تقارير

والي غرب دارفور خيارات ما قبل التشكيل.. هل يتجاوز الحرس القديم أم يعتمد المؤسسية والكفاءة؟

بعد أن تسلم مهام إدارة الولاية
تقرير ـ عبد الرحمن محمد أحمد
 تفاؤلٌ كبير وآمالُ عريضة تنتاب جماهير غرب دارفور إيذاناً ببشريات عهدٍ جديد أطلقها والي غرب دارفور “فضل المولى الهجا فضل المولى”، بعبارات تؤكد أن منزله سيظل مفتوحاً للجميع دون تمييز لفئة أو شلليات، مما أفرز واقعاً جديداً عما كان عليه  في السابق.
 ويعدُ والي غرب دارفور الجديد من أصلبِ عناصر الحركة الإسلامية منهجاً وشكيمة، وقد عمل في بواكير عهده في عدد من المؤسسات التنفيذية، والتشريعية، والسياسية، والرياضية، حيث شهدت حقبته التاريخية إنجازات متعددة، كما يعدُ من أبرز قيادات مؤسسة الدفاع الشعبي الداعمة والمساندة للقوات المسلحة في السلم والحرب.
وعقب تسلمه دفة حكومته عكف الوالي في عقد سلسلة من اللقاءات مع مجلس الوزراء، والأجهزة التشريعية، والأحزاب بهدف لملمة كل الخيوط وتلمس المشكلات والقضايا الراهنة، والعمل على تلافي العقبات في مهدها،  وشهدت حكومته زيارات ميدانية للمؤسسات الحكومية، وبعض معسكرات النازحين، وقرى الرحل، بجانب لقاءاته النوعية مع الأئمة والدعاة، وفعاليات المجتمع المدني، حيث برز في سلم أولوياته جملة من التحديات والملفات  والتي من أبرزها، ملفات عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم وبرامج التعايش السلمي، فضلاً عن الملفات الأمنية والتي أثمرت في بواكيرها باستصدار سلسلة من القرارات الداعمة للاستقرار خاصة فيما يتعلق بحظر استخدام الدراجات البخارية، والكدمول، وحمل السلاح والزي العسكري لغير النظاميين.
وأولى زياراته كانت لمعسكر كريندق للنازحين بالجنينة، وزيارات أخرى لمنطقة جكري التابعة للرحل وتليها منطقة آزرني الواقعة جنوب الجنينة على بضعة كيلومترات، والتي شهدت أحداثاً دامية إبان عهد الوالي السابق، ووجدت تلك الزيارات تجاوباً كبيراً من الأعيان والنازحين، وخلق انطباعا ملموسا، وذلك بفضل بشرياته الصادقة والتي تهدف لتوطيد حلقات التواصل والثقة بين  الراعي والرعية عن قرب، والاستماع إلى مشاكلهم بدلاً من التقارير المكتوبة، والتزم الوالي بتعزيز الأمن وتوفير الخدمات الضرورية لحياة المقيمين والرحل، بجانب تشكيل لجان من قيادات المجتمع بشأن العودة، فيما قوبلت  القرارات الأخيرة بشأن تعيين المديرين العامين بتفاؤل واسع من بعض جماهير الولاية، فيما لاذ آخرون بالامتعاض والصمت، وبالرغم من ذلك إلا أن الدائرة لم تكمل خيوطها، بغية إعلان تشكيل الحكومة الجديدة للولاية، والتي ظل انتظارها ردحاً من الزمان، حيث التقت (المجهر السياسي) عدداً من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بالقضايا العامة للولاية، وبرزت من خلاله آراء وتوقعات متباينة عن الحكومة المرتقبة، وذكر د.”محمد يوسف غبوش” قيادي بالمؤتمر الوطني، أن هناك تحديات كبيرة أمام الوالي الجديد والتي تكمن في كيفية اختيار حكومته الجديدة، وأردف قائلاً إذا أتى الوالي بحكومة قوية يمكن أن يتجاوز الصعاب، ونبه الوالي الى ضرورة اتخاذ الإجراءات المالية اللازمة بتقويم الإيرادات بهدف إقامة مشروعات خدمية في مجالات التعليم والصحة والمياه والخدمات الأخرى، لافتاً إلى  أن الفترة الزمنية قصيرة، والمشاورات تحتاج إلى مساحات زمنية واسعة، كما يحتاج لكاريزما وأن عليه الاستفادة من أخطاء الوالي السابق وما نتج خلال تلك الفترة من اختلالات أمنية في كل من مولي وآزرني وأم تجوك. وتوقع بأن ينجح الوالي في مشواره، لاحتكامه للشورى، ومضيه في استصدار القرارات الأخيرة الداعمة للأمن والاستقرار، فيما دعا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “صديق سالم صديق” الوالي الجديد لإعطاء أولوية لملف محاربة الفساد والتنمية، وأشار قائلاً لا بد من محاربة الصرف البذخي في برامج الاستقبالات والزيارات والإكراميات، وأشار “صديق” إلى ضرورة إنفاذ مشروعات توطين العلاج بالداخل وتفعيل مشروعات السياحة والفنادق، وفيما يتعلق بمشروعات التنمية على الوالي تحديد مساره التنموي بعيداً عن خطى الوالي السابق، ووافقه الرأي رئيس حزب العدالة “عبد السلام أبكر” بتأكيده على ضروة محاربة الفساد بأنواعه المتعددة، ونبه “عبد السلام” الى أهمية  تشكيل الحكومة الجديدة وفق معطيات الكفاءة بعيداً عن القبلية، والسعي للتنسيق مع كافة القوى السياسية، وأكد “عبد السلام” وقوف حزبه ودعمه لمشروعات وبرامج حكومة الولاية من أجل تحقيق التنمية والاستقرار.
ويرى رئيس حركة التحرير والعدالة “إبراهيم سليمان” أن خطوات الوالي في شأن القرارات الأخيرة موفقة، متوقعاً أن يحقق مشروعات تنموية إذا حظي بتشكيل حكومة قوية.
وع كل ذلك  ستظل الآمال المرتجاة معلقة بميلاد تشكيل حكومة جديدة قادرة أن تلبي رغبات وتطلعات جماهير ولاية غرب دارفور وإخراجها من معاناة شظف العيش وضنك الحياة إلى حياة كريمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية