أرض السمر.. السودان كما لم تره من قبل!
الصورة الذهنية المصنوعة بخبث في الإعلام الغربي وبعض العربي عن السودان أنه بلد الحرب والقتلى، الجرحى والنازحين في دارفور!
آخر حملة تشويه مقصود لصورة بلادنا في الخارج تولت مسؤوليتها منظمة (امنستي إنترناشونال) – العفو الدولية، بنشرها صوراً (معدلة) لمن زعمت أنهم ضحايا أسلحة كيماوية في مناطق جبل مرة بإقليم دارفور!!
نحتاج أن نغير هذه الصورة الذهنية النمطية عن السودان التي باتت تسيطر عليها المادة المزورة عن الأوضاع في دارفور، فحتى بعد أن وضعت الحرب أوزارها وعاد النازحون إلى قراهم الآمنة، لم تضع المنظمات المرتزقة على دماء ودموع أهل دارفور أقلامها وماكينات تزييفها للصور والوقائع، فمن أين سيأتي المال بمئات الملايين من الدولارات إذا توقفت الحرب وانتهى (فيلم الآكشن) الطويل؟!
مقابل هذا التشويه المؤذي، يقوم مخرج الوثائقيات المبدع “سيف الدين حسن ” على مشروع صورة مختلفة جداً عن السودان من كل بقاعه وأطرافه؛ شمالاً حتى الحدود مع مصر وشرقاً فوق الجبال وتحتها وعلى امتداد البحر، وجنوباً حتى ” جودة ” في أقصى النيل الأبيض، وإلى جبال النوبة بكل خضرتها النائمة فوق التلال، ووسطاً يغوص في الجزيرة مطمورة الخير .. و” سنار ” والنيل الأزرق الدفّاق، وغرباً إلى كردفان ودارفور حتى ” الجنينة ” وقبلها ” الفاشر “، ” نيالا ” و” زالنجي ” صعوداً إلى أعالي ” جبل مرة ” !!
سلسلة ( أرض السمر .. السودان كما لم تره من قبل ).. حشد جمالي هائل لصور بديعة ومدهشة تحتويها (1000) ساعة من التصوير بالكاميرات (الطائرة) والمحمولة على ظهور ( لاندكروزرات) طافت غالب ولايات السودان بمدنها وبواديها وحلّالها على مدى (عام) كامل من الصبر الخلّاق الجميل!
أتاح لي الأخ ” سيف الدين ” قبل يومين مشاهدة بعض الصور الخام من سلسلة ( أرض السمر .. السودان كما لم تره من قبل ) ، ولقد ذهلت لساعة كاملة وعيناي تحدقان في الشاشة، وهالني أن السودان من أعلى .. ومن الأعماق بكل هذا الجمال الفتّان !
إنها ذخيرة بصرية وثائقية أجزم بأنها غير متوفرة إطلاقاً في أي مكتبة خاصة أو حكومية تابعة لوزارة الثقافة أو السياحة أو غيرها من الوزارات والمؤسسات في السودان، بهذه الـ (QUALITY) العالية جداً (HD) وغير المسبوقة.
إنني أرجو أن تتاح فرصة للسيد رئيس الجمهورية المشير ” عمر البشير ” ونائبيه الفريق أول ركن ” بكري حسن صالح ” والسيد ” حسبو محمد عبد الرحمن ” ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “محمد عطا ” ، فضلاً عن وزيري الإعلام د .” أحمد بلال ” والثقافة ” الطيّب حسن بدوي “، لمشاهدة صورة السودان الزاهية في سلسلة (أرض السمر .. السودان كما لم تره من قبل) ، كما أتمنى أن تتبنى الدولة تسويق هذا المشروع الفيلمي الضخم إلى الفضائيات السودانية والعالمية ، خاصة الأمريكية والأوربية ، بعد ترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.