الحاسة السادسة
مشروع الابتزاز الأمريكي!!
رشان أوشي
لا شك.. أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسة الابتزاز على الحكومة السودانية، والمحبط أن الحكومة السودانية كثيراً ما تستجيب لذلك، فالنظام الأمريكي راض ولو بنسبة ضئيلة عن سياسات النظام السوداني، بل وظلت السياسة الخارجية الأمريكية تعمل على دفع المجتمع الدولي لإحداث تغيير ناعم على شكل الحكم في السودان، ففي ذات الوقت تبتز الولايات المتحدة الأحزاب السودانية المعارضة، وأرغمتها على توقيع خارطة الطريق، ورسمت لها مسارات التفاوض، كل ذلك لأنها تعتبر النظام السوداني مثالياً جداً مقارنة بعلاقاتها بالأنظمة السياسية في المنطقة.
الشاهد في الأمر، أن النظام الأمريكي بات يرغب في مزيد من التنازلات السودانية، واليوم استخدمت الحكومة الأمريكية العصا بدلاً من الجزرة، حيث جدد الرئيس الأميركي “باراك أوباما”، أمس العمل بقانون الطوارئ الوطني المفروض على السودان منذ 1997. وأشار “أوباما” في رسالته للكونغرس أن هذا التمديد يشمل «توسعة» نطاق القانون المعني ليشمل تجميد ممتلكات بعض المسؤولين السودانيين المتورطين في الصراع بدارفور. وأوضح الرئيس الأميركي أن الوضع في دارفور يشكل «تهديداً غير عادي» واستثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، مشدداً على أن تمديد العمل بهذا القانون يأتي على خلفية تصرفات وسياسات الحكومة السودانية. وكشف “أوباما” للكونغرس الأميركي أن سياسات وممارسات الحكومة السودانية ما زالت تشكل تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وأردف: «لذا، قررت أن من الضروري مواصلة حالة الطوارئ الوطنية المعلنة فيما يتعلق بالسودان والحفاظ على القوة لفرض عقوبات ضد السودان للرد على هذا التهديد. القرار الأمريكي تفوح منه رائحة الابتزاز وتزكم الأنوف، خاصة وأن المجتمع الدولي أقر قبل أشهر باستقرار الأوضاع في إقليم دارفور، ولكن يرغب الرئيس “أوباما” في التأكد من ولاء النظام السوداني إلى حين مغادرته البيت الأبيض.