تقارير

تحرير سعر صرف دولار الدواء.. الأسباب والدواعي

مراقبون عدّوه خطوة لتوفير الدواء وتفادي الانهيار
الصحة تتوقع وفرة في الدواء مع ارتفاع طفيف في السعر
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
أثار الخبر المتداول منذ يوم أمس (الثلاثاء) على نطاق واسع عن تحرير سعر صرف الدولار المخصص للدواء، أثار ردود أفعال واسعة، وذلك نسبة إلى أن القرار صدر في توقيت تشهد فيه البلاد عدة منعطفات أبرزها اختتام الحوار الوطني الذي خرج بتوصيات تغطي كل مناحي الحياة السودانية واضعاً روشتة لمعالجات القضايا كافة بما فيها معاش الناس والوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ ما يقارب الــ(5) سنوات، وبالتحديد منذ انفصال الجنوب.
ويبدو أن القرار يمضي ليكون واقعاً حقيقياً في غضون ساعات قليلة قادمة.. (المجهر) رصدت القرار وآثاره الإيجابية والسلبية وأبرزته في النقاط التالية..
{ الانهيار الوشيك
وحسب مصدر من وزارة الصحة تحدث لــ(المجهر) فإن الوزارة انتهجت هذا النهج لتوفير الدواء، مشيراً إلى أن التسعيرة ستكون تابعة لمجلس الأدوية والسموم، مضيفاً إن القرار سيطبق فور خروجه وذلك لحماية سوق الأدوية من الانهيار الوشيك لو ذهبت الأمور إلى ما هي عليه الآن. ويرى المصدر أن الأمر ستكون له نتائج إيجابية كثيرة جداً، أولها الحد من تهريب الأدوية المدعومة إلى مصر بجانب معالجات تشمل توسيع ماعون التأمين الصحي والأدوية المجانية لمستحقيها وتوفير أنواع الدواء كافة، وأضاف قائلاً إن القرار سينتج عنه ارتفاع طفيف في أسعار الدواء، لكن ستكون هنالك وفرة فيه بالإضافة إلى أنها ستشجع الصناعة المحلية وتثبت سوق عمل شركاتنا المحلية بصورة كبيرة بجانب الشركات الأجنبية لتستقر وتقدم خدمات أفضل، وحسب المصدر فإن نسبة الــ(10%) ستذهب إلى مستحقيها بالفعل بعد تطبيق هذا القرار. وكشف عن أن اجتماعاً جرى بين وزير الدولة بالصحة “سمية أكد” وغرفة المستوردين وممثلين لوزارة المالية وبنك السودان والجهات الأمنية قبل يومين اتفقت وتشاورت على الخطوة لكي يتم تطبيقها، مضيفاً إن الجهات أجمعت على أنه الحل لتوفير جميع أنواع الدواء بما فيها الأدوية المهمة والمنقذة للحياة.
{ خروج القرار
وفي ذات السياق قالت رئيسة لجنة الصحة بالمجلس الوطني “انتصار الريح” لــ(المجهر) إنهم حتى الآن لم يتحصلوا على نسخة ورقية من القرار ليبتوا في أمره، لكنها توقعت حدوث ذلك خلال ساعات، وأشارت إلى أنهم بصدد عقد جلسة طارئة في غضون ساعات حال خرج هذا القرار إلى العلن لمعرفة أسبابه حتى نستطيع التقييم.
من جانبه قال رئيس اتحاد الصيادلة بالسودان د. “صلاح إبراهيم” في حديثه لــ(المجهر) إن واحدة من إيجابيات القرار أنه سيوفر جميع أنواع الدواء بصورة مرضية، لكنه سيعرضها لزيادة الأسعار، وأشار إلى أن الأمر سيشكل عبئاً على المواطنين وكان لابد للمسؤولين من دعم الـ(10%) التي تذهب للدواء من المواد البترولية والذهب، موضحاً في الوقت ذاته أن فاتورة الدواء في إجمالي العام تبلغ (350) مليون دولار، ووصفه بأنه سعر زهيد.
وأكد مصدر بالصحة أنه مع تحرير سعر صرف الدولار سيتوفر، وهو ما يجعل جميع الأدوية موجودة ومتاحة في أي صيدلية.
إلى ذلك تحدث عدد من الصيادلة لـ(المجهر) وأشاروا إلى أن القرار كان متوقعاً لإنقاذ الوضع بعد ندرة ضربت السوق في عدد من الأدوية لعدم توفر الدولار. كما أشاروا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز توفير جميع أنواع الدواء بكثرة وكذلك تعزيز رأس المال السوداني للاستثمار في هذا القطاع المهم، وأضافوا خلال حديثهم لـ(المجهر) إن الأمر قد يسبب أزمة في البدايات لأن تحرير سعر الصرف سيزيد من أسعار الدواء، لكنه حل لابد منه.
{ مفعول السحر
في الوقت ذاته يرى الخبراء الاقتصاديون أن القرار قد يشكل ضغطاً على المواطنين، لكن أيضاً سيكون له مفعول السحر بتوفير جميع أنواع الدواء، بجانب أنه سيصب في مصلحة الفقراء والمحتاجين من خلال توسيع مواعين التأمين والدعم الاجتماعي لهم حتى تتسنى لهم مجابهة هذه الظروف.
ويرى المراقبون أن القرار يأتي في ظروف اقتصادية صعبة، لكن اقتضته الكثير من المؤشرات والأسباب الحقيقية، باعتباره  خطوة ستصب في إطار توصيل الدعم لمستحقيه، وتوفير بيئة عمل جاذبة للشركات الأجنبية للاستقرار، بجانب تشجيع الشركات المحلية لصناعة الدواء للدخول بقوة في هذا المجال الذي ينشط فيه الأجانب بالسودان. وقالوا إن الخطوة من شأنها أن تعزز أرضية العمل الصحي الذي سيجد جميع الأدوات مهيأة للأدوية، وسيحد كذلك من استيراد الأدوية بصورة فردية من الخارج خاصة الأدوية المنقذة من الموت، لكنهم عادوا وأشاروا إلى أن الأمر ستكون له عواقب وخيمة في البدايات، وقد يتسبب في حالة ركود مؤقت بسوق الدواء، لكن لفترة محدودة، وذلك لأن هنالك ارتفاعاً سيحدث بصورة مفاجئة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية