تفاصيل خطاب ساخن لـ"البشير" في شورى المؤتمر الوطني
أمهل “جوبا” حتى نهاية العام لتنفيذ الاتفاقات الموقعة
“البشير”: تعديلات مرتقبة على الدستور الأسبوع المقبل لاعتماد منصب رئيس الوزراء وإضافة نواب برلمانيين
دعا قيادات الوطني لإفساح المجال والتهيؤ للتنازل للآخرين في المناصب الدستورية
تقرير – محمد جمال قندول
انطلقت يوم أمس (الجمعة) وسط حضور كبير ومشاركة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني المشير “عمر حسن البشير”، الجلسة الأولى لاجتماع هيئة شورى المؤتمر الوطني الثالثة.
الجلسة الافتتاحية كانت فوق العادة ورئيس الجمهورية قد أطلق حزمة من القرارات والبشريات، وأطلع المؤتمرين على خارطة الطريق للمرحلة المقبلة ووضع التحديات المنتظرة أمامهم، والمعالجات المرتقبة للوضع الدستوري في أعقاب توقيع وثيقة الحوار الوطني.
تجاوز عدد الحضور في الجلسة النصاب المحدد حيث بدأ جدول الأعمال خلال الجلسة التي ترأسها رئيس مجلس الشورى الدكتور “كبشور كوكو”، باعتماد تقرير الشورى السابق واعتمد جدول الأعمال للدورة الحالية والتي من المؤمل أن تنتهي اليوم.
رحب رئيس الجمهورية بالحضور الكريم وبدأ الحديث بالتعبير عن سعادته بالتزام المؤتمر الوطني بنظامه الأساسي بانعقاد دوراته المختلفة، معتبراً السانحة للتقارب ما بين قيادات الحزب لتقديم أداء إيجابي والالتزام بمبدأ الشورى.
وأشار إلى أن انعقاد دورات الوطني المختلفة بمثابة تقديم أنموذج طيب للأحزاب خاصة وأننا حينما بدأنا ببرامج الإصلاح، بدأنا بحوارات ومجهودات كبيرة وإصلاح البيئة السياسية من خلال الدعوة للحوار الوطني، ولم نخرج من الحوار بكل العاوزينو.
“البشير” أشاد في حديثه بالحوار الوطني واعتبره أكبر عمل سياسي في تاريخ السودان، وأن الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى يرجع أولاً للشعب السوداني وثانياً للمؤتمر الوطني الحزب الرائد القائد، مشيراً في ذات الوقت إلى أن انتهاجهم للحوار لم يكن من أجل المظهر العام، وإنما من أجل مستقبل أفضل للسودان، وأن مشاركة (116) حزباً وحركة والخروج بأكثر من (900) توصية عمل غير مسبوق. وأردف بالقول: (ما بنقدر نقول خرجنا بالعازينو لكن خرجنا بما أجمع عليهو المؤتمرون).
وجدد “البشير” التزامه بتنفيذ المخرجات وقال: المرحلة المقبلة ستشهد الالتزام بالمخرجات والوثيقة، كاشفاً بأن الأسبوع القادم سيشهد تعديلات دستورية والتي تتعلق بمنصب رئيس الوزراء وتقديمها للبرلمان، مطالباً في ذات الوقت الهيئة التشريعية بتكثيف الجهد ومضاعفة أيام العمل، وذلك بسبب العمل الضخم المطلوب منه بحسب تعبيره
زيادة مقاعد البرلمان
وأكد “البشير” زيادة مقاعد البرلمان لاستيعاب الأحزاب التي شاركت في الحوار وأن المؤتمر الوطني سيكون صاحب القدح المعلى في التنازل عن الوظائف الوزارية والتنفيذية، وذلك من أجل إفساح المجال لإشراك أكبر قدر من القوى السياسية.
وجدد “البشير” دعواته لكل من يرغب بالالتحاق بركب الحوار بمخرجاته والوثيقة الوطنية وقال: (تاني حوار لا بره ولا جوه في خانات فاضلة في وثيقة أجمع عليها السودانييون بس).
تنزيل مخرجات مؤتمر الحوار لأرض الواقع
وأشار الرئيس إلى أن قرار تمديد وقف إطلاق النار كان بغرض تهيئة الأجواء وحرصنا على أننا نبحث عن السلام. وزاد: السلام البجي بالحوار ودا السلام الأقل تكلفة ولأنو الحرب هي أسوا ما يقوم به الإنسان وكارثة للشعوب)، مضيفاً بأن هنالك الآن خياران إما خيار سلام وإذا رفضوا السلام زي ما بقولوا: (البابى الصلح ندمان. وعهد علينا نؤمن حدود السودان شرق وغرب وجنوب)، وقدم المشير إشادات للقوات المسلحة والنظامية لتقديمها الغالي والنفيس من أجل أن ينعم السودانيون بالأمن والسلام.
وأكد الرئيس حرصهم على أن تكون البلاد خالية من الصراعات القبلية. وطالب المؤتمر الوطني بضرورة عمل نفير للقضاء على الصراعات القبلية. وزاد: (عايزين ندخل السنة الجديدة والبلد آمنة وخالية من التمرد والصراعات وتنزيل مخرجات مؤتمر الحوار لأرض الواقع).
إمهال “جوبا” شهراً
الرئيس لم ينسَ الحديث عن الأزمة الاقتصادية وقال إن المشكلات الاقتصادية بدأت وذلك بفعل تلقي البلاد لصدمات كثيرة خلال الـ(10) أعوام الماضية منذ اتفاقية السلام، بدءاً من قبولنا لمطلب الجنوبيين بالمناصفة في البترول بـ(50%). وأردف قائلاً: (كانت توصيتنا لـ”علي عثمان” حينها أن دماء السودانيين أغلى من أموال البترول، وقدمنا لهم أيضاً الوظائف والمشاركة وأعطيانهم الحق في تقرير المصير وأعداء السودان حرضوهم على هذا الخيار، ونحن التزمنا لأننا نلتزم بالعهود وهم الآن ندمانين).
وأشار الرئيس إلى أنهم لا زالوا حريصين على السلام والعلاقة الطيبة مع الجنوب وكنا نتمنى الالتزام من جانبهم على الاتفاقيات التي وقعت منذ العام 2012 ولم تنفذ حتى الآن. وزاد: (لحدي شهر (12) التزموا بالاتفاقيات ما التزموا ح نقلب الصفحة والحشاش يملأ شبكتو).
ووجه “البشير” بعدم الخوف من اللاجئين، مرسلاً رسائل عميقة بقوله: (ما تخافوا وما تتضايقوا العايز يجينا من الجنوب واريتريا وإثيوبيا وسوريا وبالمناسبة حلب فيها (70) ألف عايزين يجو السودان العايز يجي يجي البلد مفتوحة وكل زول برزقو والرزاق الله).
رئيس الشورى يشيد بالحضور
طالب رئيس هيئة مجلس شورى الحزب الحاكم في السودان، “المؤتمر الوطني”، “كبشور كوكو”، بضرورة تحويل مخرجات الحوار الوطني التي تسلّمها الرئيس “البشير” في العاشر من أكتوبر الجاري، إلى سياسات قابلة للتنفيذ ليجد المواطن السوداني أثراً للحوار.
وقال “كوكو” خلال مخاطبته فاتحة أعمال مجلس الشورى القومي والتي انطلقت مساء (الجمعة)، بأن الحاجة إلى زيادة وحفز الإنتاج والإنتاجية ما زالت ماثلة لأجل خفض معدلات الفقر، حاثاً عضوية الشورى على الخروج بتوصيات لتضمّن في موازنة العام 2017.
ونبّه إلى أن الإنقاذ ومنذ بواكير أيامها عمدت إلى عقد عدد من المؤتمرات في شتى المجالات، بحثاً عن الحلول للقضايا والمشكلات كافة التي ظل يعاني منها المواطن السوداني.
