الحاسة السادسة
بشأن الحزب الاتحادي!
رشان أوشي
لا ينكر أحد دور التيار الوسطي الاتحادي في تشكيل الوعي السوداني، كما لا ينكر أيضاً دور الحزب الاتحادي في الحركة الوطنية منذ النضال ضد المستعمر، رغم خلافنا المفاهيمي مع التيار الاتحادي الفكري، إلا أنه يحظى بتأييد من قطاع جماهيري كبير على مر حقب التاريخ، وتطور الزمان، نافسته أيديولوجيات كثيرة وكبيرة ومؤثرة، وتيارات وسطية أخرى إلا أنه احتفظ بتأثيره وجماهيره، على النقيض من حزب الأمة صاحب الطائفة الأكبر حجماً في السودان، إلا أن جماهيره انحسرت خاصة في مناطق نفوذه التاريخية في بقاع شتى في البلاد.
بالأمس.. عقد الاتحاديون مؤتمر قطاع المعلمين، أو ما أسموه بالعهد الرابع لاسترداد الحزب من آل الميرغني الذين أسروه في جنينة مولانا، وجيب قفطانه الخلفي، يقرر بشأنه كيفما شاء وإلى أينما اتجهت مصالح الأسرة القابضة.
بالرغم من الخطوات الممتازة التي يمضيها شباب الحزب وقياداته التاريخية التي ملت مزاجية “الميرغني” في إدارة قضايا الحزب، إلا أن الطريق ليس مفروشاً بالورود، إنما تحفه الأشواك من عده اتجاهات، فمؤيدو “الميرغني” كثر، لا يستهان بهم.
الأفضل للحفاظ على تماسك الحزب، والحفاظ أيضاً على مكتسبات الموقف التاريخي الرافض للمشاركة في الحكومة، إيجاد مبررات موضوعية تدعم الخطوات التي يمضي فيها الشباب حالياً، بجانب رفضهم للمشاركة، لأن قضية مشاركة آل الميرغني والقيادات التي تعيش في كنف مولانا في الحكومة، هي قضية مرحلية ربما تنتفي اليوم أو غداً، حال قرر “الميرغني” الانسحاب من المشاركة.