رأي

فوق رأي

المشكلة ما هنا
هناء إبراهيم
 

المطربة “نيللي مقدسي” غابت عدداً من السنين ثم عادت قبل أيام قليلة بأغنية جديدة اسمها (مافيش رجالة) بالسوداني كدا ما في رجال، المشكلة ما هنا.
نيللي في مقابلة تلفزيون طلبت من الرجال اللي هم ما في أصلاً، طلبت منهم ما يزعلوا منها..
هم وقت ما في بتتكلمي مع منو أنتي؟
بتتكلمي براك؟ مالك جنيتي؟!
سؤال حلال.
في المنطقة التي نشأنا فيها اشتهرت سيدة اسمها (سيدة مصطفى) هذه السيدة منذ أن قمنا وعشنا في هذه الدنيا الزائلة وجدناها مصابة بهوس غريب اسمه (حبيبتي بستلطفا)، حيث أنها تستمع إلى هذه الأغنية على الأقل مرتين في اليوم كل يوم مرة بصوت الجابري ومرة بصوت ود البكري.
المشكلة ماهنا، نحن كبرنا ودرسنا وتخرجنا وفشلنا كلنا جميعاً أجمعين في إقناعها أن هذه الأغنية التي ظلت تسمعها منذ أن بثتها الإذاعة السودانية وإلى يومنا هذا اسمها حبيبتي بستلطفا، فهي مصرة أن الأغنية تقول (حبيبتي بت مصطفى)..
اتفرجتوا؟!
يا زولة بت مصطفى بت مصطفى.. ولا يهمك.
نحن غلطانين.
رغم علم الواحد منا أن اتصاله بالهيئة السودانية للكهرباء في مواقيت انقطاع التيار الكهربي لا بقدم حب لا بأخر الريد، ومع ذلك كنا نتصل برقمهم الكسيح وندخل رقم العداد وننتظر في صف المتصلين الأعداء ونخسر الكثير من الرصيد، على الأقل لنعبِّر عن غضبنا ونتنفس قليلاً، فيستقبلك الموظف بقوله : مساء النور
أنت جادي؟
الله يسألك إذا في نور، نحن ح نسيب (موسم الكرز) ونشرة التاسعة ونتصل عليك عشان شنو مثلاً.
المشكلة ما هنا، مؤخراً اعتمدت الهيئة سكة الرد الآلي الذي يقول : عزيزي المشترك اللحوح نحن ما (طُقش) نحن عارفين كهربتكم قاطعة، ولما نكون دايرين نجيبا ح نجيبا أكيد، في الشارع التالت من منزلكم هناك دكان صغير أمامه صناديق بارد، جنب بيت (نور الدين مضوي) في هذا الدكان يباع الشمع الأبيض المتوسط..
المشكلة ما بقول ليك الشمعة بي كم..
أو هكذا بدت لي المكالمة..
والله جد..
قرأت أن هناك نية فعلية لرفع الدعم عن جميع السلع خلال الفترة القادمة، المشكلة ما هنا.. المشكلة أن السلع الحالية وبالأسعار المجنونة دي مفروض مدعومة..
الحالة دي.
و………….
خوفي يصدق إحساسي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية