بكل الوضوح
“صلاح” الذي أعطى الموت ألقاً و”جمالاً
عامر باشاب
{ مهما تضاعفت الهموم وكثرت المشغوليات وكلما زادت الحياة في قسوتها فإنها لن تستطيع أن تنسينا رجلاً في قامة “صلاح محمد عثمان يس”، راعي الثقافة ونصير المبدعين ومفجر ثورة المنتديات الثقافية (ذات القيمة المضافة) بتأسيسه لـ(منتدى نادي الخرطوم العائلي الثقافي).
{ نعم قد نكون في هذا العام قد تأخرنا عن إلقاء تحية ذكراه النبيلة في وقتها الذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام ولكن نقول إن اللمسات التي وضعها “صلاح يس” في سفر الإنسانية والأثر الذي حفره في أرض النيل والبصمات التي تركها على خارطة الإبداع والثقافة السودانية، والابتسامات التي رسمها على وجوه المئات من الناس مثقفين ومبدعين، تجعل ذكراه تمر علينا مع كل خفقات قلوبنا وأنفاس صدورنا ما حيينا على الأرض الفانية .
{ ونحن نعايش الذكرى السادسة للنبيل الأصيل “صلاح يس” الذي رحل عنا فجر الخميس 30 \ 9 2010، أود أن أعيد كلمات قالها في حقه عند ذكرى رحيله الأولى استأذنا وكبيرنا الإعلامي الفنان صاحب (الألوان وأم درمان) المخضرم “حسين خوجلي”،
خلال ليلة وفاء نادرة نظمتها أسرة منتدى راشد دياب في(4 أكتوبر 2011) تحت عنوان (جمان المجالس) ووقتها قال ود خوجلي:
كان “صلاح يس” رجلاً مؤانسا يمدنا بإبداعه منذ أن عايشناه في سنين الصبا الأولى، عرفته يوم أن عز علي الأصدقاء بالمهاتفة واللقيا وفارقوني الطريق عقب أيام الهجوم الأسود على أم درمان، إلى أن أتاني “صلاح” ذات يوم ليخبرني نيتهم في الاحتفاء بي وتكريمي بـ(النادي العائلي)، فكان يوماً مشهوداً سيظل محفوراً في ذاكرتي ومن يومها كبر “صلاح” في نظري لأنه في الأصل ابن بلد كريم وشجاع ووفي “صلاح” من الذين أعطوا الموت ألقاً وجمالاً، وهكذا الكبار دائماً ما يعطون للموت معنى. وفي يقيني أنه صوفي مهذب والصوفي المهذب هو الإنسان الذي يبذل نفسه للناس وهي درجة رفيعة لا يصلها البخلاء لأن البخل بالنفس لا تعطيك إلا خصوصية نفسك.. كان “صلاح” يركب عواتي الزمان ليصل للناس فكانت روحه ونفسه وماله لهذا الوطن، مضى وفي قلوب الناس شيء من حتى، رحل وكانت له كثير من الأقوال لم يقلها، رحل دون أن يودع، رحل بعد أن دفق عطره الأخاذ على الناس ويكفي أن دموعنا عليه لم تكفكف حتى اليوم.