وأشار رئيس شورى المؤتمر الوطني، إلى أن الفترة الماضية شهدت تطورات مهمة على المستويين الداخلي والخارجي، لافتاً إلى عملية الحوار الوطني واستفتاء دارفور وانتهاء أجل السلطة الإقليمية، بجانب إعلان دارفور خالية من التمرد.
وامتدح الجهود الجبارة التي وصفها بــ”الملاحم” التي ظلت تقوم بها القوات المسلحة والقوات الأخرى، في سبيل إقرار الأمن والسلام ودحر التمرد، وتوفير الاستقرار للمواطنين في كل مناطق السودان.
وأوضح أنه على المستوى الخارجي كان بناء تحالفات وعلاقات مع عدد من الدول في المنطقة العربية والأفريقية، مشيراً إلى بدء استجابة دول أفريقيا لدعوة الانسحاب من المحكمة الجنائية. وأضاف (بدأ الغيث يمطر بخروج بورندي ونتوقع خروج آخرين).
مشاهد من الجلسة
ومنذ الخامسة عصراً بدأت الجموع تتوافد على مقر مركز الشهيد الزبير للمؤتمرات بشارع القيادة، وحظي شورى هذه المرة في دورة انعقاده الثالثة باهتمام غير مسبوق خاصة وأنها تأتي بعد (10) أيام من مؤتمر الحوار الوطني، بالإضافة إلى العديد من المحاور المهمة والتي يأتي في مقدمتها مناقشة مخرجات الحوار، بجانب العلاقات الخارجية وإجازة جدول الأعمال.
النائب الأول في الصفوف الأمامية
النائب الأول لرئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الجهاز التنفيذي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، وصل إلى المركز أثناء أداء صلاة المغرب وانتظر حتى يخرج من بداخل مسجد الشهيد الزبير والذي كان ممتلئاً ومن ثم بعد انتظار دام دقائق دخل وأدى صلاة المغرب. كان في الصفوف الأمامية نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية المهندس “إبراهيم محمود حامد”، وقد دخل قاعة المؤتمر برفقة رئيس الجمهورية المشير “البشير” دون ضوضاء أو جلبة.
والي النيل الأبيض “عبد الحميد موسى كاشا” كان أول الواصلين من الولاة في السادسة والربع، في السابعة وصل جميع المؤتمرين والبالغ عددهم (321) عضواً مع اعتذار (12) مما جعل الجلسة قانونية.
رئيس لجنة الاقتصاد بالبرلمان البروفسير “أحمد المجذوب”، ظل جالساً منذ وقت مبكر داخل القاعة يتجاذب أطراف الحديث مع أمين الأمانة العدلية السابق وعضو الوطني “الفاضل حاج سليمان”، بينما التزم الاقتصادي الضليع “عبد الرحيم حمدي” الصمت منذ وصوله إلى القاعة وحتى خروجه، رئيس البرلمان البروفسير “إبراهيم أحمد عمر” وصل متأخراً بعد بدء الجلسة.
الكورال الشبابي التابع لاتحاد الشباب أبدع في الغناء بروائع الأغنيات الوطنية، حيث أطرب جميع الحضور مما جعل رئيس الجمهورية يشيد بهم في فاتحة كلمته، بالإضافة إلى إشادته بالشاعر “طيب الأسماء”، الفريق أول “آدم حامد موسى” كان أول من هيج مشاعر المؤتمرين عندما حمل عصاه وتوجه صوب الفرقة الإنشادية.
القيادات النسوية شكلت حضوراً كبيراً ومنهن وزيرة الدولة بالعدل “تهاني تور الدبة” وأمينة الإعلام بالمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم والحركة الإسلامية “مها الشيخ” والشاعرة “روضة الحاج” وعدد كبير من القيادات النسوية.
حديث رئيس الجمهورية أشار إلى أن المؤتمر الوطني سيكون صاحب القدح المعلى في التنازل عن الوظائف الدستورية والتنفيذية، قوبل بالتهليل والتكبير وضجت القاعة لقرابة النصف دقيقة.