عز الكلام
أمريكا تكشف قناعها وتختار “ترامب”!!
أم وضاح
رغم قناعتي أن أمريكا هذه لا تغير سياستها نحو الدول بتغيير رؤسائها وحكوماتها، لأن السياسة الخارجية عندهم (ماشة بالمسطرة)، وهي إستراتيجية لا تتغير أو تتبدل وفقاً لمعطيات يحددها الحزب الذي يحكم أو الشخص الذي يمثل هذا الحزب، بدلالة أن كل الرؤساء الذين تعاقبوا على أمريكا طبقوا ذات النظرة والنظرية نحو العالمين الإسلامي والعربي.
وفي ما يلي علاقتنا تحديداً مع أمريكا لم تتقدم في اتجاه تحول إيجابي حقيقي، حتى في عهد “أوباما” الذي (وبسطحية) شديدة توهم البعض أنه وبعد وصوله البيت الأبيض حيكون (قلبه علينا) بحسابات السحنة والعرق، وتحت تحت هناك من امتدت حبال تفاؤله أن الرجل يشاركنا حتى الديانة، لكن وخلال دورتين رئاسيتين لم تتغير سياسة البيت الأبيض نحو الخرطوم، ولم يرفع “أوباما” العقوبات الأمريكية عن السودان، رغم أن قلبي يحدثني كما تقول (حبوبة جيرانا) وهي بالمناسبة ليست حبوبة جيران ناس “هناء إبراهيم”، قلبي يحدثني أن الرجل عندما يذهب إلى فراشه ليلاً ويختلي بنفسه ويحاسب ضميره يقول لي نفسه والله السودانيون ديل أنا ظالمهم ظلم “الحسن” و”الحسين” لكن أسوي شنو مع اللوبي اليهودي الذي يحرك سياسة أمريكا، كما عقارب الساعة! رغم قناعتي بكل ذلك قضيت ليلة أمس الأول مساهرة أتابع نتائج الانتخابات الأمريكية مدينة، مدينة، ومقاطعة مقاطعة حتى الصباح، وشاشات الفضائيات تعلن فوز “دونالد ترامب” على غير المتوقع من أن تفوز “هيلاري كلينتون”، وهي توقعات رفعت سقفها المناظرات الثلاث التي دارت بين المتنافسين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وفيها تفوقت “كلينتون” وفقاً لآراء المراقبين والمتابعين. وبصراحة لم أتأثر بفوز “دونالد ترامب” باعتبار أنه ما عندي للمتنافسين الاثنين (حاجة)، وإن كنت أخشى أن تزداد أمريكا علينا جنوناً والبيت الأبيض يقوده رجل عنصري غاضب الملامح والدواخل، وبالتالي لا ندري ما الذي يحمله لنا الغيب مع “دونالد ترامب”، وإن كنت قد وصلت إلى قناعة بعد فوزه أن المجتمع الأمريكي وبمنحه الثقة له كرئيس إنما يعبر بذلك عن حقيقة هذا المجتمع. و”ترامب” تبنى العداء الساخر للمهاجرين إلى بلاد العم سام، وهو ما سيجعل أوضاعهم وظروفهم في خطر، والرجل في أكثر من منافسة أظهر تبخيساً واستبداداً واستهانة بالنساء، وهو يتفوه إما بألفاظ بذيئة جارحة، أو عبارات عنصرية بغيضة ليفضح “ترامب” بفوزه المجتمع الأمريكي الذي يدعي العدالة والإنسانية. في كل الأحوال لا أظن أن أمريكا تبقى لها من الأساليب (ما تعصرنا به) أكثر من الآن، وهو ما تجاوزناه بالصبر طوال السنوات الماضية حصاراً سياسياً واقتصادياً، ولربما أن حالنا ما كان سيكون ذات الحال اقتصاداً وعلاقات خارجية بدون هذا الحصار.
في كل الأحوال فازت “كلينتون” أو فاز “ترامب” لن ترفع أمريكا غضبها عنا مما يفترض أن يجعلنا نعيد حساباتنا في الداخل ونوحد اللُحمة الوطنية ونترفع عن الضغائن والمرارات، نتطهر من حب الثروة والسلطة وننبذ الفساد والفاسدين والتنازلات المهمة حتى نقترب أكثر من بعضنا البعض. هذه هي الطريقة الوحيدة التي نواجه بها جنون أمريكا وتفلتاتها. وأكرر ما قلته لصديقتي وهي تسألني قبل النتيجة تفتكري من الذي سيدخل البيت الأبيض الفيل أو الحمار، وهي تقصد رمز المتنافسين، فقلت لها لا يهمني الفيل أو الحمار ما يهمني ألا نصبح نعاجاً!!
{ كلمة عزيزة
عبر هذه الزاوية أود أن أسجل عبارات إشادة وإعجاب وتقدير بمجموعة من الشباب، لا أريد أن أقصم ظهرهم أو أقلل من أجرهم العظيم، بذكر أسمائهم وهم يقومون مساءً بتحضير الساندويتشات وتوزيعها حتى وقت متأخر على ساكني الشوارع والطرقات الذين يعصر الجوع بطونهم برداً وصقيعاً، والشتاء بدأ في طرق الأبواق ليؤكدوا بذلك أن الإنسان السوداني لا زال فيه الخير بلا حدود، والإحساس بالآخر ناره لا تموت أو تنطفئ. هؤلاء هم الشباب الذين أتمنى أن أراهم يقودون المبادرات الإنسانية التي تعيد لمجتمعنا تكافله وقوة بنيانه، لذلك أخصهم بالشكر والتقدير فرداً فرداً، لكنني تحديداً أخص تلك الصغيرة الجميلة التي هي وهج من عطاء وجمال وإحساس مبكر بالآخر!!
{ كلمة أعز
قلت لزميل تناقشنا سوياً حول موقف الوزير الحالي المعارض السابق “حسن إسماعيل” وانتقاله من خانة (الضد) المطلق للحكومة إلى (مع) المطلقة مع الحكومة، قلت له أنا لست ضد أن يتخذ الشخص مراجعات فكرية أو حتى تراجعات عن موقفه، لكن يكون ذلك بمبرر وحيثيات، فهل اكتشف “حسن إسماعيل” أن كل مواقفه السابقة كانت خاطئة ومبنية على لا شيء. في العموم الرجل لا زال قادراً على الكتابة فليدون اعترافه واعتذاره عن كل تلك المواقف وبعدها خشمنا وعندنا.