رأي

بعد.. ومسافة

المريخ تحت ظلال التبلدي!!
مصطفى أبو العزائم
 
على غير العادة نكتب اليوم عن (الكورة) خاصة وأن من يقرأ لنا لم يعتد منا الكتابة في كرة القدم، أو عنها، وذلك ليس ترفعاً عن هذا الضرب من ضروب الكتابة، أو تعالياً عن هذه الرياضة العظيمة، والتي استحقت بجدارة أن تكون الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولكن الاهتمامات تختلف من قلم إلى قلم، خاصة وأن هناك من يجيد قراءة الميادين الخضراء أفضل مني، ويتقن الكتابة عن كرة القدم اتقاناً، قد لا تتوفر لصاحبكم أدواته، وأولها (الصلات الطيبة) مع عدد من قيادات الأندية الكروية، فقد تباعدت الخطى عن الأندية وأبوابها منذ سنوات عديدة رغم أن صاحبكم نفسه كان عضواً في أحد مجالس إدارات نادٍ أمدرماني، هو نادي المهدية الرياضي، انتقلنا به من الدرجة الثانية إلى الأولى، إبان رئاسة صديقنا الحبيب “فتح الرحمن أحمد عبد الرحيم” للنادي في وقت ما من حقبة تسعينيات القرن الماضي.
طربت وعادني ما يشبه الأحلام من فوز فريق هلال الأبيض المعروف بـ(هلال التبلدي) في أوساط الرياضة والرياضيين، على المريخ العاصمي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وذلك الطرب لم يكن – لا قدر الله – شماتة في فريق المريخ العظيم، فهو صاحب الجولات والصولات والكأسات (الأرضية والمحمولة جواً)، ولا لأن صاحبكم (هلالابي) الهوى والمزاج، فكثيراً ما أرى أن الرجل العام منا تصغر أمامه الانتماءات الضيقة، وتتسع الأطر لاستيعابه طالما أنها أطر لا تتعدى الوجدان الوطني.
سعادتي نبعت من اتساق المفاهيم والمشروعات والخطط وترابطها لتحقيق النهضة المجتمعية الكاملة والمتكاملة في ولاية شمال كردفان، التي يقودها مولانا “أحمد محمد هارون” بخيال واسع وعقل مفتوح يعرف يحرك من خلاله كل القوى المجتمعية من أجل التنمية الشاملة.
قبل نحو ثلاثة أسابيع، شهدت من داخل ستاد الأبيض (الدولي) مباراة بين فريقي الهلال والمريخ هناك، وهما قمة كروية محلية في شمال كردفان، مثلهما مثل هلال ومريخ العاصمة، وكانت المباراة على الكأس المقدمة من الإذاعة الرياضية إف إم (104) في عيدها العاشر، وقد شهد المباراة مولانا “أحمد محمد هارون” والي الولاية وأعضاء حكومته إضافة إلى الدكتور “يوسف السماني حسين” رئيس مجلس الإدارة والمدير العام بالإذاعة الرياضية، ورئيس الناديين الكبيرين، وكنت أجلس قريباً من الأخ والصديق الدكتور “بشير عمر فضل الله” الخبير الاقتصادي العالمي ووزير المالية الأسبق، ويجاورنا في ذات الوقت الأستاذ “ميرغني أبو شنب” الصحفي الرياضي الكبير، وصديقنا “عبد القادر أحمد سليمان غندور” الزعيم ورئيس نادي المريخ بالأبيض، وقد فاز الهلال في تلك المباراة بأربعة أهداف جاءت تتويجاً لانسجام تام بين اللاعبين، والتزاماً بخطة جيدة رسمها مدرب الهلال صديقنا ولاعب السودان الدولي “إبراهومة”.
بعد المباراة كنت أتحدث مع مولانا “أحمد هارون” ونحن ما زلنا في المنصة الرئيسية، وقلت له إن هذا الفريق خطير، وأرى أنه سيهدد عروش الأباطرة التقليديين في العاصمة وبقية الولايات، فأجاب مولانا بأن كل فرق الأبيض ستنافس على كل المستويات في القريب العاجل.
يوم أمس الأول، تابعت مباراة (هلال التبلدي) مع (مريخ العاصمة) فعادت صورة تلك المباراة التي شهدتها قبل ثلاثة أسابيع إلى ذهني، وقلت لمن كان معي إن (هلال الأبيض) سيخرج فائزاً بنصف دستة من الأهداف، خاصة وأن أداء لاعبي فريق المريخ لم يكن بالمستوى المطلوب أو الذي يتناسب مع اسم الفريق وتاريخه، ولم يخب (هلال التبلدي) توقعاتي ففاز بخمسة أهداف كان من الممكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير.. فاز بأهداف أرسلت من تحت أقدام أبنائه الذين أطاح بهم وفرط فيهم، بينما تحول أفراد ولاعبو فريق المريخ العاصمي إلى عدد يضاف إلى أعداد المتفرجين.
ومع ذلك.. نقول إن فوز وانتصار هلال التبلدي هو فوز وانتصار لسياسات حكومة الولاية الراشدة الناهضة التي استطاعت تحت رعاية المتفتح واسع الأفق مولانا “أحمد محمد هارون”، استطاعت أن تهتم بكل أنواع النشاط، وقد استخدم مولانا قدراته العالية في تحريك قدرات الآخرين ليعبر بشمال كردفان لتصبح في القريب العاجل واحدة من أفضل ولايات البلاد إنتاجاً وعملاً وحصداً للجوائز، والكؤوس – السياسة والرياضة والفنون، والعمل والنشاط الاقتصادي كل لا يتجزأ إذا تمكن القائمون بالأمر من إدارته وفق خطة راشدة ستحقق كل الأهداف العليا.
مبروك لهلال التبلدي.. مبروك لأبناء الأبيض.. مبروك لكل مواطني شمال كردفان.. ونقول لمريخنا العظيم راجع الخطط.. راجع السياسات.. و.. هارد لك.
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك.. آمين.
.. و.. جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية