حوارات

(المجهر) في حوار فوق العادة مع الدكتور "الصادق الهادي" حول الحوار الوطني (2-2)

الحل السياسي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد ومعيشة الناس
هذا رأينا في حل الأزمة الاقتصادية!!
أحزاب الأمة تعاني من اضطراب داخل أجهزتها
الأنصار لا يقبلون برئاسة المرأة و”مريم الصادق” لها اجتهاداتها السياسية
رئيس حزب الأمة القادم (متروك لناس حزبه)
شهادتي في سيد “مبارك الفاضل” مجروحة!
حوار – صلاح حبيب
{ على الرغم من أهمية الحوار الوطني، ولكن الشعب أصبح مطحوناً ومواجه بضغوطات اقتصادية من التعليم والصحة وكل أمور الحياة، ما هو الأمل الذي سيجنيه من مخرجات الوطني؟
– الحوار الوطني سيصل في نهاياته لاتفاق سياسي وحل الأزمة السياسية عنده أثر مباشرة على الاقتصاد، والدليل على ذلك عندما تم التوقيع على خارطة الطريق، شهدنا أن سعر العملة الحرة قد انخفض في مواجهة الجنيه السوداني، وهذا يؤكد أن الأمر السياسي مربوط بالأمر الاقتصادي، وكذلك الأمر الأمني مربوط بالوضع الاقتصادي، وكذلك عندما نضغط للوصول إلى سلام ومصالحة وطنية نستهدف المواطن في اقتصاده وفي أمنه وفي معيشته وفي رزقه، أما الضائقة الاقتصادية فهو التحدي الحقيقي الذي يواجه الحكومة، فالأمر يحتاج إلى معالجات اقتصادية واضحة جداً، ونحن في حزب الأمة القيادة الجماعية ومنذ وقت مبكر منذ رفع الدعم عن المحروقات في 2012م، كان لدينا رأي واضح بضرورة عقد مؤتمر اقتصادي يترك فيه أمر الاقتصاد للاقتصاديين وأهل الشأن ليحددوا معالم المرحلة القادمة من الاقتصاد بإشراف الحكومة، وعلى مشهد من كل الشعب والإعلام، ومقررات هذا المؤتمر يكون ملزم للحكومة وبالفعل حدث المؤتمر، ولكن ليس بالشكل الذي كنا نريده، فنحن نريد مؤتمر يترك فيه الأمر لأهل الشأن والخبرة.
{ في ظل تلك الظروف المواطن لم يحس بأن هناك أمل خاصة وأن هناك زيادات متواصلة؟ هل حقاً هناك أمل لهذا الشعب ينتظره الفترة القادمة؟
– نحن مستبشرين إذا تم الحوار الوطني ووصل إلى مخرجاته بمشاركة معظم القوى السياسية وحدث تراضٍ، من هنا ستكون له آثار إيجابية على الاقتصاد والاقتصاد ليس له عصا سحرية، فعامل الإنتاج مهم جداً في ذلك ومخرجات الإنتاج يفترض أن تهتم بها الدولة لزيادة الإنتاج، ولكن هناك مشاغل أخرى كالصرف الكبير على الأمن والأوضاع السياسية المضطربة بسبب تذبذب القوى الوطنية من الحوار الوطني، فإذا ما تمت معالجة تلك الأمور سينعكس كل ذلك إيجاباً على الاقتصاد وإذا ما تم الاتفاق على السلام سيعود ذلك إلى تدفق المستثمرين الأجانب، ولذلك المخرج من هذه الأزمة بالسلام وفي الاتفاق وفي القول الديمقراطي وفي مؤتمر اقتصادي جامع يحدد فيه ماذا نريد وكيف نفصل ما نريد عبر موافقة الحكومة وإشرافها.
{ ما هو مشكل الحكومة القادمة بعد مخرجات الحوار؟
– الحكومة القادمة يجب أن يكون التمثيل فيها تمثيل رمزي لأن القوى السياسية التي ستشارك ستكون كبيرة، إضافة إلى عدم المحاصصة، تكتفي بالتمثيل الرمزي وعلى المستوى القومي، أما الولايات فيمكن أن تكون فيها محاصصات ولا نريد أن يكون شكل الحكومة مترهل أن تكون حكومة رشيقة والخصم الأساسي يكون على المؤتمر الوطني باعتباره صاحب الأغلبية.
{ ما هو مستقبل حزب الأمة في المرحلة القادمة؟
– أحزاب الأمة المشاركة وحزب الأمة القومي المعارض لا يخلو كل منها من اضطراب داخل أجهزتها ما عدا إذا أخذنا الأمر أمر جدية، حزبنا حزب الأمة القيادة الجماعية، فحزبنا أكثر الأحزاب المشاركة استقراراً والآن هناك استقبال من أحزاب الأمة الأخرى وعلينا وقيادات أساسية من تلك الأحزاب انضمت إلينا وعملنا هيئة مركزية استوعبنا فيها هذه المتغيرات وتوسعنا في عددية المكتب القيادي والآن حزبنا يسير بخطوات ثابتة إلى الأمام.
{ ماذا عن الوحدة ؟
– نحن في حزب الأمة القيادة الجماعية مع وحدة أحزاب الأمة في شكل واحد وندعو له بقوة واعتقد أن الأحزاب القوية والموحدة هو السبيل الأمثل لاستقرار السودان والديمقراطية فيه.
{ من الذي سيكون خليفة للإمام “الصادق المهدي” اللواء “عبد الرحمن الصادق” أم الدكتورة “مريم” ؟
– حزب الأمة القومي أصدر بياناً أكد أن اللواء “عبد الرحمن الصادق” ليس من ضمن أعضاء الحزب، أما من يكون رئيس الحزب فهذا الأمر متروك لناس حزب الأمة القومي نفسهم.
{ هل يوافق الأنصار أن ترأسهم امرأة والآن ربما الدكتورة “مريم” طارحة نفسها أن تكون الخليفة ؟
– على المستوى الديني لا اعتقد أن الأنصار سيقبلون بالدكتورة “مريم” أن تكون على رأس الأنصار، أما على المستوى السياسي فليس هناك تجربة، ولكن حسب قدراتها وإمكانياتها ومهاراتها.
{ هل تعتقد أن الدكتورة “مريم” استطاعت خلال الفترة الماضية أن تخلق لنفسها مكانة سياسية في الحزب؟
– الدكتورة “مريم” عندها وجود سياسي داخل الحزب ولها مثابرة ونشاط واضح وحضور سياسي قوي.
{ وماذا عن السيد “مبارك الفاضل” ومستقبله مع حزب الأمة؟
– نحن نأمل أن يصل الجميع لاتفاق، ولكن سيد “مبارك” وضعه غريب فقد حل حزبه واندمج في حزب الأمة القومي، وأعلن ذلك من خلال احتفال كبيراً جداً قبل انتخابات 2010م، ولكن بالمقابل لم يجد سيد “مبارك” ترحيباً من قيادات حزب الأمة القومي بالشكل المطلوب، والدليل على ذلك أنه شكَّل هيئة لجمع الشمل وهذه الهيئة تمت مشورتنا فيها، ولكن كنا نرى أن تلك المشورة كان ينبغي أن تتم قبل إعلانها، وكان على السيد “مبارك” مشاركة الفرقاء في حزب الأمة القومي وغيره، ولكن أن تعلن الهيئة الشعبية عبر مؤتمر صحفي بدون أن ترجع للأطراف، فهذا بمثابة قنبلة موقوتة تقود لمزيد من الخلافات، وهذا ما حدث فقد تم الرفض مباشرة في أجهزة الإعلام من قبل القيادات خاصة حزب الأمة القومي.
{ ألم تتم مشاركتك قبل المؤتمر الصحفي؟
– أبداً لقد تمت مشورتنا بعد انعقاد المؤتمر الصحفي، فقد زارني سيد “مبارك” بالمنزل، ولكن بعد أن أعلن مؤتمره الصحفي.
{ ماذا قلت له عند زيارته لك ؟
– قلت له نفس ما ذكرت لك أنفاً أي كان ينبغي أن تتم مشاورتي قبل إعلان الهيئة الشعبية في المؤتمر الصحفي حتى لا يتخذ الناس موقف مضاد من الإعلان عندما يسمعون به من أجهزة الإعلام أو الصحف، ولكن نحن بنرحب بأي خطوة لجمع الشمل والوفاق واعتقد أن هناك عقبات مضنية ومعروفة، فلا بد أن تزول حتى يتم هذا الأمر.
{ سيد “مبارك” الآن ربما يطرح نفسه ليكون البديل لرئيس حزب الأمة هل هناك له قبول وسط الأنصار وقيادات حزب الأمة؟
– الترمومتر لقراءة هذا الأمر يمكن أن تقرأه من الجماهير أكثر مني أنا باعتباري أنني أحد رؤساء أحزاب الأمة، ولكن أفتكر أن السيد “مبارك” له اجتهاداته وله حضوره السياسي وقد تكون شهادتي فيه مجروحة باعتباره خالي، وبالتالي من الأفضل أن تسأل آخرين في ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية