ربع مقال
“المهدي” يعود للخرطوم .. !!
خالد حسن لقمان
.. هذا العنوان أقرب إلى ذاك الذي درسناه في المدارس.. (المهدي يحاصر الخرطوم) وهو الحدث التاريخي ما بين 1884 إلى 1885 وانتهى بانتصار ثوار “الإمام المهدي”، ومقتل “تشارلز جورج غوردون” داخل ساحة القصر.. هذا كان نصر “الإمام المهدي” الذي غيَّر تاريخ السودان عقب دخوله الخرطوم بترسيخه لأسس حكم الدولة المهدية التي صاغت بفكرها بلداً جديداً بحدوده وتوجهه وهو ما سيحفظه التاريخ لهذا “الإمام” الفذ.
الآن بدأت ذات الخرطوم الجغرافية تتهيأ لاستقبال “المهدي” الحفيد وليس الفرق بين الأمس واليوم فقط جيش “المهدي” المجاهد الذي يستعيد أرضه ولا في دابة “الإمام” الجد التي كان يعلفها من بطن يديه مقارنة بأجواء بزنيس الخطوط المصرية أو البريطانية أو ربما الرئاسية.. ولكن الفرق فيما شكَّله الجد من رؤية واضحة حقق عبرها أهدافه بنجاح وبين رؤية ضبابية قاتمة تتشكل الآن أمام عيني الحفيد الذي يدخل الخرطوم ولا يدري أينظر تجاه البوابات الأثرية على شارع النيل أو تلك الخضراء على شارع الجامعة أم يرنو تجاه سقيفته بأم درمان ليقضي تحتها بقية عمره.. ورحم الله “نزار” حين قال:(بصرت ونجمت كثيراً يا ولدي لكني لم أعرف أبداً أقداراً تشبه أقدارك)!!.