رأي

مجرد سؤال؟؟

من يعيده اقتصادنا إلى وضعه الطبيعي؟
رقية أبوشوك
كما أشرنا في مساحة سابقة فإن الموازنة القادمة ستأتي بعدد من الأشياء غير الرحيمة على المواطن السوداني والتي من بينها كما أشار وزير المالية أن الدولة ستخرج نهائياً من دعم السلع كما سيتم التحرير الكامل لسلعتي الدقيق والقمح.
وقبيل أن يتم الإعلان الرسمي للتحرير الكامل فقد تفاجأت بالأمس أن جوال السكر زنة (50) كيلو بمبلغ (570) جنيهاً، وعندما أبديت دهشتي كان رد التجار (أنتِ أصلاً وين) ؟ (السكر دا ليهو فترة ارتفعت أسعاره).
فنحن منذ العام 2011 نعاني ما نعاني من ارتفاع في الأسعار … تزداد وتيرتها بصورة مدهشة حتى إذا وضعت في سباق بينها والريح فإنها أسرع من الريح ولا ندري ما هي الأسباب المنطقية لهذه الزيادة التي (شلت) المواطن السوداني وجعلت اقتصادنا مشوَّهاً رغم الوفرة.. فالتشويه في الاقتصاد لا يعني الدعم وذهابه للأغنياء بدلاً عن الفقراء وإنما التشويه في نظري وحسب معلوماتي الاقتصادية المتواضعة هو الارتفاع غير المبرر في  ظل الوفرة.. ومعروف أن الوفرة وكثرة العرض تؤدي إلى الانخفاض، ولكن اقتصادنا صورته مغلوبة.
إذن من الذي يعيد الصورة إلى وضعها الطبيعي لنخرج باقتصاد متوازن يعيش وضعاً اقتصادياً صحيحاً.
نخشى أن يتم رفع الدعم وتحرير السلع والوضع الاقتصادي يزداد سوءاً.
لا ندري ما هو الحل ؟
فهل يا ترى أن الاقتصاد السوداني ليس له حل يعيده إلى وضعه الطبيعي ؟.
فهل نحن عجزنا لتوازنه؟.
فيا أهل الاقتصاد أفتونا في الأمر.
فهل نحن يا ترى أصبحنا بعيدين عن الدين الأمر الذي انعكس على المستوى المعيشي كما قيل؟
ويا أهل العلم والدين ماذا أنتم قائلون؟
تذهب لتشتري أبسط الأشياء وتأتي بلا شيء من الذي كنت تكنزه لوقت الضيق ووقت المرض.
الفقر ملأ البيوت وكذا المرض.
فالفقر يؤدي إلى المرض والمرض الذي لم نجد له علاجاً يؤدي إلى الموت رغم أن الأعمار بيد الله، لكنه قد يكون سبباً مباشراً في الموت.
فهل يا ترى الحل يكمن في زيادة الإنتاج والتوسع في المساحات المزروعة.
فحتى وأن زيدت المساحات وفاضت على الاستهلاك المحلي فإن الأسعار ستظل كما هي لا تراجع، لأن المبررات التي أدت إلى ارتفاعها لم تنتف كما يقول لك التاجر.
السكر يرتفع إلى (570) ولدينا أكثر (5) مصانع لإنتاجه ونحن دولة السكر كما تطلق علينا بعض الدول التي تعرف قيمة أرضنا المعطاءة سواءً سكراً أو غير ذلك من السلع الأخرى التي لدينا مقومات إنتاجها.
نعم، لدينا موارد طبيعية هائلة زراعية وحيوانية ولدينا ثروة حيوانية تفوق التصور، ولكنها لم تسوَّق عالمياً رغم أنها خالية من الأمراض، وذلك على حسب شهادات المنظمات العالمية التي تعمل في المجال الصحي.
التضخم ينخفض ولا ينعكس على المستوى العام للأسعار،
الرواتب غير منسجمة وغير متناغمة مع الوضع المعيشي.. فهي في جانب والأسعار في جانب آخر، فحتى وأن تمت زيادتها فإنها ستذهب للسوق الذي هو الآخر منتظر زيادة الأجور ليزيد الأسعار ومن ثم يبتلع زيادة الأجور ثم يتراجع مبتسماً لكونه انتصرنا علينا.
نعم، انتصر علينا لأنه ابتلعنا في جوفه.
ش

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية