شهادتي لله

لماذا العجلة في إعلان (الحزمة)؟!

}لا ينبغي أن يكون هم الحكومة حين تصدر قرارات اقتصادية موجعة مثل التي صدرت ليل أمس الأول (الخميس)، و(صبحانة الجمعة)، النظر إلى ردة فعل الشارع تجاه تلك القرارات، فهذا مع أهميته ليس الأهم، بل الأهم هو البحث في التكلفة السياسية العالية التي ستدفعها ويدفعها حزبها (المؤتمر الوطني)، جراء تناقص شعبيته بين قواعده، دعك من عامة الناس من أهل السودان.
}لماذا يتم إقصاء (السياسيين) في الحزب الحاكم من المشاركة والشورى في تحديد الكيفية والموعد المناسب لاتخاذ مثل هذه الإجراءات؟!
}فما دام أن هناك (حكومة وفاق وطني) قد تم التوافق على تكوينها خلال أسابيع قليلة، وتشمل هذه الحكومة المرتقبة العديد من الأحزاب والقوى السياسية وقوى المجتمع المدني التي شاركت في الحوار الوطني، فإن التفكير الصحيح والمنطق القويم كانا يحتمان أن تتولى الحكومة القادمة مسؤولية اتخاذ مثل هذه القرارات، إن رأت أنه لا مناص منها ولا خيارات غيرها.
}لماذا تعجلت الحكومة في الخروج بما أسمته (الحزمة)، وفي هذا التوقيت الحرج، وبعد إجازة توصيات الحوار الوطني مباشرة؟!
}لماذا لم يتم الانتظار إلى حين تشكيل حكومة الحوار، لتصبح  القوى السياسية المشاركة في الحوار والموافقة على مخرجاته، جميعها هي صاحبة القرار والتحدي في إيجاد الحلول الاقتصادية الناجعة والمناسبة وفق ما هو منصوص عليه في ورقة الاقتصاد بوثائق الحوار الوطني؟!
}حقيقة.. لا أفهم ما الذي حدث، وما الذي يحدث وما الغايات من وراء هذا الحدث!!
}لا أفهم.. ليس لأن الأمر عصي على الفهم وخارق للمألوف، ويستوجب معرفة الكثير من الأسرار والمعلومات المحيطة بالقرار، فنحن نعرف مستوى البساطة ودرجة التبسيط التي تعالج بها الأمور، ولكن لأن كل صاحب بصر وبصيرة لا بد أن يصاب بالدهشة والحيرة والعجب، لأن هذا الفعل بهذه الطريقة، ليست فيه مصلحة للاقتصاد، ومصلحة سياسية لأي طرف من أطراف الدولة السودانية، وإن بدا للبعض غير ذلك.
ورغم ذلك نأمل في سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية