رأي

فوق رأي

هناء إبراهيم
مغربت

بينما العزيزة حبوبة جيرانا في حديث ذكريات وحكاوي مع صديقتها القديمة والضحك ثالثهما، لفت بالي في المرات الكثيرة التي مريت فيها بجوارهما، تكرار جملة (والله مغربت يا حليلا) فانتابتني نوبات فضولي وشكلت خطراً على مسار تفكيري فاستعنت بالصبر والانتظار إلى حين مغادرة صديقتها، ثم سألتها فوراً: إنتي يا جوجو، مغربت دي منو؟!
حبوبة جيرانا: دي أمي الله يرحمها كنا بنقول ليها مغربت.
“هناء إبراهيم”: ليه بتقولوا ليها مغربت؟
حبوبة جيرانا: لأنها الله يرحمها كانت زولة صعبة شديد، غير أنها رفضت زواجي من اختيار قلبي، كان عندها قانون صارم وعقوبات داعشية، فـ أي زول كبير صغير، ولد بنت، بي عذر بدون عذر لازم يكون في البيت قبل المغرب، واستشهدت لي بالكثير من القصص والدرامات التي إن كتبتها سوف يعرضني الأمر للمساءلة القانونية والمساءلة المالية وأنا بجد ما عندي رأس لشعر المساءلات المالية ولا عندي محامي لذا خلونا في (مغربت).
كون البني آدم يرجع البيت بدري، هذه من الأشياء الجميلة التي تريحه وتريح ناس (مغربت) وتدل على الحالة الجيدة للمواصلات والشوارع، لكن على صعيد متصل هناك سؤال حلال يقول: هل الشمس هي التي تمنع الغلط أم التربية والأخلاق؟!
صراحة مرات الناس بتسيب اللب والثمرة وبتأكل القشر والبذور..
والله جد..
الفهم في هذا الإطار يتطابق مع الشخص الذي يلزم في إدارته جميع الموظفين بالحضور الساعة الثامنة صباحاً، لكن يشتغلوا ما يشتغلوا دي ما شغلتو..
مهم تكون موجود بمكتبك، بعد داك تعمل شات، تلعب كاندي كراش، تحضر أغاني أديل، تشاهد فيلماً، تعمل أي مصيبة زمان هذا شيء يخص ضميرك.
إنهم الأشخاص الذين يتبعون مبدأ ليس على الموظف حرج طالما هو قاعد ومسجل حضور..
جودة العمل، تطير.
تطير ما ترك..
القنوات والمحطات التي تطلب من المتعاقدين معها برامج تشغل الخارطة البرامجية، بغض النظر عن المحتوى الإبداعي، التميز، البصمة والتطور، هي في الغالب ترمي العبوة وتستخدم الأكياس.
الناس الـ بتطالبك تعمل الحاجة، لكن تعملا كيف ما موضوعنا.
الناس ما تركز في حاجات ما فيها نكهة.
كأن يتقدم شاب للزواج من ابنتهم فيسألوه شفتها وين ويسألوها لاقيتي وين وبتعرفي من وين، أكيد لو شافها في مكان ما ياهو وموقف ما محترم، ما كان جاكم في بيتكم وقال ليكم أريد ابنتكم والكثير من الصبر.
(ما تحكوها شديد) القليل من التفهم يا أخوانا.
الحياة يا صديقي لا تحتاج قانون (مغربت)، تحتاج أخلاقاً كلما فعلتها أحسست بأنك (أحسنت).
والله جد..
أقول قولي هذا ونحن راجعين في المغيرب
…….. و
وينو القمر طيب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية