مسألة مستعجلة
لماذا لا يشارك الشعبي في الحكومة
نجل الدين ادم
لا جديد في الموقف الذي أعلنه الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الشيخ “إبراهيم السنوسي” أول أمس، بأن حزبه لن يشارك في حكومة الوفاق القادمة، فقط إعادة لموقف رسمي سابق، لكن يبقى السؤال .. هل من المصلحة أن يكون المؤتمر الشعبي خارج منظومة الحكومة التي ستمهد لفترة الإصلاح القادمة؟
مهمة الحكومة القادمة رغم أنها امتداد لشرعية فترة حكم المؤتمر الوطني إلا أنها ستختلف كثيراً، سيما أن معظم الأحزاب التي شاركت في الحوار الوطني ستكون جزءاً من هذه الحكومة حتى العام 2020، والمؤتمر الوطني سيُؤثر بالتأكيد على نفسه ويتنازل عن جزء مقدر من حصته كعربون للإصلاح الذي ينتظر الدولة، حسبما نصت عليه وثيقة الحوار الوطني.
معروف أن الراحل الشيخ دكتور “حسن الترابي” كان جزءاً أصيلاً من آليات هندسة مبادرة الحوار الوطني وكذا الحال زعيم حزب الأمة القومي السيد “الصادق المهدي”، وهو صاحب مبادرة لكنه خرج عن مسير عملية الحوار، بينما استمر الأخير وهو د. “الترابي” إلى أن وافته المنية فواصل حزبه في المشوار بذات القوى إلى أن وصل الحوار إلى المحطة النهائية. مشاركة حزب المؤتمر الشعبي بثوب المعارضة خلق حالة توازن معقول في مسير الحوار الذي استمر لـ(24) شهراً إلى أن تم اعتماد وثيقة الإصلاح في صورتها النهائية.
الفترة المقبلة هي بمثابة سنوات الأساس التي ينبني عليها الإصلاح المنتظر في أجهزة الدولة، وتنزيل الوثيقة ورسم خارطة طريق لذلك، وهذا يجعلها مهمة للغاية.
ستبدأ الحكومة بالتأكيد في تنزيل الوثيقة على أرض الواقع فالخطوة الأولى في ذلك، أن تنضم الحركات المسلحة والأحزاب المشاركة في الحوار إلى منظومة الحكم، للتأسيس للمرحلة المقبلة.
أنا متأكد أن شيخ “الترابي” لو كان على قيد الحياة لعدل عن موقفه المسبق في عدم المشاركة في الحكومة القادمة، خصوصاً وأن عملية إجازة التوصيات جاءت بالتوافق وليس بالمنافسة والتي ربما تهزم الغاية الأساسية.
شيخ “حسن” مثل قُوة الدفع الحقيقية للحوار الوطني، لذلك من الأجدى أن يواصل حزبه مسير التفاوض ولا يتخندق في حفرة عدم المشاركة، فللحوار قيادات وقواعد ينتظرون الإصلاحات، نأمل أن يكون المؤتمر الشعبي قدر التحدي والله المستعان.