المفكر وعضو هيئة علماء السودان عمر عبد القادر للمجهر
إمامة المرأة كانت خاصة بـ”أم ورقة” وتعميمها فيه مشكلة
هناك إشارات قرآنية ونبوية تثبت عذاب القبر
الكاهن يدخل الجنة لكن لا ينال الدرجات العلى
حوار – عقيل احمد ناعم
{ الناس يتحدثون عن أن أهل السنّة والجماعة يتهربون من موضوع “داعش” وغير قادرين على مواجهته باعتبار أن “داعش” أكثر الجماعات التي تمسكت بحرفية النصوص خاصة النصوص التراثية المنسوبة للفقهاء- “ابن تيمية”- وتؤصل عندما تقدم على الإعدام؟
_ “ابن تيمية” إذا قُرئ قراءة صحيحة أكثر شخص ضد التفكير التكفيري أنا استخرجت كثيراً جداً من نصوصه وكانت كلها نصوص ضد التكفير تماماً، حتى الناس سألوه عن تكفير الشيعة قالوا له: بعض الشيعة دعوا الناس للإسلام ودخلوا في الشيعة فما رأيك؟ قال لهم: (أن يكونوا مسلمين مبتدئين خير من أن يكونوا كفاراً)، لكن الفتاوى اختيار فأنت قد تختار ما يناسب موقفك، والناس يتحدثون عن قراءة السنّة، لكن لابد من قراءة كل النصوص مع بعضها (يعني) يقال لك اقرأ نصوص الباب لتعدل الرؤية، وهذا الحديث يعدل الرؤية الأخرى وكذا.
{ لديك كثير من الأفكار عن موضوع الجماعات التي تكفر بعضها؟
– أنا وجدت ناساً يكفرون آخرين بالتطير والإنسان الذي يتطير إذا خرج لمشوار والطير طار شمالاً لا يخرج، فوجدت أحدهم يقول الطيرة شرك قلت للشخص أكمل الحديث، والرسول عندما تحدث عن ذلك الموضوع الصحابة سريعاً فهموها، فقالوا مباشرة وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ وصاحبنا الآن يكفر بها الناس فقال أن يقول أحدهم: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك)، مثلاً إتيان الكهان يعدّونه كفراً كبيراً جداً، والرسول “صلى الله علية وسلم” في حديث آخر يقول: (لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيراً، يدخل الجنة).
{ يدخل الجنة؟
_ نعم، لكن ما الدرجات العلى، والمقصود هنا الكاهن نفسه وهو مسلم يدخل الجنة لكن لا ينال الدرجات العلى إلا إذا زعم أنه يعلم ما لا يعلم الله.. الفهم مهم جداً فلما تجمع أحاديث الباب تكون كلها متسقة مع بعضها لكن لما تأخذ حديثاً واحداً يكون نافراً والصحيح الناس تقرأ أحاديث الباب شاملة، هذا يضبط ذاك، وهذا ينظم ذلك.
{ وكأننا نحلل السحر لأنه عند كثير من الناس هؤلاء كفرة؟
_ هنا يرد عليهم الحديث: (لن ينال الدرجات العلى لكن يدخل الجنة)، هذا يشبه منهج الخوارج أنهم يكفرون الناس.. ما أريد قوله من يصدر فتواه بأقوال ينبغي أن يكون مصيباً في هذه المسألة وقرأ قراءة صحيحة حتى لا يختار بعض الأحاديث ويستخدمها استخداماً غير صحيح.
{ الفتوى حديثاً أصبحت لا تخضع للمعايير المطلوبة.. فما المطلوب؟
_ أعتقد هذه من الأشياء التي ينبغي ضبطها، هناك بعض القنوات أصبحت غير منضبطة، زمان يقولون هذا الرجل تمت إجازته للفتوى بمعنى أذن له بالفتوى، منهم “ابن تيمية” الآن أصبحت المسألة مشاعة.
{ من المسؤول عن ضبط هذه المسالة؟
_ هذا يقع على عاتق وزارة الإرشاد ومجلس الدعوة وهيئة العلماء، لابد أن تضبط الفتوى حتى لا يحدث خلل كبير فيها، وكلما غض الطرف سيتفاقم الخلل، وتكون هناك فتاوى على الهواء خطيرة جداً.
{ في أحد المنتديات قال أحدهم زوجتي لا تصلي فقال له المفتي طلقها؟
_ هؤلاء يخالفون النصوص نفسها، “النووي” في كتابه قال أجمع المسلمون على أن المسلم الذي لا يصلي لا تبين منه زوجته ويدفن في مقابر المسلمين فكيف يقول أحدهم طلقها؟ هناك إشكالات كبيرة في الفتوى وكثيراً ما تغضبني لأنها تأتي من “ناس شاطرين” يقولون فلان امرأته تبين منه لأنه سبّ الدين.
{ ما حكم من يسبّ الدين؟
_ الإنسان الذي يسبّ الدين أحياناً يكون في لحظات غضب وما قاصد يسبّ الدين.
{ هل لديك دليل؟
_ أنا هنا استدل على ذلك بقصة سيدنا “موسى” وألقى الألواح وربنا قال لما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح والإنسان إذا خرج منه هذا اللفظ في حالة غضب يكون ما قاصد إلا إذا قصد فهذا يعدّ كفراً، لكن هو يقولها كعبارة جارية على الألسنة والشيطان في لحظة يدفع هذه الكلمة على لسانه، هناك أشياء كثيرة في الفتوى تحتاج لمراجعات.
{ هناك مغالطات وآراء متباينة تطرح حول عذاب القبر.. فهل هناك إشارة لوجوده؟
_ أيوه، هناك إشارة قرآنية وإشارة نبوية الإشارة القرآنية (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ).. وفي الحديث قال الرسول “صلى الله عليه وسلم” بما معناه هناك ضغطة في القبر لو نجا منها أحد لنجا “سعد ابن معاذ”، والقبر روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النار هذا معروف في أحاديث متواترة كثيرة جداً لكن نحن لا نناقش الناس في هذه المواضيع لأن ليس لها معنى فإذا آمنت بها أو لم تؤمن فهذا ليس إشكالاً، لأنها ليست من أساسيات الدين أو أبجدياته ولا هو المطلوب من الدين في الضرورة، فإذا عرفت عرفت، وإذا أنكرت لك كذلك مافي إشكال.
{ ما زال جدل إمامة المرأة موجوداً فهل تجوز إمامتها؟
– هناك حديث لـ”ابي داوود” أن رسول الله قال لـ”أم ورقة”: (أمّي أهل دارك) وهذه إمامة خاصة في مكان خاص تعميمها فيه إشكال، وأين الإشكال إذا صلى رجل، لماذا ننشغل بقضية الجندرة والحديث عن إمامة المرأة وخاصة أنها تاريخياً عندها حضور في المسجد وأداء، وسيدنا “عمر” لما أراد أن يحدد المهور قالت له امرأة الله يقول الله (وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا).. فقال: (اخطأ “عمر” وأصابت امرأة)، والسؤال المشروع: ماذا نريد من إمامة المرأة؟ هذا الكلام ليس له معنى.
{ البعض يعدّ “مصطلح إجماع” تاريخياً غير موجود ولم يحدث إجماع خاصة في المسائل الفقهية.. فكيف تراه أنت؟
_ الكلام عن عدم وجود إجماع غير صحيح، الإجماع مرات ينبني على الكتاب والسنّة، مثل أن المسلمين أجمعوا على أن الصلوات خمس والإجماع هو محاولة لقراءة أقوال العلماء بدءاً من الصحابة، وهناك من يفتكرون أن الإجماع هو إجماع الخلفاء الراشدين لأن الرسول “صلى الله عليه وسلم” قال: (عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي)، وهناك من يقرأ الإجماع باعتبار ماذا قال الصحابة، لأن كما قال الإمام “أحمد”: (من ادعى الإجماع بالمعنى المطلق فقد كذب).
{ هل هناك أشكال أخرى؟
_ هناك شكل آخر اسمه الإجماع السكوتي، حيث لا يعترض أحد على ما عُمل، ويشبه إقرار أهل السنّة النبوية، فالرسول “صلى الله عليه وسلم” عمل هذه المسألة وأقرها ولم ينطق بها وإذا عمل شيئاً ولم يعترض عليه أحد يعدّ شكلاً من أشكال الإجماع، وهو محاولة لقراءة اتجاهات عامة المسلمين وعلمائهم وفقهائهم وصحابتهم، لو كان الإجماع فيه صحابة على معظم القضايا التي تعدّ معاقل الاهتمام.
{ من هم أشهر من كتبوا في الإجماع؟
_ أشهر من كتب في الإجماع هو “ابن المنذر” ولديه أكثر من كتاب في الإجماع، عنده الأكبر والأوسط والصغير، ومن أشهر من نقلوا الإجماع “ابن عبد البر” من الذين شرحوا الموطأ، “الطبري” عنده كتاب عن الآثار الفقهية نقل فيه الإجماع، وهناك كثر اهتموا بهذه المسألة.
{ هذا يقود لموضوع الاجتهاد هناك شروط صارمة للمجتهد.. الآن مع توفر العلم والتقنيات كيف يمكن ضبط هذه الشروط؟
_ من الذي فرض الشروط؟ عملها العلماء لأنه حدثت فوضى كانت الموضة أي شخص يريد أن يكون عالم حديث حتى لو ذاكرته خربة، وعلماء الحديث أناس تمت تنقيتهم، لأن هناك من عندهم أموال وهاجروا لجمع الحديث ولم يعودوا علماء حديث، فوضعت هذه الشروط، ثانياً ما هي مجالات الاجتهاد، يعني الصلاة، الصوم، الحج عمومياتها انتهت، قد نجتهد في مسألة صغيرة.
{ تقصد المسائل الصغيرة لا تسمى اجتهاداً؟
– في هذه الحالة تسمى فتوى، وهذا الفرق بينها والاجتهاد.. الفتوى إجابة محددة لقضية صغيرة، ومجالات الاجتهاد الآن اتسعت لأن الحياة اتسعت وطرائقها تجددت، وتحتاج للتفكير وإيجاد الحلول، وقد تستعين بأقوال علماء ورؤى مفكرين لكن في النهاية ليس لأحد حق في إغلاق باب الاجتهاد (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، لكن وضعت شروط حتى لا يأتي أناس لا يعلمون لغة القرآن والحديث ويتكلمون في هذه المسألة، والرسول عليه الصلاة والسلام قال يخشى أن يفتح الكتاب فيقرأه العالم الجاهل والصبي والمرأة يتأولونه على غير تأويله.
{ الآن الموضوع أصبح مفتوحاً؟
_ أيوة، زمان كل الوراقين يكونون شغالين في “صحيح البخاري” الآن الطباعة فتحت، المسألة أصبح أي شخص يقرأ “صحيح البخاري” زمان لا يسمحوا للشخص بالإفتاء ما لم يُجَز مثلما قلت، الآن حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وطرائق الحياة تجددت وأصبحت هناك مؤسسات كثيرة جداً ينبغي الإجابة عنها، إما فتوى لحادثة مفردة أو اجتهاد في موضوع أكبر أو تجديد جملة الاجتهادات والفتاوى، تعمل حاجة يسمونها تجديد الدين وهو أوسع من الاجتهاد.
{ ما المقصود منه؟
_ هو تحريك للدين في النفوس وجلب المؤسسات البعيدة وتأصيلها ورد كثير من الجهالات التي نشأت، التجديد مفهومه أوسع، ويتضمن الإجابات الفكرية، أما التجديد فهو عمل شامل يتضمن في داخله النفوس وتغيير المؤسسات، والتأصيل والفتوى والاجتهاد يبتلعها التجديد في داخله.
{ رغم حديثك لكن ما زالت هناك مغالطات وإشكالات حول الاجتهاد؟
_ ستظل الإشكالات قائمة، أي واحد عنده اجتهاده، أين الإشكال، يعني “البارجي” واحد من أشهر من شرحوا “موطأ” الإمام “مالك” عمل ثلاثة شروح يفتكر أن الرسول “صلى الله عليه وسلم” كان أمياً وتعلم القراءة والكتابة، فهذا اجتهاده، لكن قام واحد من الذين ردوا عليه قال: (عجبت لمن اشترى دنيا بآخرة وزعم أن رسول الله قد كتب)، فالمناوشات بتحصل، وهذا شيء من حياة الفكر لأن الآراء تختلف لكن هناك قانون إلهي بعد ذلك (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
{ إذن أنت غير منزعج لهذه الاختلافات طالما أن القرآن هو الفاصل؟
_ القرآن على أربعة أنحاء فيه أشياء من توحيد الله وعبادته وفيه معارف كونية متجددة، فيه معارف تاريخية إشارة للأنبياء القدامى، والإسرائيلية كيف دخلتنا؟ لأن الناس أصبحوا يسألون عن بني إسرائيل و”يعقوب” و”يوسف”، وأصبحت تدخل إسرائيليات للناس، فهناك معارف تاريخية وكونية مفتوحة للاجتهاد، بل القرآن يراهن على التحولات العلمية يقول تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
{ هناك اكتشافات لها إشارات في القرآن؟
_ “ماركس” كان يتحدث ولا يدري أن هناك قنبلة ذرية آتية، لما الناس قالوا للروس أنتم تخافون من أمريكا وزمان كنتم تقولون أمريكا نمر من ورق و”غرباتشوف”، قال لهم نمر من ورق له أنياب ذرية، والذرة ظهرت حديثاً فلا يوجد كتاب يستطيع المراهنة على المستقبل غير القرآن، وهذا دليل على أنه من عند الله، فالمعارف الكونية مفتوحة، فمثلاً أنا أقوم بتفسير حاجات وأحسبها صحيحة.. (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ).. المفسرين زمان يعرفون أن الجبال ثابتة لذلك يقولون هذا يوم القيامة مع أن الآية واضحة (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) والصنع والآيات كلها للناس في الدنيا ما في الآخرة، صحيح هناك (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا)، هناك أشياء المفسرون يتأولونها لأنه لا توجد لها إجابات في العلم الذي بين أيديهم، ولكن لا يوجد أشكال، الإنسان يتأولها خاصة المعارف الكونية، وفيها أقسام وهذا باب مفتوح، القرآن يراهن فيه على المستقبل وعلى أشياء كثيرة، فتح أذهان الناس الله تعالى قال: (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ) المخلوقات يمكن أن تُجدد وربنا يقول: (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) فباستمرار هناك خلق نحن لا نعلمه.. نحن لا نعرف إن كان هناك دواب في السماء أم لا، هناك إشارات.. (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ)، ما يعني أن هناك إشارات بأن البشر ستكون لهم علاقة بالسماء، ومع ذلك لا يعجزون الله في السماء فإذا قرأت القرآن بطريقة صحيحة ستجد أشياء كثيرة جداً (أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)، والناس تستغرب في نقل الصورة وتلك كانت أجرام تنقل في لمح البصر، فالعقل القارئ للقرآن سيكون مفتوحاً للأشياء.
{ بفهم الشروط الصارمة للاجتهاد أنا محجور على استقراء القرآن؟
_ الآيات التي ذكرتها تدعوك لذلك (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، أنت مأمور، ما في شخص يقرأ القرآن وعنده وعي وفهم وعربي وإلا يفهم منه حاجات.
{ لابد أن أرجع لـ”ابن تيمية”؟
_ من قال لك، القرآن قال إذا هناك أشياء لا تعرفها (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) لكن قال تدبر القرآن بالموجود لديك “ابن عباس” قال: القرآن على أربعة أنحاء، تفسير لا يعذر بجهالته أحد، قرآن تعرفه العرب من لغته، وقسم تعلمه العلماء وقسم لا يعلمه إلا الله أي شخص يقرأ القرآن يتسرب إليه من معانيه ما يتسرب.
{ حتى لو كنت داعية؟
_ لو أصبحت داعية وفهمك خاطئ هذا موضوع آخر، وميزة التفسير كما قال “ابن عباس” عندما قيل له: من أعلم الناس؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه. و”ابن عباس” ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام، كان لما يمشي لإنسان عنده حديث لا يطرق له الباب ويبقى في الهجير ولما يخرج الشخص ويلومه يقول له: أنا أريد علماً فالأحرى أن أحضر لك. وكان يجمع علم الناس لعلمه وأنت لما تقرأ التفسير تجمع علم الناس لعلمك، وهناك شيء ثانٍ غير الضوابط التي ذكرناها.
{ ما هو؟
_ “عمر ابن الخطاب” في حديث نبوي يخشى على الناس زلة العالم قالوا: كيف نعرفها؟ قال: لو سمعتموها قلتم إيه أو إيش.. تظهر حتى عند العامة في السودان، لكن الإنسان عنده ضوابط داخلية ممثلة في فطرة إنسانية موجودة أثناء قرأتك ومعالجتك للحاجات.
{ بالرجوع لمؤتمر “غروزني” الملاحظ أن التكفير أغلبه يأتي من جماعات سلفية أو أفكارها ومرجعياتها سلفية.. الآن التشدد في المؤتمر حدث من جماعات صوفية كانت توصف بالتسامح والتعايش.. ما تفسيرك؟
_ طبعاً التشدد يدعو للتشدد، تشدد الجماعات السلفية دعا إلى تشدد الجماعات الصوفية، وهذا يظهر في السودان في المولد، كليهما يحمل عصا، والتفهم يدعو لمزيد من التفهم، أوائل السلفيين حتى في السودان كانوا منفتحين، شيخ “الهدية” كان شخصاً منفتحاً، وهناك شيخ مشهور اسمه الشيخ “حسون” كان متشدداً جداً لما أراد الدخول في جماعة أنصار السنةّ الأوائل رفضوا قبوله باعتباره شخصاً متشدداً وعنده عداوات مع أهل الصوفية.. التشدد يدعو للتشدد، هذا العنصر الأول، لكن العنصر الخطير هو تغلغل مجموعات خطيرة جداً من العملاء حتى يشغلوا العالم الإسلامي بالفتن والحروب.
{ هل يوجد نموذج الآن لهذه الحالة؟
_ الآن “ترامب” المرشح الأمريكي المشهور يهاجم هؤلاء الجماعة يقول أنتم الذين صنعتم “داعش” والقاعدة، وهم لم يردوا عليه وهو مؤكد عنده بعض العناصر، وشغل الاستخبارات في العالم الإسلامي قديم جداً، وفي الماضي قالوا نحن لا نستطيع مواجهة العالم الإسلامي، وقد يكونون قصدوا الاستعلاء عليها حتى تنحرف عن مقاصدها، ونحن لا نستطيع فصل ذلك عن الجو العام، والتشدد السلفي الذي يقابله تشدد صوفي عن الشغل الاستخباراتي واليهودي الذي يريد تفتيت الجماعات الإسلامية حتى تستريح إسرائيل.