رأي

بكل الوضوح

“أمل أبو القاسم”.. أختي التي لم تلدها أمي!!
عامر باشاب 
 
{ كثيراً ما تفاجئنا الأيام وتحكم علينا الظروف وتجبرنا الأقدار على وداع ومفارقة أخ أو صديق أو زميل عزيز، ترك أثره وتأثيره في حياتنا اليومية بتميزه وتفرده الإنساني قبل تميزه وتفرده الوظيفي، لذلك تكون لحظة مفارقته ووداعه صعبة، بل قاسية علينا، لكنه حال الدنيا (يوم تفرح ويوم تبكي).
{ وددت بهذه المقدمة أن أقول بعض الكلمات المتواضعة في حق الزميلة الرائعة الصحفية القديرة الأخت المحترمة “أمل أبو القاسم” رئيس قسم (التحقيقات) بصحيفتنا الغالية (المجهر السياسي)، و”أمل” مثلما ظلت تملأ صفحات (المجهر) بمواد صحفية متميزة ومختلفة  (تحقيقات)، ( منوعات)، (حوارات)، (أخبار)، (تقارير) و(ملفات)، ظلت كذلك تملأ أركان الصحيفة بحيويتها وطيبتها وتعاملها الراقي وتعاونها وقربها من الجميع بمسافات متساوية.. تتفقد الأحوال وتقود  المبادرات الاجتماعية. 
{ “أمل أبو القاسم” خلال اليومين الماضيين فاجأتنا بقرار التنحي عن مهنة المتاعب والمصاعب والتوتر والقلق والأرق المتواصل، من أجل أن تتفرغ لبيتها وأولادها وتأخذ قسطاً من الراحة والاستجمام في هذا الزمان القاسي الصعب.
{ بت “أبو القاسم” منذ أن عرفتها لم تتغير أو تتبدل، ظلت كما هي  إنسانة رائعة تحتشد دواخلها النقية بطيبة وسماحة وكرم أهل الجزيرة الخضراء (أرض الطيبين).
{ أذكر أنني أول ما قدمت إلى العزيزة (المجهر السياسي) رئيساً لقسم المنوعات استقبلتني “بت أبو القاسم” بكل الود والترحاب وتعاونت معي بكل ما أوتيت من حيوية ونشاط وقدرات وأفكار، وحتى بعد أن نقلها رئيس مجلس الإدارة الأستاذ “الهندي عز الدين” إلى الموقع الذي كان يدخرها له (رئاسة قسم التحقيقات) ظلت تواصل عطاءها معنا بقسم المنوعات، حيث ظلت تمدني بكل ما هو جميل ومدهش في عالم (المنوعات الصحفية)، بالإضافة إلى التزامها بزاويتها الأسبوعية (بينما يمضي الوقت).
} وضوح أخير
{ دموع  “بت أبو القاسم” التي ذرفتها بالأمس مودعة (المجهر السياسي) هي التي انتزعت عبارات الوداع هذه من قلمي.. وبكل الوضوح أقول لها إذا لا بد من استراحة المحارب.. بينما يمضي الوقت ننتظر عودتك من جديد إلى ديارك (المهجر السياسي) بقوة دفع جديدة في الإبداع الصحفي.
 { حقاً.. “أمل أبو القاسم” تظل أختي التي لم تلدها أمي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية