بكل الوضوح
لا نقول وداعاً… لكن إلى اللقاء
أمل أبو القاسم
السادة مجلس إدارة (المجهر السياسي)، السادة هيئة التحرير، زملائي أحبائي المحررين والعاملين، السادة القراء لصحيفتي ” المجهر السياسي” الأفاضل المحترمين تحايا عطرة وأشواق لا تحدها حدود بعد يوم من الغياب الذي هو بمثابة نقاهة تمتد لفترة مفتوحة ريثما استجم قليلاً من رهق مهنة المتاعب الذهني قبل الجسدي، فالصحافة تنخر الوجدان وتتلف جزئيات من النفس والأعصاب أن لم ترمم بجرعات نقاهة، رغم أنها كداء السرطان تستشري في مفاصل الكل من تركيبة الصحفي الهاوي والعاشق لها، فلا يستطيع منها فكاكاً، وعن نفسي تجري الصحافة في وريدي مجرى الدم، وبدوري لا أظن أني سأنفك عنها بالساهل، فتجدوني أتواصل معكم عبر هذه الزاوية فضلاً عن قصاصات متناثرة حال وقوعها في يدي من جهة تواصل ومن جهة أخرى لإشباع نهم رغبتي وحبي للعمل الصحفي.
شكراً الزميل والصديق الخلوق ” باشا ” كما يحلو لي مناداتك الرائع ” عامر باشاب” لتخصيص زاويتك ” بكل الوضوح ” للحديث عني. نعم بكيت بحرقة وأنا أهم بمغادرة الصحيفة التي شهدت وأسهمت في رعرعة نشأتي الصحفية التي لم تكتمل، وبتحميلي مسؤولية قسم التحقيقات، هذا القسم الذي كان بمثابة مكتب لا يقل عن تلك الشرطية، في استلامنا وتلقينا للشكاوى ومشاركتنا القراء والمواطنين همومهم، ولعمري هذا هو ديدن الصحافة ككل في ملامستها قضايا الناس، ومن قبلها السماح لي بكتابة زاوية أسبوعية وغير ذلك كثير. بكيت وما بكائي إلا من بكاء الزميلات وحفاوة الزملاء، وقد كان قرار مغادرتي واقتراب تنفيذه بمثابة استفتاء، أن الحمد لله أني سأخرج ومحبة الزملاء تطوقني، وأن صفحتي بيضاء عندهم، ومما لاشك فيه فإن صفحاتهم في دفتر يومياتي أكثر بياضاً. حاولت إقناعهم ونفسي أن يا جماعة والله أنا ما ح أتقطع منكم كلما هزني الشوق وأقلق مضجعي فسأتركه فوراً وأهب نحوكم حتى وأن كان يومياً، ووعد مبدئي أن أشواقي إليكم لن يطفئها بُعد أو انشغال حبكم ومودتكم يشتعل أوارها وأنا بينكم، فقط غلبتني دموعي التي حفزتها دموعكم وفيض كرمكم بدعوتي لعزائم تدل على فيض كرمكم الروحي ونقاء أصلكم.
وعن مجتمع ” المجهر ” أنا بقول لكم.. ذات مرة لما فيني ” صبي” مدعي صحافة في واحد من القروبات العامرة بطيب الأسماء والذي تضم عضويته جل زملائي بالصحيفة وغالطني في أمر متجاوزاً حد النقاش بالنيل مني، لكن انبرى له كل زملائي وأوسعوه لوماً وتقريحاً، ثم غادر بعدها من غادر منهم، ” الغريبة أنا قاعدة وساكتة وهم استلموا الموضوع” ياخ والله ما في أحلى من أنك تجد زملاءك أمامك يزودون عنك، وهذا مثال فقط لقياس مدى ترابط الزملاء وحبهم وخوفهم على بعضهم، مجتمع معافى، ربما لا نلتقي في ردهات الصحيفة لانشغال الكل بالعمل، لكن يجمعنا قروب نضع فيه رهق اليوم بالقفشات المتبادلة ومعرفة أخبار بعضنا.
شكراً أحبتي شكراً لكل شيء، فارقت المكان ليس إلى الأبد لكني لن أكون كما كل يوم، ويا “طلال ” حلال عليك تربيزتي يمكن لما أرجع “الريس” يعوضني بأحسن منها، شكراً ” مصعب” طعم أكلك لا يعلى عليه، شكراً ” فرانكو” على …. خائفة أجيب ليك الهواء، ويا “باشا ” أنا ما ح أخليك في موضوع الزواج ” قصدي تزويجه يا جماعة” شكراً بناتي في القسم (هبوية والصغيرونة آمال) والحكيمة رئيس القسم الاقتصادي” رقية”. شكراً بناتي في غرفتي الأولى بالمنوعات ” نهول وأم لين وميعاد” شكري يمتد لكل الزملاء في كل جنبات الصحيفة الذين ناقشوني وتأسوا على مغادرتي أخشى أن اسقط اسماً.. وشكراً كثيراً كثيراً الأستاذ ” الهندي عز الدين” فخطابي كان شكراً وليس استقالة وأعلم أنك ستفسح لي المجال لو في العمر باقي متى ما ” انجميت” وأرويت ظمأ صغاري بوجودي بينهم ولو لبرهة. شكراً لقراء “المجهر” التقي بكم عبر زاويتي التي سأطل من خلالها.