رأي

فوق رأي

انتربول المشاعر الهاربة
هناء إبراهيم
 

 الجهجة في ترتيب النفسيات، تعتبر أهم مبطلات الهدوء وأعظم مفسدات راحة البال، يليها مباشرة الشك ثم اللف والدوران.. أعتقد ذلك..
تقول “أروى” (مخبئ عليّ إيه قولي… صارحني وقولي إيه جواك… كلام عنك بيوصلني في حاجة بجد أنا عارفاك).
و(في حاجة دي) هي رأس القايدة بلغة حبوبة جيرانا، هي المشكلة الأساسية في الموضوع، حيث إنها لا تُرى بالقلب المجرد، بل تحتاج إلى إثباتات يصعب الوصول إليها في ظل عملية التعتيم التي ينتهجها الطرف الآخر لإخفاء هذه الحاجة عن أجهزة يقينك.
حاجة داسنها منك في الدواخل، يعني لا في رأس الدولاب لا تحت السرير.. تلقاها كيف؟!
هب أن هناك (انتربول) للقبض على الحاجات المدسوسة في القلوب، يظل الإشكال برضو قائماً، لأنك وللأسف الشديد لا تعرف ما هي هذه الحاجة المفروض تخطر بها (الانتربول)..
فأنت قد لا تعلم السبب الحقيقي لانشغال الطرف الآخر عن مكالماتك ومواعيدك فتدخل هذه المنطقة المعتمة ورأسك يجيب ويودي و(المغسة تكتلك)..
في هذا الجانب تقول فنانة أخرى (شكلك ما يطمنش في عينيك حاجة قالقاني) نفس الحاجة التي تظهر بعباءة سوداء في كافة أغنيات الشك وتحتجب لحظة الحقيقة..
حاجة بتخليك مقلق طوالي.
خايف أو ما قادر تسأل الطرف التاني (في شنو الحاصل شنو وداسي جواك شنو)..
في حين انك عادي ممكن بكل سهولة تقيف على حيل الوضوح وتقول لي (ياخ والله أنا سمعت من إحساسي ومن عيونك وتصرفاتك طراطيش كلام كدا، وأنا والله عايز أتأكد منك لأنك المصدر الحصري والوحيد.. فأفيدنا أفادك الله)..
وبس…
جهجة المشاعر مشكلة والله جد..
نجدها في بعض المناسبات ترتدي زي التردد من تصميم التشويش وأحياناً ترتدي الهروب من تصميم الخوف.
أقول قولي هذا من باب أن قزاز الجهجة قد يكسر بيوت الصراحة..
و…………
أنا ليك في قلبي ريدة
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية