رأي

فوق رأي

خصم على سعر العذاب
هناء إبراهيم
 

ثمة فضول يقود صاحبه نحو استكشافات ذات نكهة، فضولاً ذا فائدة،
أي أنك إذا أصبت أثناء ذلك بكسر في الجمجمة وانزلاق قضروفي (بُعد الشر) سوف لن تزعل شديد.
الحياة في تاريخها سجلت الكثير من حالات الفضول للحيوانات والبني آدميين والطرفين معاً..
 فضول يضعك في هيئة كبريات المشاكل، وفضول يوقعك في الحب (وأساساً الإتنين ما يتخيروش عن بعض).. أقصد الحب والمشاكل..
وآخر يوقعك في الفلس.. وشر تطفلاتك.
ويبدو أن الاستثمار في هذه المنطقة الفضولية مربح في أحداث ما
والله جد..
فهناك شركة عالمية متخصصة في بيع مستلزمات الحفلات تمكنت من ربح آلاف الدولارات خلال نصف ساعة فقط باستغلالها خاصية الفضول لدى رهفاء العقول.
الشركة أعلنت على موقعها الرسمي عن خصم خاص على علبة تحتوي على فضلات الثيران.
ورغم وضوح العبارة والمنتج إلا أن العملاء الأكارم ظنوا أن الأمر غطاء فكاهي لمنتج غامض كالمنتجات الغربية التي اشتهرت بها الشركة، فسارعوا بالشراء فوراً..
(مطرطشين) على قول حبوبة جيرانا..
ولا توجد أي مساءلة قانونية تمس الشركة..
هذه الأحداث الكوميدية المأساوية حدثت في التاريخ الذي تقوم فيه كبريات الشركات بعمل خصومات كبيرة لمنتجاتها.. حيث تشهد المواقع الإلكترونية إقبالاً فظيعاً في حركة البيع..
لا وفي ناس عندهم هوس الخصومات..
يشتري أشياء لا يحتاجها ولن يحتاجها وما بعرفها ولا بتعرفو، فقط لأن عليها خصم.
احتمال لو لقوا خصم على العذاب، يشتروا خمسين كيلو.
الشركة بغض النظر عن أنها ربحت الكثير، أرادت أن تثبت أن هنالك بني آدميين يشترون بطريقة جنونية أي شيء عليه خصومات فوضعت إعلاناً يقول (فضلات ثور بـ6 دولارات فقط)  وهاك يا شراء..
في نصف ساعة خلصت الكمية
باعت الشركة أكثر من (30) ألف علبة من فضلات الثيران بأرباح بلغت (180) ألف دولار أمريكي خلال نصف ساعة.
اتفرجتوا؟!
المفاجأة سيئة الرائحة هي التي استقبلت السادة الفضوليين حين قاموا بفتح العلبة الأنيقة التي أرسلتها لهم الشركة ليصبح منظرهم (جعان) أمام هذا المنظر القاسي..
اللهم لا شماتة..
أقسم بالله يستاهلوا..
……… و
قالوا قطعة سكر

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية