رأي

عز الكلام

يا سادة يا بتوع الصين أنتو!!
أم وضاح
 
صور وخبر وعنوان تسربت إلى بعض قروبات الواتساب وتم تداولها في حيز غير ضيق والصورة الأولى كانت لكراتين مرصوصة تشي بأن ثمة منتج أو بضاعة تخص الخرطوم، لأنه كتب عليها وباللغة الإنجليزية الخرطوم السودان. والصور الأخرى كانت لعمال وعاملات صينيين منهمكين في أداء عمل وهم في غاية الاهتمام والانتباه، والخبر يشرح الصور إذ أنه أوضح أن جهة ما صينية قد أكملت تصنيع عدد مقدر من علم السودان، استعداداً للحدث الكبير الذي تنظمه ولاية الخرطوم احتشاداً واحتفاءً بتسليم السيد الرئيس الوثيقة الوطنية للحوار.
أما عنوان الصورة والخبر فقد جاء بصيغة.. علمي أنت رجائي.. علمي أنت عنوان الولاء. وخلوني كده قبل أن أتوقف عند مأساة (خيبتنا الثقيلة) التي تجعل حتى علم الرجاء ورمز الولاء يتم تصنيعه بأياد  غير سودانية ويقطع لذلك  الفيافي والقفار، بل وأكيد أن الصفقة تمت بعد مشاورات ومناورات واتفاقيات.. خلوني كدي في البداية أسأل دي المرة الكم التي يتم فيها صناعة علم السودان وبالكراتين في المناسبات العامة، إن كانت سابقاً في أعياد الإنقاذ أو في أعياد الاستقلال، دي المرة الكم التي تنتهي فيها صلاحية الإعلام المصنوعة من الورق بانتهاء المناسبة، ونكون بذلك كمن صرف آلاف الدولارات ونكون بذلك كمن حرق آلاف الدولارات بكبريتة أو أنه رمى بها في البحر. أين الأعلام التي ملأت الأرض أيام نفرة أبو هريرة لتحية وتعظيم العلم، نحن لسنا ضد أن يرتفع العلم في كل بيت وعلى كل سارية، لكن ليس بطريقة أن يصبح (سبوبة) يكتنز منها بعضهم الملايين إن لم يكن المليارات التي أولى وأجدى وأنفع أن يشيد بها مصنع صغير متخصص فقط في صناعة العلم، ينتج ما يشاء من الأعداد الخرافية في كل مناسبة وعند كل احتفال! شنو الذي يجعلنا وفي كل مناسبة نهدر المال في صناعة أعلام ورقية يشيلها الهواء بعد انتهاء المناسبة، في حين أن كثيراً من المناطق الإستراتيجية والحدودية مرفوع عليها أعلام من زمن صنعوا الكسرة، عبارة عن خرقة بالية متسخة لا تقوى حتى على الحركة التي تجبرها عليها الرياح.
والله هذا عيب كبير وقصور في الفهم والاستراتيجيات والخطط أن نعتمد على الآخر في عمل كل شيء وأي شيء مهما كان بسيطاً وغير معقد، يعني عايزين تقنعوني أن البلدي دي ما فيها مطبعة عامة واللا خاصة تستطيع صناعة ما نحتاجه من أعلام حتى نسافر إليها في الصين، ويهدر مقابلها شيء وشويات من العملة الصعبة واللا الصين بجاملونا وبدونا ليها بجنيهنا التعبان ده!
في كل الأحوال لا بد أن يعاد النظر في مثل هذا الترف الذي يدخل في باب (التبديد) للمال العام والعلم ليس ورقة تحمل على رؤوس الأشهاد، العلم قيمة وعمل وتضحية واعتزاز بالذات، والعلم نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع يا سادة يا بتوع الصين أنتو!.
{ كلمة عزيزة
في مداخلة للأخ “عبد الوهاب سنادة” لبرنامج (حال البلد) على قناة سودانية (24) قال وهو بالمناسبة مدير مواصلات ولاية الخرطوم، قال إنه ليس العيب في البصات المستوردة، لكن العيب في الجابوها وهذا حديث واضح وصريح بأن الصفقات فيها إن وإن قدر الـ إن معقولة ما في زول سامع الكلام ده!
{ كلمة أعز
استمتعت جداً جداً بحوار رائع وونسة راقية في صالون برنامج حال البلد مع الشاعر الأستاذ “محي الدين الفاتح” وأسرته، وأنا دائماً تأسرني اللقاءات التي يكون طرفها مبدعاً سودانياً فخيماً تقدمه عبر السماوات المفتوحة. ولعله أجمل ما في صالون “الطاهر حسن التوم” أنك لا تتوقع من هو ضيفه القادم، إذ واضح أن الرجل قصد أن ينوع في ضيوفه ما بين الحياة والسياسة والفن والشعر وربما قريباً الرياضة، مشكلة (إس 24) حتى الآن أن بقية البرامج تتثاءب في حين يمارس برنامج كحال البلد اليقظة التامة ومفتح عيونه قدر الريال أبعشرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية