شهادتي لله

أمريكا .. مخطط نهب السعودية !!

{ألغى الكونغرس الأمريكي بغرفتيه (النواب والشيوخ)، ليل (الأربعاء) (فيتو) الرئيس “أوباما” ضد قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب المعروف بـ(جاستا)، في تطور دراماتيكي خطير وغير مسبوق، إذ صوت (97) سناتوراً لصالح تمرير القانون ورفض قرار الرئيس مقابل (سناتور واحد) فقط، كما صوت غالبية النواب لصالح (جاستا) للمرة الثانية !!
{بينما كان المطلوب ثلثي مجلس الشيوخ لإلغاء الفيتو، وهو ما لم يتوفر طيلة فترتي حكم “أوباما” خلال التصويت على (11) قراراً بالفيتو أصدرها الرئيس، وعجز الكونغرس عن تمريرها بالثلثين !!
{لماذا هذا التطرف الأمريكي الغريب والحديث ضد المملكة العربية السعودية ؟!
{وهل صحيح كما زعم الكاتب المعادي للسعودية “عبد الباري عطوان” في مقال لاقى انتشاراً في وسائل التواصل الاجتماعي أن فيتو “أوباما” كان ذراً للرماد فوق العيون، وأن الأمريكان متفقون على الانتقام من السعودية، بعد أن اكتشفوا النفط الصخري وصاروا ينتجون منه نحو (10) ملايين برميل يومياً، ولم يعودوا في حاجة إلى “السعودية” الحليف الإستراتيجي الأهم في منطقة الشرق الأوسط، بعد “إسرائيل” ؟! 
{في رأيي أن أمريكا كانت منقسمة حقيقة حول القانون، فالبيت الأبيض والمخابرات يريان أن تمرير القانون يعني ضرراً بالغاً بالمصالح الأمريكية، وتدميراً لعلاقات طويلة وعميقة مع حلفاء مهمين قدموا الكثير لأمن واقتصاد الولايات المتحدة على مدى عقود طويلة، وهذا ما يراه الاتحاد الأوربي الذي دعا “أوباما” لرفض القانون، بينما يتخندق أعضاء الكونغرس خلف مخطط (إجرامي) واضح للاستيلاء على مدخرات وودائع السعودية التي تبلغ مئات المليارات من الدولارات جارية في شرايين الاقتصاد الأمريكي، تنفيذاً لأي حكم قضائي قد يصدر ضدها بتهمة التورط – بعلمها أو دون علمها، حسب نص القانون – في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م !! 
{هذه قضية (مصالح داخلية) و(همبتة رأسمالية) يقودها سناتورات نهابون، بالاشتراك مع محامين وسماسرة للانقضاض على أموال المملكة العربية السعودية في أمريكا !!
{في ذات الوقت لا يبدو أن “إسرائيل” أو اللوبي الصهيوني في أمريكا وراء هذا القانون (الجريمة)، لأن المذكرة الرافضة للقانون التي رفعها (9) قيادات أمريكية بارزة تقلدت مناصب أمنية وعدلية رفيعة من ضمنها وزير دفاع،  مدير لـ(C.IA)، مدعي عام  وسفراء سابقون، تضم أسماء معروفة بانتمائها للوبي الصهيوني وقربها من إسرائيل بينها أكثر من سفير أمريكي عمل في “تل أبيب”!!
{اللافت أن نواب حزب “أوباما” نفسه (الحزب الديمقراطي) قد صوتوا بأغلبية كاسحة داخل المجلسين ضد رفض الرئيس !
{والحزب الديمقراطي هو الحزب الحاكم على مدى الـ(8) سنوات الماضية، ويبدو أنه سيكون الحزب الحاكم أيضاً خلال الـ(4) سنوات القادمة بفوز السيدة “كلينتون” المتوقع على الملياردير الأخرق “ترامب”.
{الآن .. وقد تخلت أمريكا عن حليفتها “السعودية” بكل لؤم وبجاحة، فإن المملكة في حاجة ماسة إلى قيادة حلف عربي ودولي سياسي واقتصادي يتجه (شرقاً) نحو “موسكو” بأعجل ما تيسر، لمناهضة الفصل الثاني من المخطط  الأمريكي، وقبلها لابد من سحب سريع لما يمكن سحبه من أموال معرضة للنهب (المصلح بالقانون) في دولة رعاة البقر !!
{أمريكا تبحث عن تعويضات لضحايا (11 سبتمبر)، فمن يشكو أمريكا باسم ضحايا قنبلتي “هيروشيما” و”ناجازاكي” النوويتين في اليابان عام 1945م ؟!
{لماذا لا تنشط السعودية في تحريك القضية والبحث عن الضحايا، وتكليف محامين يابانيين لمقاضاة حكومة الولايات المتحدة في محاكم أمريكية ويابانية وإلزامها بتعويض الضحايا، فضلاً عن قضايا أخرى باسم ضحايا الحرب في العراق وأفغانستان ؟!
{(جمعة) مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية