حوارات

الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني "حامد ممتاز" في حوار الصراحة مع (المجهر)

منصب رئيس الوزراء لا يزال قيد النقاش في كل لجان الحوار الوطني والرأي النهائي للمؤتمر العام
لا أعتقد أن هنالك تقدماً في عملية مشاركة “الصادق المهدي” بالمؤتمر العام للحوار
القوى المعارضة خارج الحوار ولم تُبد جديداً في موقفها السابق
الأزمة السياسية استطالت سنوات طويلة ومشروع الحوار مرحلة جديدة
حوار ـ محمد جمال قندول
يعد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني “حامد ممتاز” من الكوادر الشبابية التي دفع بها المؤتمر الوطني إلى الساحة السياسية مؤخراً، وقد استطاع الرجل بفضل حنكته السياسية القيام بأدوار مهمة دفعت باسمه بقوة داخل الساحة السياسة، بالإضافة إلى أنه يحظى باحترام الأحزاب المعارضة بفضل عفة لسانه.
بطاقته التعريفية ممهورة باسم “حامد محمد النور أحمد محمد المولى” وحصل على لقب (ممتاز) من أحد أجداده الذي كان يكنى به، ونشأ في بيئة متدينة.
(المجهر) جلست إليه في حوار ساخن، تطرقت من خلاله إلى الحديث عن الحوار الوطني وكواليسه وما يجري من الاستعدادات لاستضافة المؤتمر العام للحوار الوطني المزمع عقده في العاشر من أكتوبر الجاري وما هي رؤية المؤتمر الوطني للمرحلة المقبلة التي تعقب الحوار وهل هم قادرون على الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار، بجانب العديد من المحاور.. وكالعادة رد علينا برحابة صدر مؤكداً أن الحوار هو الحل للأزمات السياسية، كما أكد التزامهم التام بتنفيذ توصياته، بجانب تقديمه للكثير من الإجابات التي وضعت النقاط على الحروف فيما يخص رؤيتهم للمشهد السياسي خلال الفترة المقبلة.. فإلى مضابط الحوار..
{ ما هي استعداداتكم للمؤتمر العام للحوار الوطني الذي سينعقد في العاشر من أكتوبر الجاري؟
ـ بالتأكيد يسير العمل في كل اللجان المكونة للانعقاد النهائي لقيام المؤتمر العام للحوار الوطني، وقد شرعت اللجان كافة عقب تكليفها من الجمعية العمومية الأخيرة في إكمال ما تبقى من تباين وجهات النظر حول بعض التوصيات، وكذلك الإعداد النهائي للتوصيات بعد تبويبها، وكذلك تعمل لجنة البرنامج في المؤتمر العام واللجان الأخرى على إكمال ما تبقى من إجراءات.
{ هل تم الفراغ من الشكل النهائي للأحزاب التي ستكون حاضرة بالمؤتمر العام حتى تلك التي خرجت وعادت مثل (الإصلاح الآن)؟
ـ نفصل بين شقين الأحزاب التي هي أصلاً داخل الحوار وتمثل قوى المعارضة وأحزاب الحكومة أصبحت هي قوى الحوار الوطني التي توافق على أن الحوار هو الحل للأزمات السياسية، وهنالك توافق في كثير من القضايا، لكن المبدأ الأساسي أن الحوار هو الحل الرئيسي لكل الأزمات.. أما القوى المعارضة خارج الحوار فلم تبد جديداً في موقفها السابق.
{ قبل أيام نوهت في حديثك بأن هنالك اتصالات جارية مع “الصادق المهدي”.. هل هنالك ترتيبات ليكون موجوداً بالمؤتمر العام.. وهل يكون هو من مفاجآت الحوار؟
ـ أنا تحدثت إجمالاً عن اتصالات لا تنقطع أصلاً مع أي زعيم سياسي أو قوى سياسية أو حزب سياسي في إطار عملية الدعوة المستمرة للمشاركة بالحوار الوطني.. الأمام “الصادق المهدي” واحد من الرموز الأساسية والرئيسية في السودان، ويكون هنالك تواصل قبل وبعد التوقيع على خارطة الطريق، لكن لا أعتقد أن هنالك تقدماً في هذه العملية يفضي لمشاركته في المؤتمر العام المتوقع.
{ دولياً هل ستبعث واشنطن بالمبعوث الشخصي لها للحوار كونه يمثل اختراقاً كبيراً في الساحة السياسية السودانية؟
ـ هنالك دعوات مقدمة لعدة جهات للمشاركة في هذا الحوار لأنه يمثل تحولاً سياسياً وانتقالاً إلى مرحلة جديدة، وقدمت رئاسة الجمهورية جملة من الدعوات لعدد من الجهات التي يمكن أن تشارك في الحوار.
{ فيما يخص الشارع السوداني هنالك اتهامات بأنكم فشلتم في تهيئة المواطنين لهذا المحفل ماذا وضعتم آليات لتدارك الأمر؟
ـ التهيئة بدأت مع البدايات الأولى بأن الحوار المجتمعي هو الأساس الذي تعتمد عليه مؤشرات الحوار الوطني الكلي، وانعقد قبل أيام مؤتمر الحوار المجتمعي الذي يهيئ الساحة المجتمعية لقبول مخرجات الحوار، وهنالك خطة مفصلة للتبشير بمخرجات الحوار الوطني بعد خواتيمه في العاشر من أكتوبر.
{ المؤتمر الوطني هل سيقوم بتقديم تنازلات وفقاً لما سيجري من تغيير لشكل الساحة السياسية السودانية في مقبل الأيام عقب المؤتمر العام للحوار الوطني؟
ـ المسألة ليست في إطار التنازلات، لكن المؤتمر الوطني كما الأحزاب الأخرى التي تشارك في الحوار الوطني، وهو ساهم بأطروحاته السياسية والفكرية، وساهم بأوراق عمل مثل الأحزاب الأخرى ويبدي التزاماً مستمراً ودائماً بمخرجات الحوار التي شارك في صناعتها، والتحول يأتي في أن نقبل هذه المخرجات كما جاءت من الحوار الوطني التي تؤسس لمرحلة سياسية جديدة.
{ استحداث منصب رئيس الوزراء هل شكل أية أزمة داخل أروقة المؤتمر الوطني خاصة وأنه لن يكون على الأغلب من المؤتمر الوطني.. وهل يعني ذلك إلغاء مناصب النواب والمساعدين؟
ـ الأمر ما يزال قيد النقاش في كل لجان الحوار الوطني، الرأي النهائي حتى لا نستبق الأحداث سيكون من حق المؤتمر العام الذي يدرس كل التوصيات ليبدي عليها الآراء والملاحظات، ومن ثم تصبح نافذة للمرحلة المقبلة.
{ تحدثتم عن توسعة في الحكومة المرتقبة.. هل ذلك يعني زيادة الحقائب الوزارية والمؤسسات الحكومية لتستوعب فصائل الأحزاب المعارضة المشاركة أم تقديم تنازلات من المؤتمر الوطني فيما يخص مقاعده في الهيئة التشريعية والحقائب الوزارية والمناصب الدستورية المختلفة؟
ـ هذه التوصية جاءت من المؤتمرين بأن تشكل حكومة وفاق وطني عريضة يراعى فيها تمثيل الأحزاب والقوى السياسية المشاركة بالحوار الوطني والتي تقبل مخرجات الحوار، وفي نفس الوقت يدرك الناس أن الحالة الاقتصادية تتطلب أن لا نوسع أكثر من اللازم حتى لا نكثر من الإنفاق.. وبين هذا وذاك تُستخرج الحكومة تمثل القوى السياسية وتقوم بدورها التنفيذي المطلوب في رعاية حقوق المواطنين.
{ ما هي آخر المستجدات في استعدادات الوطني للمؤتمر العام للحوار؟
ـ نحن مع شركائنا في الحوار الوطني نعمل على تهيئة المناخ السياسي لقيام المؤتمر العام ولإكمال ما تبقى من أعمال خلال المرحلة المقبلة.
{ توقعاتكم لما بعد الحوار.. هل سيكون هنالك انفراج في أزمات البلاد على المدى القريب أو البعيد وما هي استعداداتكم؟
ـ مؤكد أن الأزمة السياسية استطالت لسنوات، وهذا المشروع الجديد الذي يعدّ صفراً لكتابة تاريخ جديد للمرحلة المقبلة يحمل معه روشتة علاج لكل الأزمات السياسية التي استطالت في السودان.. ستبدأ مرحلة جديدة من الانتقال السياسي والتحول في معالجة الأزمات، وبالتأكيد ستبدأ عملية انفراج سياسي تقودنا في خاتمة المطاف في المراحل المقبلة إلى حلول جذرية ونهائية يتوافق عليها السودان من أجل معالجة كل الأزمات السياسية وأسباب الصراع التي درست تفاصيلها في الحوار الوطني.
{ النقاط الخلافية الـ(13) المتبقية ما هي أبرز ملامحها وماذا استجد فيها؟
ـ لا أقول خلافاً، لكن أقول تبايناً في وجهات النظر في توصيات رئيسة وجوهرية، لكن من خلال دراستنا ووجودنا خلال الأيام السابقة نرى أن هناك توافقاً كبيراً قد حدث في هذه النقاط، وسنطرح كل ما تباينا فيه بشفافية شديدة ووضوح لمزيد من النقاش حتى نصل في النهاية إلى مزيد من التوافق الذي يقودنا إلى توافق كلى في عملية الإجماع الوطني.
{ الحوار الدائر بالخرطوم يتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في أمريكا خلال الفترة القادمة.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر وهل يؤثر على موقف الحوار أي من القادمين لرئاسة أمريكا “هيلاري كلينتون” أو “رونالد ترامب” مع العلم بأن هنالك انفراجاً قد نصفه بالطفيف في مستقبل العلاقات ما بين البلدين؟
ـ في رأيي ليست هنالك علاقة بين ما يجري داخل السودان من مناقشة قضايا وطنية تخصنا في إدارة بلادنا والعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية، هذا مسار آخر يختلف عن عملية الحوار الوطني ولكن إجمالاً عملية الحوار الوطني هي عملية انفراج سياسي قد تقود إلى تحسن الأوضاع في علاقتنا الخارجية لسنوات طويلة، وتكون مدخلاً جديداً للتعامل مع قضايا العلاقات الخارجية التي درست في الحوار الوطني.
{ هل الاتصالات ما زالت مستمرة بجميع الأحزاب؟
ـ مؤكد، الدعوة ما زالت مستمرة بجميع الأحزاب، وستستمر مسيرة الحوار الوطني كمفهوم شامل بالسودان، إذا انتهت الإجراءات فلم تنته مرتكزات الحوار الفكرية والسياسية.
{ الصحف تتحدث عن حكومة مرتقبة عقب المؤتمر العام هل يعني ذلك صيغة حكومة انتقالية أم حكومة توافقية مع مراعاة الفرق بين المسميين؟
ـ التوصيات سمتها حكومة وفاق وطني حتى نخرج من كل المفردات التي تؤثر سلباً على السياسة السودانية وتكرر تجارب غير ناجحة بالسودان، لذلك إجماع الناس أن تكون حكومة وفاق وطني بمعنى أن نتوافق على حكومة حتى العام 2020 حيث أجل الانتخابات المتوقعة بموجب القوانين والدستور الماضي، وهذا هو الإطار الكلي لعملية الحوار وقيام الحكومة التوافقية وعقب المؤتمر العام يتطلب إجراءات دستورية قد تستغرق ثلاثة أشهر، كما جاء في التوصيات أن تكون الحكومة خلال ثلاثة أشهر.
{ منصب رئيس الوزراء هل أثار جدلاً داخل الحزب.. وهل هنالك اعتراضات من قبل عضوية الوطني؟
ـ كل قضية مهمة وجوهرية في ذات الدولة بالتأكيد تحتاج إلى نظر ودراسة ونقاش مستفيض، وفي هذا تتباين وجهات النظر، قد تتطابق وقد تختلف المهم في النهاية الوصول إلى صيغة تؤسس إيجاباً في عملية إدارة الدولة، لذلك هذا أمر مهم أخذ زمناً طويلاً في النقاش داخل المؤتمر الوطني وخارجه من القوى السياسية.
{ هل هنالك رضا داخل الحزب بعد عامين من لقاء الوثبة؟
ـ الحوار جاء في عملية الإصلاح، إصلاح الحزب والدولة، ومن ثم إصلاح الشأن السياسي العام.. نحن نعتقد أن الخطوات الأولى كلها نجحت.
{ تجتمع مكونات (نداء السودان) بأديس أبابا من خلال ورشة توقع منها البعض أن تأتي بجديد حول موقفهم الحاسم لقبول المشاركة بالحوار أو رفضه.. ما تعليقك؟
ـ هذا شأن داخلي يخص قوى (نداء السودان) وهي باستمرار تحرز نتائج غير مشجعة في عملية الحوار وإيجاد حلول سياسية في القضية السودانية، لذلك نحن سننظر فيما ستخرج به مكونات (نداء السودان) ونحن في انتظار توقيعهم على تفاصيل أجندة خارطة الطريق التي تم التوقيع عليها الشهر الماضي.. وحتى نكون أكثر توضيحاً وتفصيلاً، نحن نقصد المجموعة التي وقعت على خارطة الطريق ونحن لم ندر حواراً مع (نداء السودان)، نحن ندير حواراً كما جاء في خارطة الطريق مع الحركات المسلحة و”الصادق المهدي”، وهي لا تمثل لدينا في التعريف السياسي أنها (نداء السودان)، وهذه المجموعة إذا ما وقعت فالمرحلة الثانية هي مقابلة (7+7) حسب ما اعترفوا هم بالتوقيع على أن الحوار الوطني الذي ابتدره رئيس الجمهورية إذا اتفقوا على ذلك يجب أن ينخرطوا في الحوار كما جاء في خارطة الطريق.
{ قوى الإجماع الوطني ما زالت تجدد رفضها الدائم للحوار الوطني؟
ـ الرفض الدائم هو الرغبة في الاستمرار في تعكير الأجواء السياسية والبحث عن حلول غير شرعية لإسقاط النظام، وبالتالي المبدأ الرئيسي أن توافق على حوار، وهي وسيلة مثلى، لكن إذا ما رفضت الحوار فذلك يعني أن لديها أجندة خفية بالبحث عن وسائل أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية