بعد.. ومسافة
تشريعي الخرطوم.. حاضر!
مصطفى أبو العزائم
محادثة هاتفية طويلة تلقيتها أواخر يوم أمس وقبيل غروب شمسه من الأستاذ “التجاني أدون” رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية، حول ما كتبناه قبل أيام في هذه المساحة، ووجد حظه من الانتشار والتعليقات والتعقيبات في وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان (في غفلة رقيبي)، وتناولنا فيه غياب دور الأجهزة الرقابية في ولاية الخرطوم، خاصة في مجال البيئة والصحة. وذكرنا أن المسؤولية بكاملها تقع على مديري هذه الإدارات في محليات الولاية السبع في ما يختص بعمل مديري الشؤون الصحية والبيئية، بتفعيل الرقابة على الأطعمة والباعة الجائلين في الأسواق، ووقف أي عرض للخضر والفاكهة على الأرض.
ويبدو أن ذلك المقال أوجد اهتماماً أيضاً من المسؤولين في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، الذي يقف على رأسه أحد الرجال الأكفاء الخلص وهو المهندس “صديق علي الشيخ” ويضم عضوية محترمة هم النواب الذين يمثلون قاطني الولاية بمحلياتها السبع، ومن بينهم الأستاذ “التجاني أدون” الذي شرفني بمحادثة هاتفية قدم خلالها شرحاً وافياً لما قام به المجلس التشريعي بذلك الخصوص خلال الفترة الماضية. فقد ذكر أنهم كمجلس كانوا حاضرين قبل الجهاز التنفيذي، وأنه قام كرئيس للجنة الشؤون المالية والاقتصادية بزيارة للأسواق وقام وبرفقته رئيس لجنة التشريع والحكم المحلي الأستاذ “علي أبو الحسن”، ووفد ضم السادة وزير الحكم المحلي ومعتمد الخرطوم وكل الأجهزة التنفيذية المحلية، وبإشراف مباشر من رئيس المجلس التشريعي، قاموا بطواف شامل على الأسواق الرئيسية (السوق المركزي الخرطوم، السوق المركزي الخرطوم بحري، سوق كركر)، وقد كانت الزيارة طوافاً ميدانياً للجان المجلس المتخصصة، تم الوقوف خلالها على الأحوال البيئية والصحية إضافة إلى الإشراف على تطبيق موجهات ميزانية 2016م، وتم اتخاذ عدة قرارات (ميدانية) مع نقل الصورة كاملة للمعتمدين بالمحليات، وقد صدر الآن قرار بإغلاق السوق المركزي لمدة شهر بناءً على تلك الجولة.
وذكر الأستاذ “التجاني” في محادثته الهاتفية التوضيحية أن لجنتهم قامت بالطواف على أسواق ليبيا والشيخ أبو زيد، وأن أكثر ما لفت أنظار أعضاء لجنة الطواف، أن باعة جائلين كانوا يدفعون بـ(الدرداقات) أمامهم وعليها (باقات) العصير، وقد اكتشفت لجنة الطواف أن الجهاز التنفيذي لا يطبق القوانين، لذلك رأت اللجنة أن تفعل وترفع شعار الإصلاح القانوني، لذلك تم تسليم كل لجنة من لجان المجلس التشريعي الثماني، القوانين التي تليها لتقوم بالمتابعة المباشرة مع الوزارة المختصة، والوقوف على تفعيل القوانين. وقد قامت هيئة القيادة بالمجلس التشريعي الآن بمبادرة ترتب من خلالها للقاء مشترك مع مديري الجهاز القضائي بالولاية، وتمليكهم كل القوانين المجازة بالتركيز على القوانين المعنية بالمخالفات.
قدمت شكري الجزيل للنائب المحترم الأستاذ “التجاني أدون” رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصاد على الاهتمام بما ينشر في الصحافة ثم على الاهتمام بقيام المجلس ولجانه المتخصصة بكامل دورها ومسؤولياتها، والقيام بواجبها على أكمل وجه، واهتمام المجلس بإنسان الولاية عموماً في جوانب الصحة والبيئة. وقلت له إن من حق الإنسان أن يحلم بمجتمع الرفاهية لا توفير الحاجات الضرورية وحدها، وهذا والله ليس بالأمر الصعب لو أن كل فئة أو جماعة أو شريحة قامت بواجبها ووظيفتها على أكمل وجه، دون تدخلات من السادة السياسيين أو التنفيذيين الذين يرون أنهم هم الدولة ويتعاملون كأسياد على هذه الأرض، في حين أن الأقدار جاءت بهم ليكونوا خداماً للناس، وإن مسؤوليتهم كبيرة، أمام الناس في الدنيا.. وأمام الله في الآخرة.
خارج الموضوع
هذه تحية خاصة لأستاذ الأجيال الإذاعي والإعلامي العلم الأستاذ “علم الدين حامد” والشكر أجزله أيضاً للإذاعة الطبية التي جعلت من استوديوهاتها ميداناً لإبداعاته في برنامجه الجاذب (ساعة مع علم).. وهذه ليست إشادة مني وحدي فقط، فقد اتفقنا على ذلك مجموعة من أصحاب القلم وأهل الإعلام من بينهم أستاذنا الكبير الدكتور”عبد السلام محمد خير” تحية للعلم “علم” مع تمنياتنا له بمزيد من النجاح.