رأي

الحاسة السادسة

تسييس الرياضة!!
 (إذا دخل السياسيون قرية أفسدوها)!!
رشان أوشي
 
{المتتبع لمسيرة الرياضة في العقدين الأخيرين يجد أنها شهدت تحولاً عظيماً، ولكن للأسف لم يكن تحولاً إيجابياً، بل فجر أزمات لم تعشها الرياضة في السودان منذ تأسيس أندية كرة القدم، وإن أمعنا النظر في ماهية التحول والأزمات الناتجة عنه نجد أن للملعونة “السياسة” دوراً كبيراً وملموساً بلا شك في  أزمة المريخ الماثلة الآن..  لا تخرج من نفق حشر السياسة لأنفها في كرة القدم.
{صارت أندية كرة القدم قبلة للسياسيين، يتدافعون صوب قيادتها لأجل تحقيق مكاسب سياسية، ولكن كانت النتيجة هي الخسارة الكبرى، فلم يسهم جمهور الرياضة في تحقيق مكاسب سياسية لمن يتوقعون ذلك، ولم يدفع وجود هؤلاء على أعلى هرم قيادة الأندية بتطورها، بل زاد”الطين بِلة”.
{لم تعد كرة القدم تلك الرياضة معشوقة قطاع واسع من الجمهور فحسب، بل امتدت في العالم الأول لتصبح “بزنس” واستثماراً لرجال الأعمال، ينفقون المليارات لجني أضعافها من خلال تطوير الأندية، واستجلاب اللاعبين المحترفين، بينما يتبارى رجال أعمال (السياسة)  في السودان لتدمير الأندية الرياضية من خلال تصفية حسابات لا ناقة لكرة القدم فيها ولا جمل.
{لا أحد ينكر أن وجود القيادي بالمؤتمر الوطني “جمال الوالي” في رئاسة نادي المريخ كان خصماً عليه، فقد ارتبط اسم النادي العريق صاحب الجمهور الكبير والمحترم مؤخراً بالحزب الحاكم، مما أحدث قطيعة نفسية بين محبي النجمة الحمراء والنادي، وساهم في تدني مستواه.
{ذات الأمر حدث مع الهلال من خلال حشر أنف عدد من السياسيين في شئون النادي، ومحاولات بعضهم في الانتخابات الأخيرة الوصول لرئاسته، والحمد لله لم ينجح “الحاج عطا المنان” (مؤتمر وطني)، و”عبد الله البشير” “شقيق رئيس الجمهورية”  في الفوز برئاسة النادي.
{في تقديري.. الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص لا علاقة لها بالسياسة، ويجب إبعادها عن دائرة الصراعات السياسية، حتى لا يلاحقها الفشل الذريع الذي صاحب مسيرة السياسة السودانية منذ الاستقلال، وتجلى في حالة الإحباط والتوهان التي تعيشها الساحة السياسية حالياً.
أخيراً..
 {لقد أفسدتم السياسة.. فلا تفسدوا الرياضة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية