رأي

عز الكلام

وعي المواطن.. أورنيك ثمانية!!
أم وضاح
 
{ ليس مبهراً ولا جديداً ولا غير طبيعي أن يحتل السودان موقعاً متقدماً في قائمة أكثر الشعوب شفافية ونزاهة على المستوى الشخصي، وتاريخنا البعيد والقريب يؤكد ويعضد نظرية أن السوداني يتمتع بخصال وصفات يندر أن تجدها في شعب آخر  وهي ما أكسبتنا احترام من يعرفوننا ويعترفون بفضلنا في محيطنا العربي والأفريقي، ووعي الشعب السوداني وتجاوبه وثقت له المنظمات العالمية حينما هدد شلل الأطفال العالم، وكان رهان منظمة الصحة العالمية على وعي الشعوب في الحرص على تطعيم أطفالها حتى لا يصابوا بالمرض القاتل (ليشاوا)، وهذا على حد اعتراف المنظمة نفسها، الشعب السوداني مع الشعب الأمريكي وعياً واهتماماً وحرصاً على إنفاذ خارطة الطريق وقفا في وجه المرض اللعين، لهذا كله لا أظن أن السودانيين غير مدركين لخطورة قضايا كثيرة نواجهها ونحتاج في المقام الأول للإرادة وهي التي تتقدم القرارات الحكومية والفرمانات الرسمية، لذلك فإن حكاية الخضروات المصرية الفاسدة والفراولة المسقية بمياه الصرف عقدتها وحلها عند المواطن نفسه بعيداً تماماً عن قرار وزارة التجارة (الممصمص) الذي لم يقطع عرق ويسيح دم، والقرار جاء فيه أن الفواكه والخضروات المصرية سيتم حظرها حتى التأكد من نتيجة التحاليل (لا يا ولد)، ده على أساس أنه مختبراتنا أفضل وأجود وأخطر من المختبرات الأمريكية والروسية والسعودية التي أكدت فساد المنتجات المصرية وحظرتها في التو واللحظة!! فقرار وزارة التجارة بهذا الشكل وهذا الأسلوب قرار معيب وفيه تهدئة للخواطر ليس إلا، لتعود ريما إلى عادتها القديمة، ونكتشف أن الحظر قد فك من سكات وغمرت الفراولة الأسواق السودانية، ولا من شاف أو درى، وبالتالي فإن الرهان الحقيقي معقود على وعي المواطن السوداني الذي عليه أن يعلن المقاطعة للمنتجات المصرية ويحظرها في رف البقالة قبل أن تحظرها السلطات في موانئ الاستيراد، لأنه لن يكون هناك أحرص من المواطن على صحة نفسه، لا سيما وقد شاهدت في برنامج على فضائية (الشروق) رئيس شعبة مستوردي الخضر والفاكهة وهو يقدم عرضاً في (الجدل البيزنطي) محاولاً في ما فهمت أن يهوِّن من الموضوع ويدخلنا في سكك ثانية بتوسيع ماعون القرار ليشمل سلعاً أخرى رغم أن الحديث يدور عن الخضروات والفواكه والفراولة تحديداً، وبالتالي على المستهلك السوداني أن يمارس رقابة ذاتية على الأسواق (ويلفظ) ما هو مشكوك في أمره، والمقاطعة والرفض ستجعل التجار أنفسهم غير راغبين في استيراد سلعة معينة من جهة معينة غير مطلوبة لدى المواطن.
{ كلمة عزيزة
{على حد ما وصلني من رواية الشاب الذي توفي بمستشفى أم درمان وقام أهله بالاعتداء على الأطباء، إن الشاب جاء المستشفى مطعوناً وفي حالة سيئة، لكن طلب من أهله إجراء أورنيك ثمانية لعلاجه وطبعاً معلوم أنه ومن ناحية طبية أن الثانية تفرق في حياة المريض، خليك من ساعة أو نصفها حتى تكتمل إجراءات البلاغ والأورنيك، لذلك فهي حاجة من اثنين إما أن تلغي قصة أورنيك ثمانية هذه كشرط من شروط الإسعاف العاجل أو يوفر الإجراء داخل المستشفى بمكتب يتبع للداخلية في حال وصل شخص مطعون، مفلوق، مدقوق أو أي اعتداء آخر، من الحوادث التي تجعل صاحبها في حاجة إلى العلاج السريع قبل أن يفقد حياته ثمناً لإجراء روتيني لا قيمة له أمام حياة بني آدم.
{ كلمة أعز
{لا زال “مصطفى إسحق” الطفل الذي تعرض لحريق وعرضنا قصته عبر هذه الزاوية وتداعى إليه نجدة ومروءة نفر كريم من أبناء هذا البلد لا زال يتلقى العلاج ليدخل إلى حيز العطاء والمعروف الدكتور العلامة “سليمان فضيل” صاحب مستشفى فضيل ويتكفل عبر مستشفاه بإجراء التحاليل اللازمة لـ”مصطفى” مجاناً، بل ويوجه معمل المستشفى أن يكون تحت خدمة الصبي ليبلغ منتهى العافية، فألف شكر دكتور “فضيل” على سرعة الاستجابة والشكر موصول للأستاذ “عاصم البلال” الذي كان جسر التواصل بيننا وبينه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية