رأي

عز الكلام

من أين جاء هؤلاء؟
أم وضاح
 
لفتني على أخيرة الزميلة (التيار) أمس خبر وصورة لوالي الجزيرة السيد “محمد طاهر إيلا” الذي وعلى حد تفصيل الخبر أن مواطناً معاقاً حركياً جاءه يزحف على صدره أثناء لقاء جماهيري للوالي بإحدى قرى الولاية متجهاً نحو الوالي، إلا أن أحد أفراد القوات النظامية منعه من الاقتراب ففاجأ الوالي “إيلا” الجميع بالتحرك نحو الشاب وقال له طلباتك مستجابة، بل طلب من مدير المراسم تسجيل عنوانه وهاتفه وإحضاره حتى مكتبه وإلى هنا يستحق الوالي التحية والتقدير على موقفه الإنساني الذي يفترض أنه الطبيعي والمعتاد، لكن اللا طبيعي واللا معتاد هو موقف فرد القوات النظامية الذي منع الشاب من الوصول حتى مكان الوالي، وواضح من الصورة أن الشاب معاق وجاء يزحف على أربعة يعني لا مفتَّل ولا عندو عضلات حتى يمنع لمحاذير أمنية ولا أظنه جاء يحمل كلاشنكوف ولا قرنوف ليفجر الحضور، إذ أنه ومن باب مبادئ الفطنة حالة الرجل تؤكد وتشير إلى أنه من المساكين الغلابى جاء يحمل شكوى أو مظلمة حتى الوالي، لكن العقلية (القمعية) التي يتصف بها بعض ممن يتحلقون حول المسؤولين هي التي جعلت كثير من المظالم تضل طريقها ولا تجد الحل ولا المتابعة، لذلك فإن الغريب والعجيب أن لا يستجيب الوالي لمواطن لأنه ده شغله ودي مهمته التي يسأل عنها يوم القيامة، والغريب والعجيب حقاً أن يصبح بعض ممن يفترض أنهم القناة والصلة والنافذة التي يطل من خلالها المسؤول إلى شعبه ورعاياه يصبحون هم السكِّينة التي تقطع حبال الوصل وتفصل هؤلاء عن معاناة الناس ومشاكلهم، وخلوني أقول إنني قبل فترة اتصلت على مديرة مكتب وزيرة الرعاية الاجتماعية “مشاعر الدولَّب” بخصوص مشكلة طفل يستشفى في مستشفى شرق النيل، وكنا يومها بحاجة لتوجيه سريع لعلاجه، لكنها لم ترد رغم تلفوناتي المكررة في ظرف أقل من ساعة، ثم أتبعتها برسائل قصيرة أرجوها أن تتواصل معي حتى أتواصل مع الوزيرة، لأن حياة الطفل كانت في المحك، لكنها (ما هببتوا) لي ولم تعرني اهتماماً حتى تمكنت من الحصول على هاتف الوزيرة الشخصي، ويشهد الله أنني أرسلت لها رسالة واحدة عادت لي بعدها في ظرف خمس دقائق، وتم حل المشكلة في ذات النهار لتعود إليَّ الست المديرة بعد أسبوع أو ما يقارب العشرة أيام لتقول لي عايزة شنو يا أستاذة، لأني لم أرجع لك بسبب مشغولياتي، (والتي يبدو أنها أكثر من مشغوليات الوزيرة نفسها)، وما بين القوسين من عندياتي وبالتأكيد لو أنني انتظرت استجابتها لكان الولد في خبر كان!!.
(الدايرة) أقوله إن من هم حول المسؤولين هم من صلب هذا الشعب، وبالتالي أكثر الناس أو هكذا يفترض أن يكونوا إحساساً بمشاكله، وبالتالي إن لم يصلوا بأصحاب المظالم إلى الطريق الذي تحل فيه فعلى الأقل لا يعرقلوها ولا يمنعوها فيضطر المسؤول إلى كسر الحاجز بنفسه ويتحوَّل إلى بطل لفعل يشكر عليه رغم أنه واجبه ومسؤوليته ولا على كيفه!!.
{ كلمة عزيزة
من هذا الصباح وليس غداً ينبغي أن يشعر الشعب السوداني بأن مخرجات الحوار الوطني قد تنزلت إلى أرض الواقع وعلى رأسنا وعينا الوثيقة المكتوبة ومتوافق عليها، لكننا لا نريدها وثيقة ورق تحفظ في الأضابير نريدها أفعالاً تتنزل في الممارسة السياسية والحراك الديمقراطي ليشعر كل مواطن أنه سيد نفسه بلا إقصاء ولا تصنيف ولا تهميش، إن حدث كل هذا يكون الحوار الوطني قد حقق مقاصده وفعل المستحيل أمام كل العالم.
{ كلمة أعز
نحن شعب ولا أدري إن كانت هذه خصلة كويسة أم أنها سيئة، إنه يتأقلم سريعاً مع الأمر الواقع ويكيِّف ظروفه على ذلك، وهذا معناه أن استمرار الأخوة الأطباء في الإضراب سيدخل تلقائياً في باب التعود وسيتخذ المواطنون بدائل أخرى للعلاج، لذلك أرجو وحتى إن استجابت الوزارة لطلبات المضربين بنسبة (50%) يعودوا للعمل على أن تظل المطالب مرفوعة وشرعية وتتابع اللجنة تنفيذها!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية