استفتاء لولا التحسب على سياسات الرئيس الجديد، والله نسأل العفو والعافية.. آمين!