الدبلوماسية الإثيوبية "فريهيوت" : "البشير" زعيم أفريقي جدير بالاحترام والتقدير
قبل مغادرتها الخرطوم بساعات
أحببت (الدمعة بالقراصة) وأطرب لـ”تمتام ” و”ندى القلعة” وأردد أغنية (أنا أفريقي أنا سوداني) .
التقاها: عامر باشاب
“فريهيوت اسرات” سيدة إثيوبية دبلوماسية من طراز فريد ورغم صغر سنها، ولكنها تتمتع بحكمة وحنكة الكبار استطاعت خلال أربع سنوات، وهي عمر وجودها في السفارة الإثيوبية بالخرطوم والتي شغلت فيها منصب نائب السفير والمسؤول الأول عن شؤون الجالية الإثيوبية بالسودان، وبما تملك من قدرات حققت إنجازات كبيرة في الملف قضايا وشؤون الجالية الإثيوبية، كما استطاعت خلال فترة أن تنصهر مع المجتمع السوداني وتكسب وده واحترام الجميع. التقيناها وبرفقتها زوجها السيد” سلشي كوشا ” خلال حفل الوداع الذي نظمته لها الجالية الإثيوبية بمناسبة انتهاء فترة عملها بالخرطوم، شرفه بالحضور السفير الإثيوبي السيد “ابادي زمو” وشارك فيه نائب الدائرة بمنطقة حلفاية الملوك وأعضاء اللجان الشعبية بمحلية الخرطوم بحري، وكان لنا معها هذه الدردشة السريعة قبل مغادرتها الخرطوم.
في البداية قلنا لها قبل مقدمك للخرطوم ماذا كنتِ تعرفين عن السودان وكيف وجدتيه ؟
معرفتي بهذا البلد (السودان) كانت عرفة عامة كواحد من الأقطار الأفريقية الكبيرة متنوع المناخات والأعراق والثقافات، وبعد أن زرته اكتشفت الكثير من الأشياء التي تميزه وتميز شعبه دون سائر بلدان العالم، حقاً السودان قطر مختلف بتميزه.
وما هي الأشياء التي لفتت انتباهكِ بصورة عامة ؟
التقدم والنهضة العمرانية والطبيعة الساحرة والتنوع الجغرافي، وأيضاً لفت انتباهي حميمة المجتمع السوداني الذي يستقبلك بقلب مفتوح ونية صافية، يستقبلك بحب مطلق عبارة (السلام عليكم) ثم يحتويك بلطفه وكرمه من الوهلة الأولى التي يلتقيك فيها، وهذه ميزة ينفرد بها الشعب السوداني.
عرفت أنك عملت أربع سنوات نائبة للسفير الإثيوبي.. ما هي المهام التي أوكلت إليك بالتحديد خلال هذه الفترة ؟
بحكم وظيفتي كنائب للسيد السفير عملت في جميع الإدارات داخل السفارة، ولكن المهمة الأساسية التي أوكلت لي هي متابعة ملف شؤون وقضايا الجالية الإثيوبية الموجودة هنا في السودان.
هل نجحتين في حل ومعالجة المشاكل التي يعانيها أفراد الجالية الإثيوبية هنا في السودان؟
بالتأكيد لا استطيع أن أجزم لك بأنني نجحت في معالجة جميع المشاكل التي تواجه أفراد جاليتنا (الإثيوبية) وهي بالطبع تعد الأكبر بين الجاليات الأجنبية الموجودة في السودان، ولكن يمكن أن أقول لك إنني قطعت شوطاً كبيراً في معالجة العديد من المشكلات وأهمها تقنين وجود أفراد الجالية الإثيوبية، ووجدت تعاوناً وتفهماً من الجهات الرسمية هنا في الخرطوم المعنية بأمر المهاجرين واللاجئين والوجود الأجنبي، ومثال للنجاح في بعض مهامي تجاه الجالية استطعت أن أخلق علاقة عمل بيني وبين اللجان الشعبية في معظم المحليات بولاية الخرطوم، ووجدت منهم مساندة كبيرة وعبرهم استطعت أن أصل إلى قطاع كبير من أفراد الجالية الإثيوبية.
ومن خلال متابعتك ملف الجالية ما الشيء الذي خرجتين به وتحملينه معك لحكومة بلادك ؟
الشيء الذي خرجت به بخصوص الوجود الكثيف للإثيوبيين هنا في السودان وأحمله للمعنيين بالأمر في بلادي هو أن السماسرة وتجار البشر يرسمون صور وهمية عن فرص العمل والكسب المادي الخيالي الذي يحققونه في سوق العمل لتفاجأوا بعد وصولهم إلى هنا بواقع مغاير، ولذلك بعد عودتي إلى أديس أبابا سوف أعمل مع حكومة بلادي لعمل حملة لتوعية الشعب الإثيوبي حتى يكتشفوا الواقع على حقيقته وينتبهوا إلى خدع ومقالب سماسرة الهجرة وتجار البشر.
سيدة “فريهيوت” الآن نأتي للعلاقات السودانية الإثيوبية ماذا تقولين عنها ؟
هي بالطبع علاقات أزلية وتاريخية واستطاعت حكومات البلدين توصل هذه العلاقة إلى مراحل متقدمة في التعاون في مجالات عديدة أهمها المجال الاقتصادي، وفي هذا الخصوص نجد أن أديس أبابا وقَّعت العديد من البرتوكولات تجارية مع الخرطوم في مجال النفط وفي مجال النقل البحري عبر ميناء بورتسودان، كما قطعت الحكومتين شوطاً كبيراً في ملف التعاون الاقتصادي في المستقبل، حيث سيتم خلال الفترة القادمة تنفيذ العديد من المشاريع الإستراتيجية من بينها ربط البلدين بخطوط السكة الحديد، وأيضاً البنك التجاري الإثيوبي سوف يقوم بافتتاح فرع له بالخرطوم خلال الفترة القادمة، واختم حديثي في هذا الخصوص أن المستقبل الاقتصادي للبلدين مبشر في ظل التعاون والتكامل الذي يقود إلى توأمة بينهما.
ما هو الانطباع الذي كونته “فريهيوت” عن المرأة السودانية ؟
المرأة السودانية قوية وشجاعة ومتعلمة وتقود العمل في جميع المجالات، ولفت انتباهي الكم الهائل من السودانيات اللاتي حصلن على درجات علمية متقدمة مثل (الدكتوراة) و(البروفيسور)، وهذا ما سوف أنقله للمرأة الإثيوبية لتحذو حذو المرأة السودانية في طريق التقدم العلمي والتميز العملي.
شخصية سياسية سودانية أعجب بها “فريهيوت” ؟
بالطبع هي شخصية فخامة رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير” هذا الرجل بالفعل زعيم أفريقي من طراز نادر، وهو بالحق جدير بالاحترام والتقدير برغم النزاعات والأزمات الداخلية والضغوط والاستهداف والحصار الخارجي استطاع أن يعبر بسفينة الحكم في السودان إلى بر الأمان، بالفعل أنا كأفريقية فخورة جداً بشخصية الرئيس “البشير” .
أصوات سودانية جذبتك للاستماع إليها ؟
المطرب “ياسر تمتام” والمطربة “ندى القلعة” ؟
أغنية سودانية ترددينها باستمرار ؟
أغنية (أنا أفريقي أنا سوداني) وعرفت أنها للفنان السوداني المخضرم الراحل “إبراهيم الكاشف”.
ماذا أحببتين من المطبخ السوداني؟
أحببت الوجبة السودانية الشعبية (الدمعة بالقراصة) وهي شبيهة بالوجبة الشعبية الإثيوبية (الزغني ).
كلمة أخيرة ؟
أشكر كل السودانيين حكومة وإدارة أهلية وشعب لحسن الحفاوة والتعاون والمساندة التي وجدتها منهم وساعدتني النجاح في مهامي العملية، ومن هنا أطلب منهم أن يواصلوا تعاونهم مع أعضاء السفارة ومع من يأتي بعدي، كما أطلب من أبناء الجالية الإثيوبية العمل الجاد على توفيق أوضاعهم بالطرق الرسمية وأناشدهم باحترام الشرائع والقوانين السودانية والأعراف والعادات والتقاليد، وأخيراً أشكر في شخصكم وعبر صحيفتكم الإعلام السوداني..أتمنى أن يدوم الترابط والتواصل بين الشعب الإثيوبي والسوداني فهم بالحق تجمع بينهما العديد من العادات والتقاليد والثقافات، ويكفي أنهم (بيشربوا من نيل واحد).