فوق رأي
تشويه ذاتي
هناء إبراهيم
يحدث أن يجمعك الحب مع شخص ما، ثم بمرور الأحداث والمواقف وظهور الوجه الحقيقي تجد نفسك بت تكرهه كرهاً شديداً، تشوف العمى ما تشوفو
وهذه حالة بالغة السوء..
في حالات أخرى، تجد أن هذا الشخص الذي كان في يوم ما (حبيبك لزم) قد أصبح (سبحان الله) مشوهاً داخلك وانك لم تعد تراه حين تشاهده ولما تشوفو ما بتشوفو..
وإنك ما بتعرفو..
لا شيء يميزه عن بقية خلق الله.. ولا عندو أي حاجة مختلفة عن الناس الما بتعرفن..
حيث إن هذا الكائن قام بتشويه نفسه مستخدماً (سكين السوء) وموية نار الكذب والخيانة والخذلان..
التشويهات مسحت صورتو القديمة وأراحتك من بند الذكريات المُهلكة..
معرفته صارت تشبه إلى حد ما، (الجثة) التي تستخرج من ثلاجة الموتى ويطلب منك التعرف على صاحبها بدون ملامح، بدون عطر، بدون حب..
والله ما بعرفو.. هذا هو ردك وقتئذ وبي حليفتا كمان..
لما تجي تنسى زول (جرحك شديد) وتعزم النية على ذلك وتخطر نفسك بهذا القرار فإنك (بتحرت في البحر يا أخوي)..
اتذكرو بما أن ذكرياته (منيلة) وسوف تجد نفسك نسيتو جد جد..
الذكريات المشوهة تتحلل فتصبح نسياناً دائماً.
هذا التشويه الذاتي الذي صنعه بأفعاله الشنيعة، يجعلك معافى منه في أقرب وقت..
هكذا تتم عملية غسيل القلب من الأندال..
والله جد..
وح تبقى خفيف الروح وودود الابتسامة وكلك حلو كمان..
كل أغاني الفرحة بتبقى ليك..
ثمة ذكريات آيلة للسقوط.. على حافة النسيان..
وذكريات بُنيت لتبقى..
وهسه شربنا الشاي..
قبل فترة تفاجأت نادلة اسمها “كلير هدسون” تعمل بأحد المطاعم الأمريكية الشهيرة، بأن زبوناً جاء لتناول الهوت دوغ والهامبرقر مع زوجته، ترك لها (بقشيشاً) أكثر من قيمة فاتورة الطعام الذي تناوله هو والمدام.
حيث اكتشفت بعد رحيلهما أنهما تركا لها بقشيشاً بنحو (36) دولاراً على فاتورة قيمتها (29) دولاراً.
فهمت الموضوع، بعد أن وجدت رسالة وضحا فيها سبب ذلك.
كتب الزوج لـ “كير”: (اليوم هو عيد ميلاد أخي وسوف يكمل اليوم عامه الـ 36 وأنا في كل عام أتناول طبقه المفضل (الهوت دوغ) وأعطي النادل بقشيشاً يساوي عدد سنوات عمره، عيد ميلاد سعيد يا ويس)..
أتفرجتوا؟!
يبتكر أشياء ليحتفي بقلبه..
ثمة من ينفق لينسى ومن ينفق ليتذكر..
أقول قولي هذا على سبيل تعدد الحالات
و………
في خانة الذكريات خت اسمك في المواجع